طفرة اقتصادية وتنموية كبيرة تشهدها محافظة بني سويف هذه الأيام في ظل المشروعات التنموية التي بدأت تؤتي ثمارها في المحافظة في الآونة الأخيرة فبالأمس القريب تم افتتاح طريق بني «سويف - الزعفرانة» الجديد واليوم وعلي قدم وساق يصارع المهندسون والشركات الوقت من أجل الانتهاء من محطة كهرباء غياضة العملاقة التي ستنتج كهرباء أكثر من ضعف انتاج السد العالي. تعد اكبر محطة كهرباء في العالم التي يتم تنفيذها علي مساحة 85 فدانا بتكلفة استثمارية 2 مليار يورو لتنتج 4800 ميجا وات يتم اضافة 2400 ميجا وات منها حتي نهاية ديسمبر القادم واضافة 400 ميجا خلال عام 2017 ثم يتم تشغيل المشروع بالكامل في ابريل 2018 بإضافة ال2000 ميجا وات المتبقية مما يساعد علي مواجهة متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والزراعية في صعيد مصر ولكن لم يتوقف الامر عند هذا الحد فقط بل خلقت المحطة فرص عمل جديدة ومظاهر جديدة للتنمية بالمحافظة وهو ما ستنعم به بني سويف والمحافظات المجاورة حيث ستخلق المحطة الجديدة مجتمعا جديدا وتساعد في تشغيل العديد من المصانع المتوقفة وتوفر الطاقة لها وهو ما سيعود بالنفع علي المحافظة من تنمية المناطق الصناعية الموجودة بها كما ستساعد في تشغيل محطات المياه بالكفاءة العالية وتوفر فرص إنارة القري الجديدة وتوفير الخدمات بها ويساعد في إيجاد فرص العمل. والمحطة الجديدة رغم أنها لم تعمل بكفاءتها الكاملة الا أنها وفرت فرص عمل جديدة لأبناء المحافظة من مهندسين وعمال هذا بالإضافة الي توفير فرص عمل جديدة لبعض الشباب. ويعتبر مشروع محطة كهرباء غياضة الشرقية التي تعد اكبر محطة كهرباء في العالم وتنفذه شركة سيمنز الالمانية بالاشتراك مع شركة السويدي الكتريك بنظام «H- class» هي احدث تكنولوجيا في انتاج التوربينات التي تتميز بقلة الوقود المستعمل والانبعاثات الضارة بالبيئة.«الاخبار» قامت بجولة داخل المحطة لتتعرف علي هذا الانجاز العظيم. تركيب المحطة أوضح المهندس أحمد سليم «مهندس تركيبات « ان المحطة تتكون من 8 توربينات غازية و4 بخارية قدرة التوربين الواحد 400 ميجا وات وتعمل بنظام الدورة المركبة أي ان كل توربيني غاز يخدمان توربينا بخاريا واضاف المهندس رامي غانم ان المحطة تعمل بنظام التبريد المغلق داخل ابراج « «Cooling towerوهو اتجاه جديد في مصر حيث ان البخار المتكاثف من التوربينة البخارية يتم تبريده لدرجة حرارة المياه العادية واعادة دورته مرة اخري للغلاية«Hesrg» وبالتالي يقوم باكتفاء ذاتي للتبريد وهو عكس نظام التبريد المفتوح المتبع في محافظة دمياط. وأشار المهندس محمود زكي ان المدة الطبيعية لتنفيذ مشروع ضخم مثل هذا المشروع تتراوح مابين 8 و10 سنوات لكن الخطة المتبعة طبقا لتعليمات القيادة السياسية 3 سنوات ونصف بدون توقف حيث يتم العمل 7 ايام بالاسبوع 24 ساعة عمل يوميا علي ورديتين. لافتا إلي انه تم تحقيق مايقرب من 7 ملايين ساعة عمل حتي الان بدون اصابات وهو رقم قياسي بالفعل بالنسبة لمشروع ضخم وعالمي مثل هذا المشروع. ويضيف المهندس علي عبدالحميد كبير مهندسي تركيب توربينات المحطة ومدير مشروع التركيب «بدأنا المشروع منذ مارس الماضي وقد انتهينا من تركيب التوربين الثاني من أصل أربعة توربينات»، وهذا يعد انجازا مقارنة بالوقت. أما المهندس عبد الحي علي فيقول اننا جميعا فخورون بالعمل في مثل هذا المشروع العملاق الذي يعد نقلة كبيرة في مجال الطاقة في مصر ويلبي متطلبات التنمية ويؤكد علي صدق وعد الرئيس السيسي بالعمل علي تنمية الصعيد. عمال المحطة اكثر من 5000 عامل بالتمام والكمال، هم حصيلة رجال وشباب لبوا نداء الوطن من كافة محافظات الجمهورية، يستقبلون حرارة شمس الصيف المحرقة في ظل صيام رمضان بعزيمة جنود بواسل يصارعون الزمن من أجل الانتهاء من محطة كهرباء بني سويف في العام 2018. البداية كانت مع اسلام دياب «عامل من قرية غياضة» نحن سعداء بهذا المشروع العظيم ونفخر اننا نعمل به فلقد احدث رواجا منقطع النظير في قريتنا ووفر فرص عمل كثيرة للشباب «انا مش عارف الشباب اللي بتقول مفيش شغل، قاعدين ليه في البيوت، تعالوا اشتغلوا في المحطة في فرص عمل كتير». ويلتقط اطراف الحديث أيمن محمد «لحام» «اعمل في المحطة منذ اكثر من خمسة أشهر بأجر يومي يبدأ من 90 جنيها وهناك يوم اجازة في الأسبوع وده اجر كويس مقارنة بالعمل باليومية في الحقول الزراعية بس الأهم من كل ده إني حاسس أننا بنعمل حاجة للبلد، أحنا بنعمل انجاز وأنا فخور بعملي في المحطة». ويشير عبد الرحمن محمد «عامل مقيم محافظة الجيزة» ان العمل في المحطة بنظام الورديات حيث يتم العمل علي ورديتين الوردية 12 ساعة تبدأ من السابعة صباحا بأجر مادي يتناسب مع طبيعة العمل وافضل بكثير من العمل في الخارج هذا بالاضافة الي حسن المعاملة.