لو نظر الأهلي أكثر أندية العالم تتويجا بالبطولات إلي موقفه الأفريقي المتأزم في دوري الأبطال نظرة واحدة إجمالية لما يحتاجه من مبارياته الأربع في مجموعته لربما اختل توازنه وفقد فرصة استمراره في البطولة.. فهو لا ينقذه غير التعامل بالقطعة بحيث يتعامل مع كل مباراة علي حدة يركز فيها ويسعي للفوز بها وحدها دون النظر لما بعدها، بينما يبدو الزمالك وموقفه هو الأفضل في مجموعته بالبطولة ذاتها يفيده في تقييم عمل جهازه الفني بقيادة المدرب المحترم والكفء محمد حلمي الحساب بالجملة خاصة وأن نتائج حلمي مع الفريق إجمالا تصب في مصلحة استمراره ودعمه.. وما بين النظرة القطاعي والحساب بالجملة في موقف الأهلي والزمالك بدوري الأبطال تبرز هناك عدة ملاحظات : The coming match is the most important هكذا يقول الإنجليز، أي أن المباراة القادمة هي أهم مباراة.. وهي القاعدة الاحترافية التي يجب أن يعيها الهولندي مارتن يول وهو يخطط للأهلي في هذا المشوار الأفريقي الذي مازلت مصرا علي أنه لم يتأزم إلا بسبب نقص خبرة مارتن يول في خوض المباريات الأفريقية بالخارج وحجم الأخطاء التكتيكية وقصور التأهيل النفسي والمعنوي للاعبين بجانب بعض الأخطاء الإدارية من قبل الجهاز المعاون له. لكن الآن وقد بقي نادي القرن عند الرصيد صفر من النقاط في مجموعته إثر خسارته من زيسكو يونايتد الزامبي في أندولا ومن أسيك أبيدجان بالقاهرة فان الجهاز الفني وهو يحضر لاعبيه لمباراة الغد مع الوداد البيضاوي المغربي في برج العرب عليه أن يركز كل تركيزه وشغله علي هذه المباراة دون النظر لما بعدها الآن.. حتي ولو كانت هي مباراة الإياب مع الوداد بالدار البيضاء 26 يوليو فالأهم والأجدي هو التعامل بالقطعة حتي إذا ما فرغ الفريق من هذه المباراة غدا والتي يخوضها الأهلي في بداية مرحلة استغنائه عن قوته الهجومية الفعالة بانتقال رمضان صبحي إلي ستوك سيتي الإنجليزي وإيفونا إلي نياتجين الصيني كما لم يقيد الأهلي بعد أيا من لاعبيه الجدد وهو ما يفرض علي زملاء حسام غالي تحديات أصعب في مباراة الغد أمام الوداد متصدر المجموعة وهادي الأعصاب. ويقينا يملك الأهلي فرصة التأهل إلي نصف النهائي إذا ما نجح جهازه الفني في تجزئة تعامله مع المباريات الأربع وكثف تركيزه واهتمامه وشغل باله فقط في كل مباراة منها علي حدة دون أن يقفز إلي ما بعدها وهذا دور سيد عبد الحفيظ مدير الكرة في تأكيد هذه النظرة الاحترافية دون الانشغال لما هو آت للأهلي من مباراتي زيسكو الزامبي بالقاهرة يوم 14 أغسطس المقبل وختاما مع أسيك في أبيدجان من 23 إلي 25 أغسطس ولو تمكن الأهلي من الفوز غدا علي الوداد في برج العرب ثم التغلب عليه أو حتي التعادل معه في الدار البيضاء فأنه سيكون مدفوعا بقوة معنوية وجماهيرية هائلة أمام زيسكو الزامبي بالقاهرة وبمعنويات عالية أمام اسيك بابيدجان ويمكنه الفوز عليهما وإنقاذ فرصته التي هي بيد فكر مارتن يول. وإذا كان موقف الأهلي الأفريقي علي كف عفريت ويحتاج شرطا لتدخل روح الفانلة الحمراء فان طريق شقيقه الفارس الأبيض في البطولة يبدو ممهدا نحو الدور نصف النهائي. الزمالك وقد جدد الثقة في الجهاز الفني المعدل بقيادة محمد حلمي بحاجة إلي دعم استقرار جهازه وإتاحة مناخ عمل أفضل له.. وعدم محاسبته بالقطعة في النتائج أو الإطاحة به عند أقرب مباراة خاصة وهو متصدر مجموعته بعد إبعاد الكاف فريق وفاق سطيف الجزائري عن البطولة ونجح الزمالك في الفوز علي أنيمبا في نيجيريا وهو يملك القدرة علي الفوز بعد غد علي صن داونز الجنوب أفريقي في القاهرة ليقطع خطوة نحو التأهل وقبل أن يلعب في الجولة القادمة مع صن داونز في جوهانسبرج وختاما مع أنيمبا في القاهرة ويستريح في الجولة الأخيرة بعد إبعاد وفاق سطيف لكن الزمالك بعروضه المحلية الأخيرة المهزوزة يحتاج للحذر في مواجهة لاعبي صن داونز الأكثر جرأة وشجاعة بعد غد.