الرصيد أوشك علي النفاد الحكومة لم يعد لديها رفاهية الوقت لكي تفكر بتأن وتجرب وتقرر وتعيد النظر في قراراتها، ولا توجد أمامها فرصة لكي تعمل بطريقة الحزب الوطني وتنتظر تدخل الرئيس في كل مشكلة حتي يتم حلها.. باختصار نحن في حاجة لثورة فكرية نواجه بها الكارثة التي يعيشها الشعب علي سبيل المثال وليس الحصر .. فالأرقام تشير إلي أن أكثر من 40 مليون مصري مصابون بأمراض مزمنة، مثل التهابات الكبد الوبائي، وأمراض ضغط الدم، والسكر.. كما أن آخر احصائيات الجهازالمركزي للتعبئة العامة والاحصاء أشارت إلي 47.5٪ من الوفيات ترجع إلي أمراض القلب والشرايين.. قد يقول البعض هذه تركة النظام البائد والتي ورثتها حكومة دكتور قنديل، وهذا صحيح إلا أن ذلك ليس مبرراً للبكاء علي أحوالنا لأن هذه هي أول حكومة بعد انتخاب الرئيس وينبغي عليها أن تتحمل المسئولية ليس علي طريقة حكومات النظام السابق ولا علي طريقة الحكومات الانتقالية السابقة، وانما علي طريقة الحكومات الثورية التي تفكر بشكل غير تقليدي وتضع حلولا مبتكرة لمواجهة مشاكلنا المزمنة ولكن للأسف الشديد.. أداء حكومة قنديل باهت للغاية ولايرضي طموحات الشعب الذي يعاني منذ ثلاثين عاما من حكومات لاتري سوي رجال الأعمال ولاتتعامل مع محدودي الدخل إلا بالشعارات والخطابات الرنانة .. هذا الكلام لا أبخس به حق الدكتور قنديل ولاأنكر حماس الرجل ودماثة خلقه، ولكن الشعب عندما يجوع لايأكل »حماس« ولايشرب تصريحات، الشعب يريد أن يعرف متي ستتوقف الأسعار عن الارتفاع للدرجة التي أصبحت فيها الطماطم أغلي من الفاكهة، ويريد أيضاً أن يري حلولاً جذرية لأزمة الوقود الذي أصبح الحصول عليه أصعب من الحصول علي رغيف الخبز، ويريد أن يعالج في وحدة صحية نظيفة ،ويعامل بآدمية في قسم الشرطة ويشعر بالأمان . علاج هذه المشكلات علي ضخامتها ممكن، ولكن كما قلت يحتاج لوزراء لديهم القدرة علي اتخاذ القرار بنزاهة، ومسئولين يضعون مصلحة الشعب ومستقبله قبل الحفاظ علي »كراسيهم.. . أفيقوا أيها السادة لأننا بذلك نسيء لمصر وللإسلام.. واحذروا لأن رصيد الوقت أوشك علي النفاد