ملايين المصريين في الداخل والخارج سعدوا كثيرا حين شاهدوا الرئيس مبارك علي شاشات التليفزيون أول أمس يشارك عمال مصر الاحتفال بعيدهم.. عاد الرئيس بسلامة الله بعد العملية الجراحية التي اجريت له في ألمانيا وكانت قلوب الملايين معه تدعو له بالشفاء والعودة سالما إلي أرض الوطن.. وحين عاد بسلامة الله كانت الدعوات إلي الله عز وجل أن يمن عليه بنعمة الصحة والعافية وتمام الشفاء.. وحين شاهدناه في احتفال عيد العمال كانت السعادة غامرة حيث عاد إلي طبيعته ووقف في الاحتفال شامخا كعادته يخاطب جميع أبناء مصر في هذه المناسبة.. وفي داخل القاعة الرئيسية بمركز المؤتمرات بمدينة نصر كان الجميع يترقبون وصوله وهم في شوق لرؤيته والاطمئنان عليه.. ووسط عاصفة مدوية من التصفيق والحب وقف الزعيم يرد التحية ملوحا بيديه للحضور الذين وقفوا يصفقون ويهللون عدة دقائق فرحين بسلامة الرئيس وعودته إلي احضان الوطن الأم وحرصه علي مشاركة عمال مصر الاحتفال بهذه المناسبة كل عام يتحدث إليهم من القلب ويشعر بنبضهم ويعيش معهم أحلامهم وطموحاتهم، نعم كان اللقاء مؤثرا والمشاعر فياضة والترحيب يعكس عمق علاقة الحب المتبادلة بين القائد وشعبه.. فقد أحبهم وأحبوه وبادلهم حبا بحب طوال مسيرة حافلة بالانجازات رغم الظروف والاحداث الجسام التي شهدتها المنطقة خلال العقود الأخير. جاء لقاء الرئيس بأبناء مصر علي الهواء مباشرة في عيد العمال بعد طول انتظار ودعوات المصريين أن يعود إليهم القائد سليما معافي.. وكان اللقاء الذي اتسم بالحب والود والصفاء وتعالت الهتافات من أركان القاعة من العمال البسطاء يرحبون بالرئيس ويدعون له بالصحة والعافية ليواصل بهم ومعهم مسيرة التنمية والاصلاح للنهوض بمصر، وجاءت كلمات الرئيس في خطابه المهم بهذه المناسبة معبرة عن حبه لمصر وشعبها والذي قضي طوال عمره في خدمتها مضحيا بكل غال ورخيص من أجل رفعة الوطن. وقاد الرئيس مبارك عملية إصلاح سياسي شاملة تشهدها مصر لأول مرة فأدخل تعديلات علي الدستور الذي مضي عليه أكثر من نصف قرن وفتح الباب لأول مرة لانتخاب رئيس الجمهورية بالاقتراع الحر المباشر من بين أكثر من مرشح لهذا المنصب الرفيع وكان ذلك في الماضي أحد المستحيلات فالرئيس يجري الاستفتاء عليه وتكون النتيجة معروفة سلفا.. ولكن في عام 5002 كان هناك أكثر من مرشح تقدموا ببرامجهم للناخبين وعرض الرئيس مبارك برنامجه الانتخابي للست سنوات القادمة وانتخبه الشعب لينفذ هذا البرنامج الذي حمل الكثير من آمال وطموحات شعب مصر.. وكان من الطبيعي أن يثور الجدل السياسي بين النخبة والمثقفين حول خطوات الإصلاح خاصة بعد مناخ الحرية غير المسبوق في تاريخ مصر وظهرت صحف خاصة وقنوات فضائية خاصة تتحرك بكل حرية في ارجاء البلاد تنقل ما تشاء وتتحدث وتكتب ما يحلو لها دون رقيب أو حسيب ووقعت تجاوزات طوال الفترة الماضية والحالية لازلنا نتابعها كل يوم صباحا ومساء تجاوز البعض فيها مستغلا مناخ الحرية وأصبح كل تركيزه علي السلبيات الموجودة في المجتمع لا يري سوي الجانب المظلم من الصور أو النصف الفارغ من الكوب فأصاب البعض بالاحباط وحاول مع البعض الآخر وأصبح يدعو للانفجار الشعبي ويحرض المواطنين ضد الدولة وضد الحكومة وكأن هذا هو الطريق الأمثل للتغيير الذي ينشدونه دون أن يدركوا عواقب القفز علي الثوابت التاريخية أو التغيير المفاجيء والسريع غير المدروس.. وهذا ما حذر منه الرئيس مبارك في خطابه المهم في عيد العمال حين قال »إن الشعارات لا تكفي لكسب ثقة الناخبين وطالب المزايدين بتقديم حلول لمشاكل المجتمع« كما حذر من تحول الحراك السياسي الذي تعيشه مصر حاليا إلي انفلات يعرض مصر للخطر« كانت هناك رسائل مهمة في خطاب الرئيس وجهها للجميع وهو يؤكد انحيازه لأبناء مصر وهو يقف إلي جانبهم يتطلع إلي المستقبل بثقة وعزم وأمل.