هجمة شرسة قائمة لالتهام القيم لإتمام انهيار أخلاق المصريين بقوة ناعمة موجهة في برامج ومسلسلات رمضان ووسائل الإعلام تولي اهتماماً بشهر رمضان تهتم صفحات بالعبادات وتهتم أخري بالمسلسلات ومن وجهة نظر تربوية أراه شهرالقرآن والقيم والمعاملات، فهو مركز إشعاع ثقافي وتربوي ديني له ثقافة مميزة بعادات وتقاليد حضارية مرجعيتها القيم الدينية التي يسمونها في الغرب القيم الإنسانية وهو فرصة لإعمار النفوس بالقيم التي تنمي الشخصية وهو الشهر الوحيد في العام المهيأ لغرس القيم والتدريب عليها بينما يستغله الساعون إلي تفريغ المنهج الإسلامي من محتواه القيمي لنشر الانحلال والإدمان والجنس والعنف من خلال برامج ومسلسلات بحجة تسلية الصائم فتدخل ثقافات وافدة من خلال مناهج خفية فتسيطر علي ثقافة الشعوب لتفرق بين أفراد المجتمع لتهدم القيم وتنهار الأمم .وبدلاً من أن يكون رمضان شهر دعوة لقيم الاستقامة والرحمة والتراحم والتكافل وحسن معاملة الآخر وحسن المواطنة والانتماء والعمل في فريق من أجل الصالح العام، نجده دعوة للمتعة والاسترخاء والفساد مع البرامج والمسلسلات لذا نقترح علي المسئولين ان يجعلوا شهر أغسطس حيث الإجازات للمسلسلات بدلاً من رمضان الذي جعله الله ليكون شهر عبادة وتربية ذاتية بل هو أكثر شهر لممارسة المعاملات السوية ويتحقق فيه قول الرسول الكريم (الدين المعاملة) وقوله (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) حبذا لو تركت البرامج للتربويين والمفكرين كقدوة صالحة لأننا في أمس الحاجة للقدوة التي تستنهض القيم التي تمثل وعاء الضمير الجمعي الذي يساهم في ترابط المجتمع وتضامنه لبناء الدولة وهذا دور التربويين والعلماء لمواجهة الانهيار الأخلاقي ( فالمناخ التربوي والقدوة ومنهج القيم والمربي ) هي مقومات التربية لتماسك المجتمع وللانتماء والمواطنه لتتقدم الأمم، ولأن الثقافة لها خواص منها أنها تكتسب بالتربية ولا تورث فرمضان فرصة لاكتساب الثقافة والقيم الإيجابية مثل التجمع علي الإفطار وصلة الأرحام وهنا تتضح أهمية القيم وعلاقتها بشهر رمضان ونتساءل «هل يغير من سلوك البشر ؟» والإجابه ان رمضان فرصة للتربويين لغرس القيم وممارستها عملياً .ولقد كان رسول الله يعلم الشباب بالممارسه ويري (جون ديوي) أن التعليم بالممارسة هو الأفضل تربوياً لا التعليم بالوعظ القولي لذا يجب تطوير القيم وتعديل الفكر المتطرف وإرجاع الخوارج إلي حضن الإسلام المعتدل .ويري (بندكت) أن القيمة تعبير عن النمط الثقافي السائد لذا يجب الاستفادة من المناخ التربوي للشهر مما يدفع الوعي الذاتي لاستنهاض القيم وإعمال العقل بالتفكير العلمي الناقد الحذر من الثقافات الوافدة والحفاظ علي القيم ومنها الانتماء بالاحتفال بانتصاراته بغزوة بدر في عهد الرسول في 17 رمضان ونصر عين جالوت في 25 رمضان بقيادة قطز وطبعا نحتفل بالنصر الوحيد علي اسرائيل في 10 رمضان ( 6اكتوبر 1973) بقيادة الزعيم انور السادات الذي اعاد الكرامة للجيش وللشعب بعد عدة هزائم ، فإن شهر رمضان يغير إلي السلوك المتحضر فيحسن معاملة الآخر ويتمسك بالقيم مما يساعد علماء التربية علي غرس القيم الايجابية لتحقيق هدف اعادة تقويم سلوك الشعب لمواجهة الانهيار الأخلاقي والتخلف عن الركب العالمي فكرياً وسلوكياً. أما في عهد الإخوان فقد قتلت الأيادي الغادرة 16 جنديا أثناء الإفطارفي رمضان وقتلت الشباب في الميدان واغتالت النائب العام. ما عرضناه قصدناه كفرض علمي لوصف ظاهرة القيم ولتفسير علاقتها بشهر رمضان وأثرها في تغيير سلوك الفرد والمجتمع. ونتساءل :- أولاً: هل القيم تساهم في ترابط وتضامن المجتمع ؟ و نجيب : قام (دور كايم) بدراسة تقسيم العمل الإجتماعي 1893م ويري فيها أن المجتمعات تتحول عبر التضامن الاجتماعي وعبر منظومة الأخلاق إلي تماسك المجتمع وتربط بين نظمه وقد يختلفون في مشاعرهم أو في مهنهم دون أن يدفعهم الاختلاف إلي الصراع بل يدفعهم للتضامن والترابط. ثانياً: هل للقيم دور خلاق في تقدم الأمم ؟ وهل للقيم الإسلامية دور ؟ ونجيب أن القيم الإنسانية التي تقود الغرب منذ عهد النهضة ما هي إلا القيم الدينية في دراسة (ماكس فيبر) للعلاقة بين القيم البروتستانتينية والنظام الرأسمالي ليتبين تأثير هذه القيم علي التقدم ومنها قيم الانجاز والعقلانية والحرية التي غرستها البروتستانتينية وقد نجحت في حفز الرأسمالية نحو مزيد من الإخلاص والدقة كما حفزت العمال إلي مزيد من الالتزام ومن هنا يتضح أن القيم تلعب دوراً خلاقاً في تحقيق التقدم والدين الإسلامي لديه القيم التي تدفع للتقدم سواء وصفناها بالدينية أو الإنسانية أو الديمقراطية المهم أن نؤمن بها ونستنهضها ونمارسها لنتقدم.