إنا لله وإنا إليه راجعون. الأربعاء الماضي، كان أستاذي عثمان لطفي أستاذ الإخراج الصحفي، علي موعد لقاء ربه راضيا مرضيا.. فقد كان من أعظم رواد هذا الفن الصحفي، الذي يقر ويشهد تاريخ الصحافة المصرية أنه أستاذ الأجيال علي مدار الخمسة والستين عاما التي أمضاها في بلاط صاحبة الجلالة، كان خلالها معطاء فاعلا ومضيفا وأبا حنونا لكل من أسعده الحظ ليكون من تلاميذه، فقد كان مبعثا لمسك الأخلاق لكل من حوله، وكان إشعاعا صادقا للقدوة الحسنة، ومصدر خير لكل من رزقه الله نعمة العمل بدارنا الحبيبة " أخبار اليوم". رحمك الله عمي وأبي ومعلمي وأستاذي "الحاج عثمان" هكذا كان يلقبه جميع العاملين بدار "أخبار اليوم" لقد كنت من خيار البشر الذين أكرمني الله بلقائهم في حياتي الصحفية، التي انقضي منها حتي الآن ستة وثلاثون عاما متصلة، قضيتها جميعها في أخبار اليوم، ولم أغادرها للعمل خارجها، وقد كنت محظوظا برعاية "الحاج عثمان" لي، ومن يعرفه يدرك تمام المعرفة عظمة رعايته رحمه الله فهو قلب كبير يتسع لاستيعاب أجيال وأجيال من تلاميذه الذين تتلمذوا علي يديه خلال الخمسة وستين عاما التي هي عمره الصحفي - والتي كان خلالها مدرسة خلاقة لا تضن ولا تبخل، فقد كان حريصا علي تقديم تلاميذه إلي مقدمة صفوف هذا الفن الصحفي، وكان يزداد اعتزازا بنجاحاتهم. سعادة " الحاج عثمان" بنجاحات تلاميذه كانت لا تعادلها سعادة وفخر، فمازلت أذكر مشاعره التي احتضنني بها يوم حصولي علي الجائزة الأولي في الإخراج الصحفي عام 1985 من نقابة الصحفيين، حيث كان العام الأول لإدراج هذا الفرع ضمن جوائز النقابة.. وقتها أكبرت موقفه عندما حرص علي زيارة مكتبي وأنا في مقتبل عمري حاملا تهنئته لي، ومؤكدا علي نصحه لي بأن الجائزة بقدر كونها تتويجا لمرحلة من العمل الصحفي، إلا أنها مسئولية أكبر تلقي بعبء علي صاحبها نحو الحفاظ علي ما وصل إليه، ومنذ ذلك الحين وأنا أجتهد في عملي لأكون علي قدر تلك المسئولية. لقد كان " الحاج عثمان" صادقا مع نفسه، صدوقا لكل من حوله، محبا للخير والعدل، متعففا عن المحاباة، كارها لمن ينكرون فضل الآخرين عليهم، محاربا لسوء الخلق.. فكانت طهارة السمعة مآله، والشفافية منهج حياته، وكم عاني من صدق القول والعمل، ورغم ذلك لم يحد عن قول الحق، بل كان يزداد عندا حتي يعود لأصحابه، لم يكل في عمله، ولم يضن بنصحه، رزقه الله تواضعا جمع حوله أحباء يزيدونه دعاء جعله الله من نصيبه. رحم الله عمي "الحاج عثمان"، وأسكنه فسيح جناته علي كل خير قدمه لبني الإنسان، وغفر الله له ذنوبه، وأثابه الله حسنات تثقل من ميزانه يوم الحساب بقدر ما أعطي من علم لتلاميذه، وألهم الله أسرته وأهله وتلاميذه الصبر والسلوان.. وجمعنا الله به علي خير، في مشهد لا نظمأ فيه أبدا، مؤيدين بشفاعة رسولنا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم.. وإنا لله وإنا إليه راجعون. 000 وا غزتاه.. اتحدوا يا عرب ما يتعرض له إخواننا في غزة من عدوان إسرائيلي غاشم، وما ترمي إليه الصهيو أمريكية من ترويع لشعوب منطقة الشرق الأوسط، الهدف من ورائه استعراض آلياتها العسكرية، واستبيان ردود أفعال الربيع العربي، في محاولة منها للكشف عن المتغيرات التي حدثت في الأنظمة العربية بعدما غيرت ثورات شعوبها وجه المنطقة. انتبهوا يا عرب.. فإن الشجب والاعتراض والاستنكار لكل ما تتعرض له غزة لن يكفي، ولابد من تفعيل آليات وحدة كلمة العرب والمسلمين حتي ترهبوا عدو الله وعدوكم.. وإنا لمنتصرون بإذن الله، وتحيا مصر.