بوتين: محطة الضبعة النووية تلبي احتياجات الاقتصاد المصري المتنامي    جامعة قناة السويس تحتفي بأبطالها المتوجين ببطولة كأس التميز للجمهورية    لن نبكي على ضعف الدولار    الزراعة: أكثر من مليون شتلة فراولة تم تصديرها خلال أكتوبر    محافظ الجيزة يتفقد مشروعات تطوير الطرق.. ويؤكد: تحسين كفاءة المحاور أولوية    وزير الزراعة يعقد اجتماعاً موسعاً لمديري المديريات ومسئولي حماية الأراضي بالمحافظات    البيئة تنظم مؤتمر الصناعة الخضراء الأحد المقبل بالعاصمة الإدارية الجديدة    رئيس الأركان يعود إلى أرض الوطن عقب مشاركته بمعرض دبى الدولى للطيران 2025    مجلس الشيوخ الأمريكى يوافق على مشروع قانون للإفراج عن ملفات إبستين    أسطورة ليفربول يكشف مفاجأة عن عقد محمد صلاح مع الريدز    المصرية لدعم اللاجئين: وجود ما يزيد على مليون لاجئ وطالب لجوء مسجّلين في مصر حتى منتصف عام 2025    تأهل منتخبا 3×3 إلى نصف نهائي دورة ألعاب التضامن الإسلامي    دوري أبطال إفريقيا.. 30 ألف متفرج في مباراة الأهلي وشبيبة القبائل الجزائري    الإسماعيلي يكشف حقيقة طلبه فتح القيد الاستثنائي من فيفا    ارتفاع عدد مصابي انقلاب سيارة ميكروباص فى قنا إلى 18 شخصا بينهم أطفال    محافظ قنا يكرم مسعفا وسائقا أعادا 115 ألف جنيه وهاتف لصاحبهما    حسين فهمى يكرم محمد قبلاوي.. والمخرج يهدى التكريم لأطفال غزة    قصور ومكتبات الأقصر تحتفل بافتتاح المتحف المصرى الكبير.. صور    بث مباشر.. بدء مراسم وضع هيكل الاحتواء لمفاعل الضبعة النووية    ارتفاع درجات الحرارة.. الأرصاد الجوية تحذر من تغير حالة الطقس    سرايا القدس تستهدف قوات الاحتلال الإسرائيلي بعبوة ناسفة في جنين    وزير الري يلتقي عددا من المسؤولين الفرنسيين وممثلي الشركات على هامش مؤتمر "طموح إفريقيا"    تامر حسني يكشف تفاصيل أزمته الصحية بعد خضوعه لجراحة دقيقة في ألمانيا    نورا ناجي عن تحويل روايتها بنات الباشا إلى فيلم: من أجمل أيام حياتي    هيئة الرعاية الصحية تُطلق عيادة متخصصة لأمراض الكُلى للأطفال بمركز 30 يونيو الدولي    ما هو فيروس ماربورج وكيف يمكن الوقاية منه؟    الصحة: 5 مستشفيات تحصل على الاعتماد الدولي في مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    بسبب تراجع الانتاج المحلى…ارتفاع جديد فى أسعار اللحوم بالأسواق والكيلو يتجاوز ال 500 جنيه    مقتل 6 عناصر شديدى الخطورة وضبط مخدرات ب105 ملايين جنيه فى ضربة أمنية    مصرع 3 شباب في تصادم مروع بالشرقية    الصحة تغلق 11 مركزًا غير مرخص لعلاج الإدمان بحدائق الأهرام    السياحة العالمية تستعد لانتعاشة تاريخية: 2.1 تريليون دولار إيرادات متوقعة في 2025    وزير الإسكان يستقبل محافظ بورسعيد لبحث استعدادت التعامل مع الأمطار    القادسية الكويتي: كهربا مستمر مع الفريق حتى نهاية الموسم    الزمالك يستقر على موعد سفر فريق الكرة لجنوب أفريقيا    نجاح كبير لمعرض رمسيس وذهب الفراعنة