استغاثات ونداءات متكررة أطلقها مواطنو الإسكندرية للتحذير من تكرار حالات الغرق بشاطيء النخيل بمنطقة 6 أكتوبر بالإسكندرية، لكنها لم تلق أي اهتمام من المسئولين طوال الفترة الماضية، ليستمر الشاطيء الذي بات يعرف ب«شاطيء الموت» في حصد ضحايا جدد، آخرها غرق 6 أشخاص في يوم واحد خلال إجازة عيد الفطر المبارك. ويكاد لا يمر يوم دون أن تستيقظ الإسكندرية علي حالة غرق أو أكثر في شاطيء النخيل، ليصبح مقبرة لزواره من المصطافين لتتحول ساعات المرح التي جاءوا من أجلها من مختلف محافظات الجمهورية إلي أحزان ونحيب علي فقدان ذويهم، وتم في ذلك الاطار اطلاق حملة تحت عنوان «اغلقوا شاطئ النخيل»، دشنها عدد من النشطاء علي موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» منذ شهور للمطالبة بإغلاق الشاطئ الذي يقع في منطقة العجمي غربي الإسكندرية. ولم تلق الحملة التي انطلقت بعد غرق الطالب بكلية الهندسة عبد الرحمن درغام، أي صدي من المسئولين بحجة أن الشاطيء غير خاضع لإشراف المحافظة ومخصص لجمعية 6 أكتوبر التي قامت بتأجيره من الباطن لمستأجر آخر لم يراع شروط الأمان أو الإنقاذ، لإسكندرية، أن حصيلة الغرقي خلال إجازة عيد الفطر المبارك بلغت 16 شخصا بينهم مجهولو الهوية بعدد من شواطيء المحافظة، تصدرها شاطيء النخيل بعدد 6 غرقي بينهم طلاب جرفتهم الأمواج أثناء استحمامهم بمياه البحر، وحذرت إيمان النهاوي، موظفة بمكتب الصحة من حدوث كارثة بشاطيء النخيل، مطالبة الجميع بعدم ارتياد الشاطيء لوجود دوامات «ساحبة» داخل البحر بتلك المنطقة، وأضافت «النهاوي» إنه من خلال عملها بمكتب الصحة قامت بإنهاء عدد كبير من تصاريح الدفن لغرقي لقوا مصرعهم في الشاطيء معظمهم من الشباب بسبب عدم وجود فرق إنقاذ وتقصير واضح من المسئولين بالشاطيء، بينما قال ياسر الكومي، أحد الداعين لحملة «أغلقوا شاطيء النخيل»، إن عددا كبيرا من المصطافين لقوا مصرعهم خلال الشهور الماضية لكون الشاطئ غير مناسب تماما للسباحة ويفتقد لمعدلات الأمان والإنقاذ، مشيرا إلي أن قاع البحر المواجه للشاطيء عبارة عن فجوات أرضية في قاع مياه البحر، ويوجد أمامه بعدة أمتار صخور بينها سراديب عميقة. علي الجانب الآخر، قال اللواء أحمد حجازي رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، إن شاطيء النخيل غير تابع لإشراف المحافظة ومخصص لجمعية 6 أكتوبر، لافتا إلي أن الإدارة تقدمت للمحافظة بطلب لفسخ التعاقد مع مستأجري شاطئ النخيل لمخالفتها للشروط، وردا علي تكرار حالات الغرق أوضح رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف، في تصريحات له، أن جمعية 6 أكتوبر أهملت الشاطئ وقامت بتأجيره من الباطن، مطالبا المواطنين بالالتزام بالمواعيد الرسمية للنزول للمياه في جميع الشواطيء، يأتي ذلك فيما أمر المهندس محمد عبدالظاهر، محافظ الإسكندرية، بإحالة طلب ملف شاطئ النخيل إلي إدارة الشئون القانونية في المحافظة، تمهيداً لإصدار قرار بفسخ التعاقد مع جمعية 6 أكتوبر المسئولة عن إدارته.