علي الطريق بين الجميلة «نويبع»، والرمز الوطني «طابا» توجد جزيرة «فرعون» أحد أبرز الجزر المصرية في البحر الأحمر، التي كانت تعج طوال التاريخ بالحياة كواحدة من أهم نقاط الدفاع عن الأراضي المصرية، وتوجد عليها القلعة التاريخية القديمة التي تحمل اسم القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي، وكما يقول الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء، فهذه الجزيرة الموجودة عند رأس خليج العقبة علي بعد 8كم من مدينتي العقبة وإيلات تمثل واجهة ثقافية وسياحية لمصر،حيث تشرف علي حدود أربع دول. ويوضح أن تسمية الجزيرة ب «جزيرة فرعون» لا علاقة له بالفراعنة، حيث لم يتواجد المصريون القدماء بهذه الجزيرة وتركز نشاطهم بسيناء في طريق حورس الشهير بشمال سيناء، وفي منطقة سرابيت الخادم والمغارة ووادي النصّب بجنوب سيناء، من أجل أعمال تعدين الفيروز والنحاس، ويشير إلي أن أقدم تواجد بالجزيرة كان للعرب الأنباط وكان بالجزيرة نشاط ملحوظ في القرن السادس الميلادي،عندما أنشأ الإمبراطور جستنيان فنارًا فوق التل الجنوبي بجزيرة فرعون بطابا،لإرشاد السفن التجارية القادمة من جزيرة جوتاب «تيران» إلي رأس خليج العقبة لخدمة تجارة البيزنطيين ويقول: كلمة فنار بالإنجليزية Phare حرفت فيما بعد إلي فارعون ثم تطورإلي اسم جزيرة فرعون.. ويضيف د. ريحان، أن قلعة صلاح الدين أشهر ما علي الجزيرة، تحوي منشآت دفاعية من أسوار وأبراج وفرن لتصنيع الأسلحة وقاعة اجتماعات حربية وعناصر إعاشة من غرف الجنود وفرن للخبز ومخازن غلال وحمام بخار وخزانات مياه ومسجد أنشأه الأمير حسام الدين باجل بن حمدان، ويوضح أن القلعة بنيت من الحجر الناري الجرانيتي المأخوذ من التل التي بنيت عليه القلعة،مشيرا إلي أن العناصر الدفاعية بالقلعة تتمثل في سور خارجي كخط دفاع أول يخترقه 9 أبراج دفاعية ثم تحصينين احدهما شمالي ويخترقه 14 برجًا من بينها برج للحمام الزاجل وتحصين جنوبي صغير، ويوجد لكل تحصين سور دفاعي كخط دفاع ثان ويخترق هذه الأسوار مجموعة من الأبراج،بها مزاغل للسهام علي شكل مثلث متساوي الساقين في المواجهة وقائم الزوايا في الجوانب، لإتاحة المراقبة من كل الجهات ويتكون بعض هذه الأبراج من طابق واحد وبعضها من طابقين،كما يوجد ببعضها ثلاثة مزاغل والأخري خمسة أو ستة مزاغل واستخدمت في تسقيف الأبراج فلوق وسعف النخيل.