رغم ما مرت به الكويت من ازمات سياسية متتالية خلال الست سنوات الاخيرة بسبب الخلافات المستمرة بين المعارضة والسلطة أدت بدورها الي عرقلة مشروعات تنموية استثمارية كبيرة تهدف الي تنويع مصادر الدخل المعتمد بشكل اساسي علي النفط ، لاسيما ان الكويت تعد أحد أهم منتجي ومصدري النفط في العالم الا ان ما حدث يوم الاحد الماضي كان يوما غريبا علي المجتمع الكويتي لم تشهده الكويت طوال تاريخها الكبير الكويت لم تكن في هذا اليوم كما عرفها ابناؤها وفهذا اليوم سوف يسجله التاريخ علي انه نقطة تحول في مسيرة المعارضة الكويتية وتحولت مسيرة كرامة وطن والتي شاركت بها حشود ضمت عشرات الالاف من المواطنين المحتجين علي تعديل نظام التصويت في الانتخابات والتي انطلقت من عدة مواقع منها ساحة قصر نايف وساحة العدل وبرج التحرير وأبراج الكويت لتنتظم في ساحة الارادة وشارك فيها الآلاف ، الا ان الأجهزة الأمنية تمكنت من تفريقهم مستخدمة القنابل الدخانية والصوتية والمسيلة للدموع ، كما قبضت علي عدد من المشاركين في المسيرة وبينهم عدد من النواب السابقين يأتي ذلك في وقت أصدرت فيه النيابة العامة قرارا بحبس كل من النائبين السابقين فلاح الصواغ وخالد الطاحوس، وبدر الداهوم 10 أيام حبسا احتياطيا بتهمة الاساءة للذات الأميرية في الندوة التي أقيمت في ديوانية النائب السابق سالم النملان، كما أصدرت قرارا بحبس أسامة المناور بنفس التهمة في ندوة النائب السابق محمد الخليفة 10 أيام ، وتمت احالتهم الي السجن المركزي لقضاء فترة الحبس الاحتياطي. وشاركت وحدات عسكرية في القوات المسلحة بالجيش الكويتي الأجهزة الأمنية الأخري في المحافظة علي الوضع الأمني، وحماية الأماكن الحيوية والاستراتيجية في البلاد، خشية من اندساس مخربين بين المتظاهرين واكدت مصادر ل أخبار اليوم ان هناك تعليمات بعدم التهاون مع كل من يخل بالأمن أو يثير الشغب خلال المظاهرات، أو يحاول الاقتراب من المواقع الحيوية، بمشاركة من الطيران العمودي لمراقبة المندسين بين المتظاهرين منعا لقيامهم بأي أعمال تخريبية. وأعلنت الجهة المنظمة للمسيرة ان المسيرة هي احدي وسائل التعبير عن رفض تعديل قانون الانتخاب، مطالبة بعدم الاحتكاك مع رجال الأمن، وأن تكون المسيرة سلمية منذ انطلاقتها حتي نهايتها. من جهتها جددت وزارة الداخلية تأكيدها بعدم السماح مطلقاً بالخروج في مسيرات أيا كانت الأسباب والدواعي، مناشدة الجميع عدم مخالفة القوانين، مبينة أن أجهزة الأمن المعنية ستتعامل معها بكل الحزم والشدة. واصدرت قوي المعارضة بياناً مشتركاً عقب ما حدث خلال مسيرة كرامة وطن من قمع للمتظاهرين السلميين بالضرب وإلقاء الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والملونة والرصاص المطاطي ، مؤكدة عزمها علي الاستمرار في الحراك الشعبي ، وتأييدها الكامل لكل أشكال هذا الحراك ومختلف أساليب العمل الميداني السلمي الممكنة والمتاحة التي سيعلن عنها في وقت لاحق وعن ترتيباتها وفعالياتها ، حيث سيجري تنظيمها بالتنسيق مع مختلف الأطراف المختصة بالعمل الميداني، وذلك للردّ علي النهج التسلطي للحكم الفردي. ودعت جماهير الشعب الكويتي إلي المشاركة في الإفطار الجماعي في ساحة الإرادة يوم الوقوف بعرفة تعبيراً عن رفضهم لمنهج القمع، وللتضامن مع المعتقلين