فى طوكيو وتزايد مطالب المد    تعرف على أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    هشام يكن: أطالب حسام حسن بضم عبد الله السعيد.. وغير مقتنع بمحمد هاني ظهير أيمن    حزب الجبهة: متابعة الرئيس للانتخابات تعكس حرص الدولة على الشفافية    الدفاع الروسية: قواتنا استهدفت منشآت البنية التحتية للطاقة والسكك الحديدية التي تستخدمها القوات الأوكرانية    إقبال واسع على قافلة جامعة قنا الطبية بالوحدة الصحية بسفاجا    بريطانيا تطلق استراتيجية جديدة لصحة الرجال ومواجهة الانتحار والإدمان    صيانة عاجلة لقضبان السكة الحديد بشبرا الخيمة بعد تداول فيديوهات تُظهر تلفًا    حريق هائل يلتهم أكثر من 170 مبنى جنوب غرب اليابان وإجلاء 180 شخصا    المايسترو هاني فرحات أول الداعمين لإحتفالية مصر مفتاح الحياة    أبناء القبائل: دعم كامل لقواتنا المسلحة    جيمس يشارك لأول مرة هذا الموسم ويقود ليكرز للفوز أمام جاز    إطلاق أول برنامج دولي معتمد لتأهيل مسؤولي التسويق العقاري في مصر    «اليعسوب» يعرض لأول مرة في الشرق الأوسط ضمن مهرجان القاهرة السينمائي.. اليوم    ندوات تدريبية لتصحيح المفاهيم وحل المشكلات السلوكية للطلاب بمدارس سيناء    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم 2026 بعد صعود ثلاثي أمريكا الشمالية    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    دينا محمد صبري: كنت أريد لعب كرة القدم منذ صغري.. وكان حلم والدي أن أكون مهندسة    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأيادي‮ الآثمة للموساد الإسرائيلي
نشر في الوفد يوم 06 - 01 - 2011


بقلم: لواء د.‮/ وجيه عفيفي‮ سلامة
انتابت مصر آلامها الحزينة في‮ يوم السبت الحزين الذي‮ جاء مع بداية العام الميلادي‮ الجديد‮ 2011م ليعلن علي‮ الملأ أن هذا العام هو عام كئيب علي‮ مصرنا الحبيبة حيث بدأ بداية ساخنة مع تلك العملية الارهابية القذرة التي‮ هزت عرش مصر وقلوب المصريين جميعاً‮ خاصة مع انفجار تلك العربات المفخخة أمام كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس بسيدي‮ بشر بالاسكندرية مدينة الثغر الجميل لتتحول إلي‮ كابوس وظلام دامس وتحشد أكثر من‮ 20‮ قتيلاً‮ و80‮ فردا باصابات مختلفة عقب هذا الانفجار المدوي‮ الذي‮ هز أرجاء المكان وتختلط فيه دماء الشهداء الابرياء من مسلمين ومسيحيين علي‮ أرض مصر الطاهرة واصبح الكل‮ يتساءل في‮ حسرة وألم عن هذا العمل الاجرامي‮ الذي‮ فاقت جرائمه وحدوده ولم‮ يعتده ابناء مصر علي‮ طول تاريخها الطويل خاصة أننا لم نعرف طوال حياتنا صغارا وكبارا أن هناك ما‮ يفرق بين أبناء مصر فالكل‮ يستظل بسماء مصر الطاهرة ويعيش علي‮ أرضها الطاهرة ونحن جميعا شربنا من ماء نهر النيل الخالد والذي‮ يجري‮ في‮ عروقنا أبد الدهر ليعلن أن مصر فوق الجميع‮.‬

