ما بين المخاوف من تبدل الموقف المصري والقلق علي نظرية الأمن الإسرائيلي وبين الأزمات الائتلافية تبقي توابع زلزال تعيين ليبرمان وزيراً للدفاع هي الحدث الأكثر تأثيراً في الدولة العبرية تبارت الأقلام الإسرائيلية في رصد تبعات تعيين صقر اليمين المتطرف، رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» أڤيجدور ليبرمان وزيراً للدفاع في حكومة نتانياهو، خلفاً للوزير الليكودي المستقيل موشيه يعالون، وقال تقرير نشره موقع الفضائية الإسرائيلية الثانية، إن التحولات الأخيرة في تركيبة الائتلاف الإسرائيلي كشفت عزوف نتانياهو عن إحياء المفاوضات المتجمدة مع الفلسطينيين، وأثبتت أن ترحيب تل أبيب بدعوة الرئيس المصري إلي انتهاز الفرصة، وإرساء السلام بين الجانبين، كان ذراً للرمال في الأعين، ولا ينطوي علي رغبة حقيقية في إنهاء النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي من جهة، والصراع العربي مع الدولة العبرية من جهة أخري. وأوضح التقرير الذي أعده الصحفي الإسرائيلي المخضرم أودي سيجل، أن موقف القاهرة حيال آمال إحياء العملية السياسية سيتغير حتماً، لاسيما بعد تعيين ليبرمان وزيراً للدفاع، كما أن زيارة الرئيس الفلسطيني الخميس الماضي لمصر في إطار اجتماع وزراء الخارجية العرب، لم تتطرق إلي فرص إحياء العملية السياسية مع إسرائيل، وإنما انصبت في إطارها العام حول ضرورة تبني المبادرة الفرنسية، الرامية إلي إعلان قيام الدولة الفلسطينية بشكل أحادي الجانب، إذا واصلت إسرائيل تعسفها وتعنتها إزاء إحياء المسار التفاوضي، خاصة بعد إشراك ليبرمان في المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشئون السياسية والأمنية. أما الصحفي الإسرائيلي نيتسان كيدار، فأعد هو الآخر تقريراً مطولاً حول الموقف المصري من عملية السلام في ظل التحولات الجديدة، مشيراً في تقريره المنشور بموقع الفضائية الإسرائيلية السابعة إلي أن حصول ليبرمان علي حقيبة الدفاع أبعد المصريين عن إسرائيل، وأحبط كافة المساعي المبذولة لإنقاذ عملية السلام من عثرتها، إذ نقلت الفضائية الإسرائيلية عن كوادر دبلوماسية في تل أبيب قولها: إن القاهرة استقبلت خلال الأسابيع القليلة الماضية وفوداً دبلوماسية إسرائيلية رفيعة المستوي، تمهيداً للتوصل إلي صيغة يمكن من خلالها إحياء العملية السلمية، إلا أن إصرار نتانياهو علي إدراج ليبرمان في حكومة الليكود وأد المحاولات المبذولة في هذا الصدد. في المقابل قالت محافل دبلوماسية إسرائيلية، إن ضلوع ليبرمان في الائتلاف سيفسد كل ما تم إحرازه، خاصة أن الإدارة الأمريكية لم تعلق علي تلك الخطوة الائتلافية، وربما يعود ذلك بحسب المحافل الاسرائيلية إلي تحفظ البيت الأبيض علي المبادرة الفرنسية، وهو الموقف ذاته الذي تتبناه حكومة نتانياهو. باستثناء الولاياتالمتحدة وإسرائيل، لا يحظي وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد أڤيجدور ليبرمان بقبول إقليمي أو دولي، ولا يتمتع برصيد إيجابي، يمكنه من المشاركة في مفاوضات أو حتي مواقف سياسية معتدلة تخدم العملية السلمية، ويؤكد ذلك، وفقاً لتقرير الفضائية الإسرائيلية، تصريحاته غير المسئولة التي تصدَّر بها معسكر الصقور الإسرائيلي، ورغم ما يروج له المقربون من ليبرمان بأن تصريحاته السابقة لن تعبر عن مواقفه الحالية حينما تولي حقيبة الدفاع، إلا أن سوابق تجاربه في الخارجية الإسرائيلية تشي بعكس ذلك. من جانبه أفرد موقع «والاّ» العبري مساحة واسعة للحديث عن تبعات ما وصفه ب»زلزال ليبرمان»، مؤكداً أن المصريين كانوا يرغبون في إشراك يتسحاق هيرتسوج زعيم حزب العمل في ائتلاف نتانياهو، نظراً لمواقفه الراغبة في تحريك العملية السياسية مع الفلسطينيين، وأنه رهن في مفاوضات سرية جرت مؤخراً مع الليكود انضمامه للحكومة باستئناف العملية التفاوضية، لكن نتانياهو أفزع الجميع حينما ضم ليبرمان لائتلافه. وأضاف تقرير الموقع المحسوب علي التيار اليساري في تل أبيب، أن المصريين علي وجه التحديد لم ينسوا هجمات ليبرمان غير المسئولة، التي وصلت حد التهديد بضرب السد العالي خلال الانتخابات الاسرائيلية عام 2001، وفي 2008 تطاول علي الرئيس الأسبق حسني مبارك، حينما رفض الأخير دعوات زيارة إسرائيل، وحينئذ قال ليبرمان: «إذا لم يرغب مبارك في زيارة إسرائيل فليذهب إلي الجحيم». وأشارت صحيفة معاريف إلي أن ليبرمان سيؤثر سلباً علي مستقبل العلاقات بين إسرائيل والدول التي تبرم معها اتفاقات سلام من جهة، وبين الأولي والحكومات العربية وربما حكومات العالم بشكل عام.