لا أري.. سوي الحزن والغضب والألم والحسرة عليك يابلدي! ماذا نحن فاعلون تجاه الحاقدين واعداء الثورة والمتلونين عندما نراهم يخرجون لنا ألسنتهم دون مراعاة للعادات والتقاليد والموروثات وضاربين بالقانون عرض الحائط! إن من يؤجج الفتنة الطائفية ليسوا بمصريين ولا وطنيين، بل هم خونة حقيقيون لايريدون لمصرنا الخير والعزة والقوة، ولا يتركون لهذا البلد العزيز فرصة لالتقاط الانفاس ويستمرون في توجيه الضربات الموجعة لشق الصف بين ابناء الامة المصرية الواحدة. هذه الاوضاع التي تنذر بالخطر الداهم علي بلدنا لايسلم منها لامسلم ولا مسيحي، وكلنا مسئولون عما آلت اليه الحالة من تدهور واحتقان. ولارجعة عن تطبيق القانون لانه يمثل هيبة الدولة فالكل امامه سواء..والحكومة مسئولة عن تطبيقه بعيدا عن القبلات والاحضان حتي لا يصبح السير بمصر للأمام نوعا من الاوهام. ولا أسمع.. تغييرا حدث في الحياة السياسية في مصر كما حدث بعد ثورة يناير!! فالحياة السياسية في بلدنا منذ بداية القرن الماضي محصورة بين 4 تيارات رئيسية: التيار الليبرالي والتيار اليساري والتيار القومي والتيار الإسلامي. أما الآن، فالفكر السياسي تغير كثيرا واصبح فكرا مستنيرا وصارت الحركات التحررية بمختلف مسمياتها تعمل علي تقبل التعددية والمواطنة والمساواة والديمقراطية وتداول السلطة. وجديد المشهد السياسي ظهور احزاب البلطجة والشماريخ والجلاليب مما عكر صفو المناخ السياسي الذي بدأ بالكاد ينعم بنسيم الحرية واصبحت الكلمة والسيطرة علي الشارع المصري تتم بقوة السلاح فهل من الطبيعي ان يخرج هذا المشهد الغوغائي من مصر الثورة التي حولت المستحيل والحلم إلي حقيقة ملموسة واستطاعت ان تضع اقطاب الحكم وكبار رجالات الدولة بين جدران سجن طره.؟ ولا أتكلم.. عن حجم الفساد في بلدي الذي فاق كل التصورات والخيالات حتي اصبح منظومة متكاملة جرف منها الوزير قبل الخفير! ولما لا والفساد في العهد البائد كان الأب الشرعي للتخلف والفقر والاحباط والظلم وغياب الانتماء واختفاء القدوة! ولا أبالغ إذا قلت انه كلما تم فتح ملف من ملفات الماضي القريب سوف تخرج منه رائحة كريهة جدا تدين الكثيرين ممن ملأوا صفحاتنا بالكلام عن الشفافية والنزاهة والأمانة، وكثيرون منهم كانوا يتحدثون عن الديمقراطية ولايؤمنون بها.