والحقيقة الدامغة التي‮ نعرفها جميعا أن مصر المجروحة تعيش الان بآلامها وجراحها وأحزانها علي‮ هذا الحال المتدني‮ والخراب والدمار الذي‮ تعيشه حاليا خاصة مع‮ غياب الريادة والسهام اصبحت توجه إليها‮ يمينا ويسارا ومن كل صوب وفج واصبحت الكلاب المسعورة تنهش جسدها العاري‮ لتبقيها علي‮ هذا الحال الكئيب ولتجعلها جثة هامدة وأصبحت تئن انينا صعبا علي‮ أبنائها الذين خذلوها في‮ كل شيء فأصبحت علي‮ صفيح ساخن وأصبحت ارضية جاهزة للصهيونية العالمية لتخلق الفوضي‮ العارمة علي‮ اراضيها وتنفذ الموساد مخططاتها المشبوهة والتي‮ وضعت بإحكام دقيق للاستفادة من حالات الاحتقان التي‮ تملأ الشارع المصري‮ وتزيد من الكراهية الشديدة لرموز النظام الفاسدة والتي‮ احالت البلاد الي‮ تكية وخرابة حتي‮ افسدت الحياة السياسية في‮ مصر وجعلت من التزوير ظاهرة تحكم حياتنا السياسية دون أدني‮ تغيير أو اصلاح ولذلك صارت البلاد مرتعا خصبا لتنفيذ المخططات المشبوهة دون عناء أو مجهود‮ يذكر‮!! سعياً‮ وراء تمزيق وحدة النسيج الوطني‮ الباقية بين ابناء الشعب المصري‮ العريق والذي‮ يضم في‮ اطاره علي‮ طول التاريخ‮ »‬المسلمين والاقباط‮« والذين سالت دماؤهم سويا علي‮ ارض مصر حيال كافة الغزوات الاستعمارية والبربرية وحتي‮ السادس من اكتوبر العظيم عام‮ 1973م‮.‬
إن التساؤل المطروح الذي‮ يفرض نفسه الان ودون مواربة‮: »‬من هم اصحاب المصلحة الحقيقية في‮ تنفيذ هذا العمل الارهابي‮ الغاشم والغادر بالرغم من أنه قد نفذ بعناية ودراية تامة ولم‮ يترك أثرا‮ يؤكد تنفيذه من جانب تلك العصابات الصهيونية الآثمة بل تركت الساحة للأقاويل المتناثرة‮ يمينا ويسارا وبعيدا بالطبع عن تلك العصابات الفاجرة حتي‮ يتم ابعاد شبح المسئولية الجنائية الدولية عن هذا العمل الاجرامي‮ الآثم والذي‮ راح ضحيته الابرياء من ابناء مصر واصبح التخبط في‮ الاستنتاجات فمن‮ يعلق علي‮ الغضب الشعبي‮ العارم الذي‮ اجتاح مصر نتيجة لفساد الانتخابات وتزويرها تزويرا فاضحا وابعاد كل الرموز الوطنية الصادقة والتي‮ كشفت الفساد العارم علي‮ ارض مصر من رجال الاعمال المفسدين والذين استباحوا كل شيء لاغراضهم واهوائهم ومن الغريب حقا أن هناك العديد من الشبهات تحيط ببعض هؤلاء الذين دخلوا مجلس الشعب سيد قراره وتحيط بهم أحكام جنائية بل منهم من‮ يحمل شبهة المخدرات والبلطجة‮.‬
كذلك جاء الغضب الشعبي‮ لابناء الاسكندرية خاصة مع استشهاد الشاب خالد سعيد علي‮ يد حفنة من المجرمين من رجال الشرطة وتلفيق وفاته بابتلاعه لفافة من المخدرات لتبرير وفاته والتي‮ جاءت كذبا من تقرير احد رجال الطب الشرعي‮ الشرفاء لتؤكد علي‮ الوفاة جاءت ثبت كذبها اثر التعذيب وانها جنائية مما ادي‮ إلي‮ محاكمة هؤلاء كذلك جاءت الجهود النشطة لرجال المخابرات لتكشف عن شبكة جديدة للجاسوسية تمارس اعمالها لتخترق شبكات الاتصالات الدولية لتتنصت علي‮ اتصالات المسئولين للحصول علي‮ المعلومات الضرورية لاتخاد القرارات الايجابية والتي‮ بالتأكيد تؤثر علي‮ دوائر صنع القرار وللأسف الشديد كان من بينها احد الخونة المصريين الذين باعوا اوطانهم ولا‮ يستحقون الحياة علي‮ ارض مصر الطاهرة‮.‬