حراك في القرية قرية «غياضة الشرقية» هي إحدي القري التابعة لمركز ببا، جنوب بني سويف، تقع بين احضان الجبال شرق النيل يقطن فيها أكثر من 15 ألف نسمة، يعانون من الفقر والبطالة المنتشرة بين شبابها. وجاء إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنشاء محطة كهرباء عملاقة بالمحافظة، واختيار الأجهزة المعنية للقرية موقعًا للمشروع العالمي، بمثابة طوق النجاة الذي انقذ شباب القرية من الغرق في براثن الفقر والبطالة. فلقد احدث مشروع المحطة حالة من الحراك في القرية، وبدلًا من أن يبدأ الشباب يومهم بالتسكع علي مقاهي القرية، اتجهوا للعمل في حرف مختلفة داخل موقع المشروع، لتجدهم يرتدون زيا موحدا ويعملون كخلية نحل وكأنهم يعزفون سيمفونية. يقول أحمد يونس فني لحام من القرية «العمل داخل المحطة أفضل كثيرًا من العمل في ورش اللحام الخاصة، يوميات عمال اللحام تبدأ من 90 جنيهًا يوميًا، وهناك يوم إجازة في الأسبوع». ويضيف محمد حسين «عامل» من أبناء قرية غياضة سافرت لعدة اعوام خارج البلاد مابين الاردن وليبيا بحثا عن فرصة عمل وعقب الاحداث التي شهدتها ليبيا عدت الي البلاد ومكثت في المنزل لفترة طويلة بدون عمل حتي ساعدني بعض ابناء القرية علي العمل معهم في المحطة براتب مجز بالنسبة لي فلا توجد اية مصروفات او مواصلات «كمان احسن من قعدة البيت». وعلي أبواب المحطة جلس أحمد جابر أو كما ينادونه «عم أحمد» «من مركز ببا « بعربة فول يبيع للعاملين ورواد المحطة وبسؤاله عن سر تواجده في هذه المنطقة قال « في البداية كانت المنطقة دي صحراء وكنت تخاف تيجي هنا قبل انشاء تلك المحطة « ولكن مع بدء انشاء المحطة بدأت الحركة تدب في المنطقة ما بين عمال وموظفين ومهندسين ورواد للمحطة فنصحني احد اقاربي في نقل عربة الفول التي اعمل عليها بالقاهرة هنا فقررت نقلها وبالفعل قمت بنقلها وبدأت العمل هنا واصبح الايراد اليومي يضاهي عملي في القاهرة او يزيد هذا بالاضافة الي انني بجوار ابنائي واسرتي. اما حسن سعد «بائع « فيقول عقب انشاء المحطة قمت بعمل كشك وتثبيته امامها لبيع بعض مستلزمات البقالة للعاملين بالمحطة والسائقين من شاي وسكر وغير ذلك وبالفعل بدأت في العمل والحمد لله الحال بقي احسن كتير ويوما بعد الاخر تزداد الحركة والنشاط في المنطقة ويزداد البيع. ابناء بني سويف عبر علي بدر عضو مجلس النواب عن سعادته البالغة بهذا المشروع الضخم الذي سيقام في بني سويف والذي سيحقق طفرة تنموية حقيقية علي حد قوله. وقال الدكتور عبد الرحمن البرعي وكيل لجنة التعليم بمجلس النواب «ان سعادة أهالي بني سويف لا توصف هذه الأيام بعدما وجدوا الرئيس يضعهم علي خريطة التنمية بهذه الانجازات العظيمة التي تجعلهم يطمئنون علي مستقبل بلادهم ويبعث في قلوبهم الطمأنينة بأن مستقبل أبنائهم في أيد أمينة. ويضيف حسام العمدة عضو مجلس النواب «أحلامنا بدأت تتحقق في وقت قياسي وأعتقد أن الرئيس يرد علي كل من يحاول التشكيك بإهمال الصعيد ويؤكد لهم أن الصعيد سيشهد المزيد والمزيد حيث ان هذه المحطة طفرة حقيقية سوف نجني ثمارها في المستقبل القريب. اما ابراهيم سليمان 55 سنة» موظف بالصحة» فقد اعرب عن سعادته بانشاء هذه المحطة التي ستقضي علي مشكلة الكهرباء في بني سويف بل في مصر بأكملها «علي حد قوله». ويضيف حسن سعيد «مدرس» الحمد لله يوما بعد الآخر تتحقق أحلامنا ومطالبنا التي استمرت سنوات طويله فلقد عانينا خلال الاعوام الماضية من انقطاع الكهرباء الدائم والمتكرر. ولكن الان بعد هذه المحطة الضخمة ستنتهي هذه المشكلة للابد ويقول محمد ابراهيم «مهندس مدني « ان هذا المشروع الضخم سيضع بني سويف علي خريطة التنمية وسيزيد من حجم الاستثمارات بالمحافظة مما يوفر فرص عمل للشباب ويقضي علي مشكلة البطالة.