للأسف الشديد.. مازال الحزن يعتصر القلوب والأسي والحسرة يضربان في الأعماق لما يحدث علي الساحة من انقسام يكاد يعصف بكل مقومات الدولة والروابط الإنسانية والاجتماعية بين أفراد الوطن الواحد.. الأمور تتصاعد والأزمة تكاد تكون أكبر بكثير من الإعلان الدستوري أو الاستفتاء علي الدستور.. ويزيدالموقف اشتعالا باستقواء البعض ممن يدعون إلي اقصاء كل التيارات الأخري.. من لا يسمعون إلا صوتهم ويعتبرون من ليس معهم فهو ضدهم.. يدعون إلي ترسيخ الانقسام واستخدام القوة في مواجهة من يعارضونهم ويصرون علي تمرير ارادتهم قهرا.. المشهد ينذر بالخطر ويكرس شرعية القوة بدلا من قوة الشرعية ويعطي رسالة بأن مصر الآن لا تحكم بالقانون وإنما بتكريس الخصومة والعراك السياسي الذي يؤجج غضب الجماهير والقوي السياسية المختلفة ويزيد الموقف اشتعالا ويتحول الصراع إلي جريمة الاحتشاد واستخدام القوة والإرهاب لمنع المؤسسات الدستورية والقضائية عن اداء عملها.. ومما ينذر بالخطر ان حالة الشقاق والخلاف والانقسام تتسع هوتها يوما بعد يوم نتيجة لعدم تحكيم العقل في مواجهة أسباب الخلاف وغياب دولة القانون والاصرار علي تهميش دورها حتي وصلت الأمور إلي طريق مسدود واحتدمت الأزمة ولم يتم الوصول إلي حل رغم انه كان من الممكن ان نتفادي تلك الأزمة المفتعلة والتي نشأت نتيجة العناد بأن يتم تغليب المصلحة الوطنية ونعلو بها فوق أي مصلحة أخري وأن يكون لم الشمل هو الهدف الأكبر.