أن الاجابة علي‮ كل هذه التساؤلات المطروحة تؤكد وبلا منازع ان هذا العمل الدنئ قد نفذته الايدي‮ الصهيونية القذرة خاصة ان هذا الاسلوب هو احد الاساليب المعتادة لجرائم الصهاينة ونحن نجزم بأن الموساد وعملاءه في‮ مصر قد رتبوا لتنفيذ هذا العمل منذ فترة وجيزة وقد تكون بعد احداث الاسكندرية العارمة التي‮ استقبلت فيها وفاة الشاب خالد ورأت ان تلك الاحداث تحقق الغرض الهادف لاثارة الفتنة الطائفية وتحريك الغضب العارم وشق النسيج الوطني‮ مع توالي‮ احداث تزوير الانتخابات والتي‮ جعلت من الاسكندرية ارضا خصبة لتنفيذ مآربها‮ غير المشروعة والتي‮ سوف تؤدي‮ في‮ النهاية إلي‮ زيادة حدة الغضب وشرخ النسيج الوطني‮ والتمهيد للفتنة الكبري‮ وعندئذ سوف تتحول مصر إلي‮ عراق جديد والذي‮ يشهد‮ يوميا العمليات الارهابية والتي‮ تمارس فيها الأيادي‮ الصهيونية لعبتها القذرة حتي‮ احالت العراق إلي‮ الخراب والدمار فيسيل الدم نهارا ويقتل الابرياء من النساء والاطفال والشيوخ دون ذنب اقترفوه والطائفية تمزق نسيج البلاد إلي‮ الهاوية والدمار ولذلك فاننا نضع تلك الحقائق استنادا إلي‮ العقلية الاسرائيلية والعمليات الارهابية خاصة تلك التي‮ تمارسه علي‮ أرض العراق وفلسطين المحتلة‮.‬
أولا‮ - إن تلك العملية الغادرة نفذت بأساليب بدائية وباستخدام العربات المفخخة ودون استخدام التكنولوجيا المتطورة التي‮ عادة تجهز بها عناصر الموساد وذلك لابعاد الشبهة تماما عن هذا الجهاز ليرسخ في‮ الذهن أن هذه العملية نفذت بأساليب بدائية وباستخدام وسائل محلية الصنع ودون أن تترك اثرا دالا علي‮ ضلوع الموساد في‮ هذه العملية المشبوهة التي‮ نفذت باستخدام عربتين مفخختين تحمل كل منها‮ 100‮ كجم من مادة‮ TNT‮ شديدة الانفجار لتسعي‮ إلي‮ تغيير الاتجاه والاتهام تجاه من قاموا بتدبير ذلك الحدث الاجرامي‮ الشائن والعمل علي‮ تسليط الضوء علي‮ معارضي‮ النظام أو من تعرضوا لظلم فادح من زبانية النظام‮.‬
ثانياً‮: إن تحقيق الفوضى العارمة فى الشارع المصرى أصبح هدفاً‮ استراتيجياً‮ للصهيونية بل للولايات المتحدة الأمريكية وإذا كانت مصر‮ يشوبها الاستقرار الظاهرى والتماسك الوهمى فقد آن الأوان لكسر ذلك الاستقرار وتمويل الشارع المصرى الى الفوضى العارمة لتكتمل دول المنظومة العربية فى الانقسام والشرذمة فلقد نجحت الولايات المتحدة فى تخريب العراق وتدميره‮ يتهدده شبح الانقسام إلى ثلاث دويلات صغيرة من السنة والشيعة والأكراد كذلك فان السودان الشقيق على وشك الانقسام شمالاً‮ وجنوباً‮ ومهما قيل من مميزات كاذبة وواهية فإن هذا الانقسام سوف‮ يؤثر على مصر تأثيراً‮ سيئاً‮ خاصة من ناحية الأمن القومى وتعرضه لمخاطر شديدة كذلك ما سوف تواجهه من مخاطر مائية تؤثر على أمنها المائى مع زيادة السكان وهى زيادة متوقعة فى القريب العاجل دون أية شكوك كذلك فإن الجهود الآثمة تمهد لتقسيم اليمن الشقيق الذى خاض حرباً‮ شرسة وشريفة لتحقيق الوحدة بين شماله وجنوبه ليعيش أبناؤه مرارة التقسيم ولذلك فان تكثيف الجهود بات موجهاً‮ الى مصر لشق وحدتها الوطنية لأنها السبيل الوحيد القادر على خلق الفوضى العارمة وتحقيق متون الغضب والكراهية بين أبناء الجيل الواحد اذا لم‮ يتفهم أبناؤها تلك المخططات المشبوهة التى تضرب جذور وحدتنا ووطننا الغالى‮.‬
