تلقيت رسالة »تقطر« سطورها غضباً.. وتشعر وأنت تقرأها أن صاحبها »محمر عينيه، وباصص عليك.. قال فيها الأخ »الغضبان«.. قرأت في جريدتكم بين قوسين »الغراء«.. ان الباشا وزير الاسكان »ناوي« يزود.. الايجارات لأصحاب العمارات القديمة.. وعلي لساني قول له.. فيه ايه يا عم الأستاذ ولا المهندس.. شقق ايه.. اللي عاوز تزود ايجاراتها.. هوه انت فاكر ايه.. العالم دي خدت حقها.. مننا تالت ومتلت.. يا بويا اصحي معانا.. دول بنوا واشتروا عمايرهم لما كان طن الحديد بقرشين صاغ، والطوب كانوا بياخدوه جدعنة فوق الأسمنت.. هوه فاكر انهم لسه مالموش حق العماير وزيادة، »سلامتها أم حسن«.. وبعدين الوزير عارف ان من يوم عبدالناصر ما »خفض« الايجارات ومحدش بقي »بيبني بالأجرة«، وخلصنا من الحدوتة دي خالص .. ولعلمه .. الجنيه اللي كنا بندفعه أيامها.. بمقام ألفين جنيه النهارده احنا مش مشكلتنا ان العملة بتاعتنا وقعت، دي مشكلة الحكومة يحاسبوها علي الفرق.. وعلشان ضميره يستريح »أغلب« ملاك العمارات.. تعيش انت الله يرحمهم ويرحمنا.. ومفيش حد من ورثتهم ولا عيالهم.. النهارده قاعد مستني اجرة العمارة.. ولا ملاليم الشقق.. وبعدين كانوا فين بقي أصحاب العمارات اللي شغالين شكاوي وعرايض لكل الخلق.. انهم عايشين مآسي.. ومش قادرين »يجوزوا« عيل من عيالهم علشان مامعهومش ياخدوله أوضة فوق سطوح.. كانوا فين.. وكان فين البكاء.. والشحاتة دول، وشغل الكهن والأفلام الهندي، وآه يا قلبي.. »ح أموت«.. لما كانوا »سايبين« العمارات حالها زي الزفت.. وما كانوش بيصرفوا عليها مليم، وكانوا بيسيبوا فيها الميه تخر بالشهور علي الأساس علشان تنهد ويبيعوها أرض وأنقاض.. هوه الوزير يعرف ان بسبب عمايل الملاك دي بقي في مصر حاجة بتاعة 100 ألف عمارة واقفة علي وقوع.. وبعدين ياريت ما تنساش تقول للبيه الوزير حاجتين مهمين قوي يحطهم في ودنه .. لو »تقال« يسيبهم ادامه علي المكتب.. أولها.. اننا كمستأجرين بندفع أد كده كل شهر للميه والكهرباء والاسانسير ولو حاجة باظت علي دماغنا، ده غير ان السكان بتلم من بعضها مبلغ تاني علشان الحاجات المستعجلة، والبيه المالك مالوش دعوه عاوزها تولع.. يعني ما بقتيش أجرة بس زي مابيقولوا .. دي بقت أجرة مضروبة في عشرين.. الحاجة الثانية.. ودي حتبسط الوزير قوي.. المحكمة دلوقتي ادت الملاك أو الورثة بتوعهم يطردوا عيالنا في الشارع لما نموت.. يبقوا يا سيدي ساعتها يبيعوا الشقق بالكام ألف باكو اللي حتجيلهم.. وكأنهم تعويض علي سكنتنا المهببة عندهم.. واليوم الأسود اللي شافوا »خلقنا« فيه. بالمناسبة.. بلغ الوزير من باب العلم بالشيء.. ومش قاصدي حاجة انا من اللي كانوا في التحرير.. يا راجل مع ان كلامك كله عتبه.. عتبه. يحكي أن حاكما يعتقد شعبه إنه من المتعلمين »قوي«... كان عائدا علي طائرته الرئاسية.. من زيارة لأحد الدول الأوروبية.. وفور ان »هبط« علي الارض »استدعي« مهندس الطائرة المختص وسأله أنتم ليه مش مركبين »دش« فوق الطيارة اشوف منه »المحطات الفضائية« كلها!!!!. »فعلا« العلم »نورن«..