ماذا حدث لأولادك يا مصر؟ أهو التباهي بالعدد والعدة؟ أم نار الشهرة والشهوة للكراسي والسلطة؟ أم الغل الذي يسكن الصدور بعدما فات شخصيات النخبة قطار الرئاسة؟ أيصل الحد إلي أن يقتل المصريون بعضهم البعض ويحدد كل طرف للآخر ملعبه؟ أصبحنا بين فريقي الموت من أجل عدم التقدم والتشبث بالماضي الحزين.. وكل طرف يشعل النار من جانبه حتي ان البعض منهم يريد في الدستور بدعة لم نرها في أي دستور مصري عبر التاريخ إرضاء للخارج. هل يعقل أن مصر أول دولة في التاريخ بل قبل التاريخ يعجز أبناؤها عن إعداد دستور ويكتفون بلعبة »البينج بونج«؟ طلعة إخوان وطلعة تيار شعبي والاتحادية والدستورية والتحرير وجامعة القاهرة والكل يتباهي بعد المعارك بدماء الشباب الطاهرة والتي تفرقت بين الفريقين حتي حزب الوفد العريق أصبح مقره ملعباً لكل عبده مشتاق والذين دخلوا السياسة متأخرين في السن والعمل السياسي واعتبروا منابر الكلام ضمن أملاكهم الخاصة وليتهم يحتكرون قناة فضائية »ويحلوا عن سمانا«.. ألا يتحمل »بندول السياسة« مسئولية دماء الشهداء وكل من ساهم في شحن الشباب سواء من مرشحي السياسة السابقين أو القادمين من الخارج أو بعض المتشنجين من الإخوان المسلمين أو النشطاء الجدد.. وهنا أتقدم بكل التحية والتقدير للمرشح السابق المحترم د.محمد سليم العوا الذي فضل مصالح مصر عن كل ما عداها من مصالح وأثبت أن الأدب والاحترام هما الباب الملكي لنجاح السياسي. وإذا كنا خسرنا كثيراً نحن المصريين بعد ثورة رائعة فحزني كبير علي ما أصاب القضاء الشامخ من رذاذ السياسيين الجدد والفلول الذين اثبتوا أن لا حياة لهم بعيداً عن الشاشات الفضائية ولا هم لهم الا إشعال الفتن والحرائق.. وأقول يا قضاة مصر اتفقوا علي كلمة سواء وحافضوا علي تاريخكم الناصع وقدر من الهدوء فأنتم صمام الأمن والأمان لكل المصريين ورحم الله المستشار ممتاز نصار الذي حارب قاضياً وسياسياً ومحامياً ولم ينجح أحد في جذبه خارج القانون بل تحدي الجميع في كل عصور حياته وخرج بلا خسائر.. وأطال الله عمر تلميذه المستشار زكريا عبدالعزيز رئيس نادي القضاة السابق الذي قدم مبادرة ربما تختلف عما كان ينادي به قليلاً ولكن يري مصلحة الشعب كله مضحياً ربما ببعض آرائه.. كلنا مصابون وكلنا مطالبون بضبط النفس وإعلاء المصلحة العليا للبلاد، وعلينا أن نحترم القانون والفيصل بيننا جميعاً صندوق الانتخابات وعلي كل التيارات ان تعمل مع الشارع وتستعد للانتخابات وتتعلم تطبيق مبدأ تداول السلطة لأننا لم نعرفها طوال تاريخنا الحديث ولم نع بعد أن الأيام دول وعلينا جميعاً أن نعمل لا أن نتطاحن من أجل أمور زائلة وكراسي لابد أن تتحرك مستقبلاً.