ثالثاً‮: تقود مصر عملية السلام المزعومة بين الفلسطينيين واسرائىل التى تسعى جاهدة الى فرض شروط الاستسلام على الشعب الفلسطينى وانهاء القضية الفلسطينية الى أنفاق التاريخ وبالرغم‮ اننا انتقدنا مراراً‮ وتكراراً‮ هذا الدور الذى تقوم به مصر خاصة انها من الوجهة العملية لا تستطيع القيام به لانها لا تملك فعلياً‮ القدرة الكاملة على الضغط على الجانب الاسرائىلى مما جعل محادثات السلام تسير للمصلحة الاسرائىلية والعمل على تضييع الوقت دون تحقيق أية نتائج ايجابية على أرض الواقع وجعل دور مصر باهتاً‮ خافتاً‮ لا طعم له ولا قيمة ومع ذلك فان اسرائىل تلك الدولة الكريهة تسعى بفعلتها الدنيئة على أن توجه رسالة الى مصر مفادها ان على مصر‮ يجب ان تترك مفاوضات السلام لانه شأن داخلى‮ يخصنا وحدنا وتتفرغ‮ لأمرها الداخلية التى تسوى بين الحين والحين حتى تصل الى طريق مسدود لا‮ يمكن فى النهاية إدارته لأن الغضب الأعمى سوف‮ يحكم طريقها وللأسف الشديد فهو الطريق الى الخراب والدمار ونحن نعلم تماماً‮ ان المخطط الاسرائىلى‮ يسعى الى انشاء الدولة اليهودية وابتلاع كافة الأراضى الفلسطينية مع استمرار انشاء المستوطنات على الأراضى المغتصبة وتعطيها الولايات المتحدة الأمريكية الضوء الأخضر لكل هذه السياسات العدوانية‮.‬
رابعاً‮: لقد سعت اسرائىل الى توجيه رسالة واضحة مفادها انها قادرة على أن تشن الضربات الموجعة الى وطننا الحبيب لتمثل رسالة ضغط على النظام خاصة بعد اكتشاف العديد من شبكات الجاسوسية وآخرها شبكة الموساد الاسرائىلى التى من بينها المصرى الخائن طارق عبدالرازق والذى كان‮ يسعى الى تجنيد العملاء لانشاء شبكات للتجسس على سوريا ولبنان ومصر وفى النهاية تجبر مصر على تخفيف قبضتها على شبكات التجسس وفى النهاية لا تتعرض للمحاكمة العلنية وتتم الصفقات المشبوهة ومن تحت الترابيزة وبأساليب صهيونية ماكرة كما تم فى مبادلة الجاسوس عزام بصفقة من عدد‮ »‬6‮« من الطلبة المصريين قيل انهم دخلوا اسرائىل بطريق الخطأ‮.‬
اننا فى النهاية نؤكد ان هذا الجرح عميق وقد تكون هذه العملية بداية مفجعة لعمليات تخريبية جديدة تنال من أمن الوطن واستقراره ونحن بكل الحب والأخلاص لوطننا العزيز لا نستطيع ان نفرق بين ابناء الوطن الواحد ومن العار أن نقول اخوة أقباطاً‮ ومسلمين فمصر لا تعرف ذلك أبداً‮ ومعالجة هذه القفتنة القادمة لا تنجلى تحت الشعارات الانشائية بل‮ يجب ان نضع كل الوسائل لتقف حاجزاًأمام تمزيق وحدتنا التى عاشت قروناً‮ طويلة دون ان‮ يمسها مكروه عابث أو مخطط مشبوه لاننا وضعنا هدفاً‮ واحداً‮ هو ان وطننا الغالى هو مصر ونحن