رسام هاآرتس يعبر عن ارسال نتانياهو لوزرائه فى مهام ترويجية أفادت تقارير تقدير الموقف في تل أبيب أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لن يشغل نفسه خلال فترة ولايته الرابعة بإشكاليات تقليدية، كالتي يستشعر الرأي العام في إسرائيل انشغاله بها، فقضايا الداخل الإسرائيلي بحسب تقرير نشرته صحيفة معاريڤ العبرية لن تكون في طليعة اهتمامات نتانياهو، وكذلك لن ينشغل الرجل في تلك الفترة بالقضية الفلسطينية، ولا بعلاقة بلاده بالولايات المتحدة، كما لن تحتل العلاقات الإسرائيلية الأوروبية جدول أعماله، بالقدر الذي يعتقده المراقبون، وإنما تضع حكومة نتانياهو خارطة طريق سياسية تحتل القضايا الإقليمية وشمال أفريقيا حجر الزاوية فيها. وفي تطور غريب لأولويات الوضع الأمني في تل أبيب، يتراجع الملف النووي الإيراني لمراكز بعيدة، بعدما كان متصدراً رأس قائمة الأولويات الإسرائيلية. وهو ما يشي باحتمالات ضلوع إسرائيل بشكل غير مباشر في إعادة ترتيب أوراق اللعبة النووية الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط، فلم يعد نتانياهو يكترث حالياً إلا بمستقبل بشار الأسد، وما سيؤول إليه الوضع في العراق، وطبيعة المشهد السياسي في الشارع الخليجي، ومتانة علاقات تل أبيب بدول الجوار الإسرائيلي، لاسيما تلك الدول التي تقيم علاقات علنية أو سرية مع إسرائيل، بحسب وصف الصحيفة العبرية. ووفقاً لتقديرات الموقف السياسي في إسرائيل، يولي نتانياهو اهتماماً بالغاً بخلق قنوات للتقارب مع مصر، ولا يستنكف رئيس الوزراء الإسرائيلي تقديم ما يؤكد حرصه في الحفاظ علي اتفاقية السلام مع القاهرة، كما يتبني الموقف ذاته في تعامله مع الأردن. وبعبارة أخري يميل نتانياهو في الفترة المقبلة إلي تكريس التعاون مع دول المنطقة، وبات علي قناعة بأنه يسير بخطي ثابتة علي هذا المسار، سواء كان ذلك سراً أو علانية، وعزت دوائر دبلوماسية في تل أبيب قناعة نتانياهو إلي ظهور شواهد إيجابية تؤكد جانباً من ارتياحه، ولعل أبرزها إعلان المؤرخ المصري ماجد فرج عدم ممانعته من التطبيع مع إسرائيل، وحرصه علي زيارة الدولة العبرية غير ذي مرة. وزعم تقرير معاريف أن تفاؤل نتانياهو يعود أيضاً إلي نجاح زعيم المعسكر الصهيوني، رئيس حزب العمل يتسحاق هيرتسوج في إقامة علاقات سرية مع عدد من دول الخليج، وقال التقرير إن تلك العلاقات رغم سريتها إلا إنها قد تتطور وتنضج في القريب العاجل، ليمارسها الطرفان في العلن. أما فيما يتعلق بالعملية السياسية مع الفلسطينيين، فيستبعد المراقبون في تل أبيب احتمالية استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين قريباً، أما نتانياهو شخصياً فيري أنه ليس هناك ما يدعو للقلق مع خلو مقعد وزير الخارجية الإسرائيلي، فكان هذا الوضع قائماً لفترة، حينما كانت تسيبي ليفني مسئولاً عن ملف التفاوض مع الفلسطينيين بعيداً عن وزير الخارجية، واليوم أصبح سيلفان شالوم مسئولاً عن الملف ذاته، كما أن مدير عام وزارة الخارجية المنتظر «دوري جولد»، يعي جيداً استحالة استئناف التفاوض مع الفلسطينيين حالياً، بحسب تقديرات نتانياهو نفسه. التقارير الإسرائيلية التي نشرت صحيفة معاريف جزءاً منها، تؤكد أن نتانياهو يتعامل باستخفاف بالغ مع الانتقادات التي توجه له علي خلفية إهانته لعرب إسرائيل، وعنصريته حيالهم، فيقول تعليقاً علي ذلك: «كانت تصريحات غير موفقة، لكني اعتذرت عنها. ورغم تصريحاتي إلا أننا استثمرنا أموالاً ضخمة في خدمة عرب إسرائيل وسنواصل الاستثمار». وفيما يخص مخالفته الصارخة للديمقراطية، حينما احتكر لنفسه حقيبة الإتصالات، وهيمن علي كافة القنوات الإعلامية والصحفية، فتشير التقديرات إلي أن نتانياهو لا يري في ذلك معوقاً للديمقراطية، زاعماً اعتزامه إتاحة الفرصة من خلال تلك الوزارة، لإطلاق عدد كبير من الفضائيات، وخلق جبهات جديدة من المنافسة. أما فيما يخص مستقبل حكومته، فتؤكد التقديرات الإسرائيلية إن نتانياهو، يرفض كافة الآراء المشككة في طول عمر حكومته، ويؤكد أن عمرها سيكون أطول من أي حكومة سابقة، ويري أن عدد أعضاء الائتلاف 61 عضواً جيد جدا، وأفضل من 59، لكنه يرغب في زيادة هذا العدد.