»ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذين عملوا لعلهم يرجعون « الروم 14. ساعات وتنطفي شموع عام مر علينا بحلوه ومره عشنا آلامة وأحزانه وأتراحه أكثر من أفراحه وندعو الله مخلصين له الا يعيد علينا أعواما مثله فدموع الأمهات والأطفال والثكالي ما زالت تفيض ولكنها للأسف لا تحرك الضمائر لحقن الدماء ونشر الأمن والأمان. وحسب ما قاله المحللون والأطباء ان الجو الخانق الذي نعيشه انتج لنا أكثر من 006 ألف مريض نفسي لم تسلم فئه عمرية من الاكتئاب والاحباط وفقدان الأمل في غد أفضل وأنا أؤكد انهم أكثر من ذلك بكثير فالاطفال والشباب والكهول الكل محبط ومكتئب وخائف مما تخبئه له الأيام المقبلة من مفاجآت يغلب الظن عليها بأنها ستكون بائسة. ولكن وبالرغم مني أري بصيصا من الأمل بأن الله سيكشف الغمة من أجل الضعفاء والأطفال والمظلمومين الذين لاناقة لهم ولاجمل في كل ما يجري فقط علينا ان نملأ قلوبنا بحب هذا الوطن ونشعر بالانتماء والولاء لارضه وناسه وتعود إلينا فطرتنا من مودة ورحمة ورأفه وشهامة وشجاعة وانكار للذات ونصرة الضعيف والمحتاج ومراعاة الجيرة والزمالة وإعادة القوة لكلمة الشرف والضمير والواجب وأولا وأخيرا حرمة الدم فالدم المصري لا يجب ان يسال إلا في دفاعنا عن أرضنا وشرفنا وعرضنا. نحن وبارادتنا نملك إراده عودة الحب والانتماء كما نملك بإرادتنا الاستمرار في آتون الفتن والاضطراب والبغضاء والكراهية وعدم الاستقرار وفقدان الأمن والأمان ومعها هروب الاستثمار والسياحة ومعها ضياع البلد والمستقبل. وكل ما أتمناه مع بزوغ نور عام جديد وولادة آمال وامنيات جديدة هو الوقوف أمام ضمائرنا لتحديد اختيارنا لما نريد ان نكون عليه إما ان نهدأ ونبدأ البناء لننقذ انفسنا ووطننا ومستقبلنا من الانهيار والضياع واما ان نظل علي عنادنا فتكون النهاية بإيدينا ووقتها لانلوم إلا أنفسنا علي ما فعلت جاهليتنا فينا. ليكن في يقيننا ان دوام الحال من المحال وما نرفضه أو نوافق عليه لن يدوم فالحياة سمتها التغيير فقط علينا الصبر والله متكقل بما سيحدث ولنبتهل إلي الله ان يقي مصرنا من شرور ابنائها قبل اعدائها لأن من يسيرون بدم بارد إلي الهاوية هم ابناؤها بكامل إرادتهم من أجل مطالب وانتصارات شخصية فمصر لن تعود قوية وتعبر ضائقتها إلا بنكران الذات وتغليب مصلحة الوطن علي المطالب الانانية. وكل عام ومصر بخير.