جميعاً‮ على استعداد تام للدفاع عنه مهما كانت هناك من تحديات داخلية كانت او خارجية ولقد آن الأوان لنضع تعاملنا مع تلك الدولة الكريهة تحت دائرة من الشفافية والعلانية ونعيد التفكير فى هذه المعاهدة المشئومة التى فرضت علينا استسلاماً‮ وكأننا خرجنا من تلك الحرب العظيمة فى‮ 1973م فاقدين النصر وهذا بعيد عن الحقيقة فقد تحقق الانتصار العظيم ولكننا لم نستطع ان نستفيد بهذا النصر خاصة ان المفاوضات المصرية الإسرائىلية قد جرت بعيداً‮ عن الواقع وما حققه الجيش المصرى الباسل من انتصارات عظيمة ونؤكد أيضاً‮ وبكل أمانة ان الشعارات الانشائية لن تقدم الحلول العملية والواقعية لهذا الاحتقان المزعوم الذى‮ يجدده ويحييه اعداء الأمة وهم الذين‮ يجب التعامل معهم بنوع من القسوة والقوة لأنهم‮ يسعون الى تخريب الوطن وتدميره‮.‬
اننا مقبلون حقاً‮ على عام كئيب بدأ بيوم حزين ليزيد من آلامنا وحسرتنا ومع ذلك فقد نتعلم منه درساً‮ ايجابياً‮ أن الفاسدين من أعداء الوطن هم الذين‮ يجرون مصر الى ذلك الخراب والدمار فالوطن المستقر حقيقياً‮ والذى‮ ينظمه ويجمعه نظام سياسى حقيقى‮ يقوم على الأغلبية والمعارضة الحقيقية التى تشارك بآرائها وفكرها فى توجيه بناء الوطن كذلك فان شعور المواطن المصرى بأن المؤسسات التشريعية‮ يجمعها المخلصون من أبناء الوطن الذين‮ يشعرون بآلام المواطن وحاجته الماسة فى أن‮ يعيش شريفاً‮ وبكرامته التى لا‮ يستطيع احد ان‮ يمسها هما السبيل الحقيقى لخلق الولاء والانتماء الى هذا الوطن الجريح بعيداً‮ عن شعارات الهلال مع الصليب لأننا فى المقام الأول مصريون لا‮ يفرقنا احد مهما اختلفت دياناتنا فهذه محلها الايمان بالله تعالى فالدين لله والوطن للجميع‮.‬
اننا ندعو من قلوبنا جميعاً‮ أن نتكاتف سوياً‮ على مواجهة كل هذه المخططات المشبوهة الهادفة الى خريب مصر وتحويلها الى مساحة منكوبة‮ يجرى على أرضها صراعات طائفية لمن تعود عليها أبداً‮ فهذه سوف تؤدى الى السوقط الى الهاوية ونشدد على عدم التفرقة بين أبناء الوطن الواحد لأن كل هذه العمليات الهادفة لتعزيز وحدة الوطن وبنائه بناء ذاتى وتماسك كافة أبنائه سوف‮ يقضى تماماً‮ على كل المخططات المشبوهة الهادفة الى تفتيت الوطن والساعية الى النيل من ابنائه لتحقيق الفرقة وتنفيذ مآرب الصهيونية العالمية فى تفتيت دول المنظومة العربية واعادة احياء مشروع الشرق الأوسط الكبير‮.‬
ان مصر الحبيبة قادرة على التخطى والعبور من أحزانها الى طريق جديد‮ يجمعها مع ابنائها المخلصين لتقاوم كل صنوف القهر والعمليات التخريبية وسوف تقضى بإذن الله تعالى على الإرهاب الأعمى ولن‮ يجد طريقه بين ابنائنا جميعاً‮ لأننا قد عقدنا العزم على اعادة المسار الذى‮ يجمعنا جميعاً‮ حت سقف من الحب والتقدير والاخلاص لهذا البلد الطيب بعيداً‮ عن التشرذم والانهيار وأنا‮ غداً‮ لناظره قريب‮.‬
مدير المركز العربي‮ للدراسات السياسية والاستراتيجية
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.