الإساءة التي تمس مشاعر المسلمين في كل بقعة علي أرض العالم بأسره والتي تحدث من وقت لآخر في مكان ما ثم تقف لتظهر في مكان آخر.. هل هي هجوم منظم علي الاسلام والمسلمين؟ هل ما يحدث الآن من ظهور للفيلم المسيء للرسول »صلي الله عليه وسلم« في أمريكا ثم الرسوم التي ظهرت في فرنسا ومن قبل الرسوم التي ظهرت في أماكن مختلفة من الدول متفق عليه للعبث والتطاول علي الرسول الكريم والمقدسات الدينية. إن ما يحدث الآن يمثل جريمة عنصرية كبري وخروجا علي ضوابط حرية الرأي والتعبير، ويعد تعديا صارخا علي المقدسات الدينية للشعوب، وعلي الاعراف والمواثيق الدولية التي تؤكد علي ان حرية التعبير عن الاديان يجب ان تكون مقيدة بضوابط القانون التي تحقق المصالح العامة لحماية الحياة والأخلاق والحريات. إن تلك الاساءة التي مست مشاعر المسلمين في العالم كله والتي تنجم عن تصرفات غير مسئولة زادت من حدة التوتر وغذت الكراهية واستفزت مشاعر المسلمين.. وبالتأكيد فان لها ردود أفعال لن تكون يوما في مصلحة الاستقرار والسلام الدولي. واذا كانت ردود الافعال قد اختلفت من شخص لآخر ومن بلد لآخر فانها جميعا توحدت في رفضها لتلك الاساءة، لذلك يجب ان نسعي جميعا في وجه تلك الاساءات التي باتت تتكرر من وقت لآخر وان نسعي لوقف التطاول علي الاساءة لرسول الله »صلي الله عليه وسلم« ولكل المقدسات الدينية واعتقد ان الدعوة التي تبناها بيت العائلة برئاسة الشيخ احمد الطيب شيخ الازهر دعوة نحترمها ونقدرها ولكن يجب ان يتم تفعيلها والوقوف معها ومساندتها، كما يجب ان تسعي جميع الدول بكل ما لديها من اتصالات دبلوماسية وضغط شعبي للسعي لوقف هذا العبث وتطالب بتحريم الاساءة للرسل والانبياء وكل المقدسات الدينية في ميثاق الاممالمتحدة. واذا كان النائب العام قد اصدر قرارا لضبط واحضار كل المشاركين في الفيلم المسيء للرسول وتحويلهم لمحكمة الجنايات فان هذا لا يكفي، لان هؤلاء المتطرفين يحملون جنسيات أخري ويمكن لتلك الدول ان ترفض تسليمهم أو تحميهم فماذا نفعل؟ هل نحكم عليهم ونحاكمهم غيابيا.. ان هذا لن يشفي غليل الغيورين علي الدين الاسلامي ولكننا نطالب جميعا بوقفة جادة من جميع رؤساء الدول الاسلامية وبمشاركة الازهر الشريف لحماية الدين الاسلامي ومنع التعدي علي الرسول الكريم والمقدسات الدينية.