كيف نضمن سلامة الغذاء وكيف نحمي أنفسنا من الاصابة بالسرطان؟.. تساؤل أجاب عنه خبراء متخصصون مؤكدين أن الغذاء هو مصدر الداء والدواء .. جاء ذلك في المؤتمر الثاني للتغذية العلاجية والذي حمل شعار "غذاء صحي آمن لمجتمع خال من مسببات السرطان " والذي أقامه مستشفي 57357 هذا الأسبوع من واقع تجربة حية لأطفالنا المصابين بالسرطان . ضمان الغذاء الآمن لهؤلاء الأطفال مهمة يقوم بها المعمل المركزي للرقابة البيطرية علي الانتاج الداجني.. وتقول د. سعاد عبد العزيز مديرة المعمل المعتمد دوليا إنه يقوم بشكل دوري بتحليل غذاء الأطفال بمستشفي 57357 للتأكد من خلو الغذاء من أي مسببات مرضية أو التسمم الغذائي أو البقايا الضارة مثل الهرمونات والعقاقير الطبية والسموم الفطرية. وقد ثبتت سلامة العينات التي يتم تحليلها منذ عام 2010. مكنسة السموم وأشارت د. جلسن صالح استشاري التغذية العلاجية بالمعهد القومي للتغذية الي أن ثلث حالات السرطان مرتبطة بالتغذية وبالتالي يلعب الطعام دورا هاما في الوقاية والعلاج من المرض. وتعتبر مضادات الأكسدة هي المكنسة التي تزيل الذرات الحرة من الجسم والتي يؤدي تراكمها الي رفع معدل الاصابة بالأورام . وتتوافر مضادات الأكسدة في مصادر طبيعية مثل الخضراوات والفاكهة وفيتامين "أ" و" ج" وحامض الفوليك، وأيضا الثوم والبصل والجنسنج وبها زيوت طيارة تقتل خلايا السرطان . كما ينصح بتناول اللبن والسمك قليل الدهن وتقليل استهلاك المحمرات والمشويات والأطعمة المملحة. وأضافت د. جلسن أن سرطان القولون المرتبط بالتغذية يظهر حاليا في الأطفال بعد أن كان يهاجم سن الأربعين وذلك بسبب كثرة تناول المواد الحافظة والأطعمة السريعة وعدم ممارسة الرياضة. وتنصح الفتيات والسيدات في العائلات المصابة بسرطان الثدي بالاكثار من الفواكه والخضراوات والامتناع عن الدهون المشبعة واللحوم الحمراء لأنها تزيد من عدوانية الخلايا السرطانية وسرعة انقسامها . وفضلا عن الدور الوقائي للغذاء فإن له جانبا علاجيا لأن تحسين غذاء مريض السرطان يجعله أكثر استجابة للعلاج ويقلل الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي والاشعاعي . المعادن الثقيلة وأشار د. محمد ضياء الدين فرج أستاذ العلوم البيولوجية بالمركز القومي لبحوث وتكنولوجيا الاشعاع لمخاطر المعادن الثقيلة والتي قد تتسرب للانسان عن طريق الاستنشاق أو البلع، فتراكم الرصاص في البالغين يؤدي لارتفاع ضغط الدم وضعف السمع وتأثر الكلي والانيميا في حين أن انتقاله للجنين عبر المشيمة يضعف معدل ذكاء الوليد ونموه. ويمكن التدخل بمكملات غذائية للتخلص من معظم الرصاص المخزون بالجسم والذي يعوق امتصاص الحديد والكالسيوم والفوسفور. أما بالنسبة للزئبق،فقد حذر د.فرج من كثرة تناول أسماك القاع مثل القراميط والكابوريا والجمبري وثعبان السمك لأنها قد تؤثر علي البلوغ وتسبب تشوهات الأجنة لاحتوائها علي نسبة عالية من أكاسيد الزئبق . كذلك علي السيدات الحوامل والفتيات البالغات عدم تناول التونة الا نادرا لأن تركز ميثيل الزئبق في دم الحبل السري أثناء الحمل يصيب المولود بالتخلف النفسي الحركي والشلل الرخو ويؤثر علي مناعته .أما النيكل الموجود بالمياه الغازية فيؤدي لتسرب الكالسيوم من العظام وبالتالي لابد من منع الأطفال من شربها. وفيما يخص مواد التعبئة والتغليف فان أفضلها هو الورق غير المعالج (الجلاد الأصفر الذي كنا نستخدمه في الماضي) ويجب التخلص من الكوب (الماج) اذا ظهر به أي شرخ لأن المواد السامة ستخرج منه وتتفاعل مع المشروب .كذلك يحظر تسبيك الطماطم في الأواني الألومنيوم أو دعكها بالسلك لأن تفاعل الأومنيوم مع الطعام يضر بوظائف الكلي ويؤدي للاصابة بالالزهايمر،كما يجب عدم وضع أطعمة ساخنة داخل أكياس نايلون أوعبوات بلاستيكية. و أكدت د. نبيلة الشيخ رئيس وحدة المناعة الجزئية بطب الأزهر أن هناك علاقة وثيقة بين التغذية والمناعة فتعرض الأطفال للأغذية الملوثة والألبان الصناعية في السنة الأولي من العمر يثبط المناعة في الكبر، لأن هذه العوامل تؤثر علي الجهاز المناعي في الأمعاء وتتسبب في الاصابة بأمراض مناعية مثل السكر والأورام . كما أن تلوث البيئة يؤدي لمشاكل صحية و يضعف الجهاز المناعي ويمنعه من القيام بوظائفه الطبيعية مما يؤدي لانتشار الأورام وصعوبة علاجها. السلق أفضل وتمثل طرق الطهي عنصرا هاما للحصول علي غذاء آمن كما أوضح د.أشرف عبد العزيز أستاذ التغذية ووكيل كلية الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان، فقد ثبت علميا أن سلق اللحوم هي أفضل الوسائل لطهيها. واذا تم التحمير أو الشي علي لهب مكشوف وحرارة أكثر من 120 درجة مئوية تتكون مركبات كيميائية ضارة تؤدي لتغيرات في الحمض النووي وتزيد من احتمال الاصابة بالأورام وخاصة سرطان القولون والمستقيم والبروستاتا. وينصح د.عبد العزيز بعدم الطهي لفترات طويلة وضرورة ازالة الأجزاء المتفحمة والصوص الناتج عن الشي .كما أن تتبيل اللحوم يقلل مدة الطهي ويفضل تناول الخضراوات معها للحد من تأثير المركبات الضارة. وفي سبيل التوصل لغذاء آمن خال من مسببات السرطان، فإن الحل في رأي د. حسين منصور رئيس جهاز سلامة الغذاء المصري يكمن في انشاء هيئة سلامة الغذاء في مصر والتي سبقتنا اليها العديد من الدول العربية .. فالدور الحيوي الذي ستلعبه الهيئة في تأمين غذاء المصريين من المزرعة للمائدة جنبا الي جنب مع التثقيف الغذائي للأسرة المصرية كفيل بحماية المستهلك خاصة بعدما أثبتت الدراسات ضعف درجة معرفة ربة البيت بأصول تداول الغذاء.