«نتانياهو يقود إسرائيل إلي الجحيم علي خلفية تلك التصرفات غير المسئولة علي المستويين السياسي والعسكري، التي لا تخدم فقط سوي بقائه علي سدة الحكم»، بهذه العبارات بدأ الخبير الصحفي الإسرائيلي أمير أورون الهجوم علي نتانياهو، وشاطر الرئيس الإسرائيلي راؤوڤين ريڤلين الخبير الإسرائيلي في رؤيته، معرباً في تصريحات نشرتها صحيفة معاريڤ العبرية عن أسفه البالغ لخروج وزير الدفاع موشيه يعالون من المشهد السياسي، وناشده بالعودة إلي الائتلاف مجدداً، حتي بعد تولي ليبرمان حقيبة الدفاع. ووصلت الانتقادات الموجهة إلي نتانياهو إلي داخل حزبه «الليكود»، إذ قالت وزيرة العدالة الاجتماعية عضو الكنيست جيلا جملائيل: «تصرفات نتانياهو واستخفافه غير المبرر بأعضاء الحكومة قادت موشيه يعالون إلي تقديم استقالته، ولو لم يكن نتانياهو كذلك لوفرنا علي أنفسنا مأزق تولي ليبرمان حقيبة الدفاع»، وأضافت الوزيرة الليكودية أن استقالة يعالون خسارة فادحة للمعسكر القومي بشكل عام ولحزب الليكود بشكل خاص. أما رئيس الائتلاف عضو الكنيست ديڤيد بيتان، فوصف استقالة يعالون ب«الخطوة المتسرعة»، مشيراً إلي أنه كان من الممكن أن يظل داخل الائتلاف من خلال حقيبة الخارجية، وكان سيعطي من خلالها الكثير والكثير للدولة العبرية. من جانبه انتقد معسكر المعارضة الإسرائيلي قرارات نتانياهو الائتلافية، وجاء علي لسان عضو الكنيست، وزير الدفاع السابق عامير پيرتس أن نتانياهو أثبت بقراراته الأخيرة أنه «ليس زعيم كل الشعب الإسرائيلي، وإنما زعيم اليمين المتطرف فقط»، وأضاف پيرتس أن نتانياهو نجح فقط في تصفية وزير دفاع إسرائيل، بعد أن نصب له أكثر من كمين، مشيراً إلي أنه إذا كان ذلك نابعاً من دوافع وطنية، لما كانت تلك الانتقادات في محلها، وإنما أقدم نتانياهو علي ذلك من أجل تحقيق مكاسب سياسية ضيقة «وبأسلوب إدارة قذر». في السلطة الفلسطينية وصلت انتقادات نتانياهو إلي أقصي مدي، فرغم امتناع ديوان الرئيس محمود عباس ومنظمة التحرير الفلسطينية عن التعليق علي تعيين ليبرمان وزيراً للدفاع، إلا أن صحيفة هاآرتس العبرية نقلت عن مصدر مسئول في السلطة الفلسطينية قوله: «إن السلطة الفلسطينية من جهة تشعر ببالغ الاستياء من تلك الخطوة، ومن جهة أخري تعتبرها نواة لتسويق موقفها الذي لا يري شريكاً لدي الإسرائيليين من أجل استئناف العملية السلمية»، وأضاف المصدر ذاته: «يعد ليبرمان من أبرز صقور المعسكر الداعم للاستيطان، وفي طليعة الحزب الرافض للتفاوض مع الفلسطينيين، أو إقامة دولتهم المستقلة علي حدود 67، ما يعني أمام المجتمع الدولي أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا يمكن التعويل عليها عند صناعة السلام أو مجرد الحديث عنه».