نتانيا نتانياهو.. منتهي الصلاحية رئيس الوزراء الإسرائيلي،زعيم حزب الليكود بنيامين نتانياهو، حاز علي النصيب الأوفر من الانتقادات،التي أكدت بحسب صحيفة يديعوت احرونوت أنه لم يعد ساري المفعول،وأن صلاحيته للمنصب أصابها العطب. ونقلت الصحيفة العبرية عن صحيفة روسية تدعم حليفه روسي الأصل أڤيجدور ليبرمان،أن نتانياهو لا يختلف كثيراً عن زعيم الاتحاد السوفييتي الأسبق ليونيد برجينيف،مشيرة إلي أن القاسم المشترك بين الرجلين هو حرصهما علي البقاء أطول فترة ممكنة علي سدة الحكم ويوضح أليكس تنتسر الإسرائيلي ذو الأصول الروسية،وأحد أبرز أبناء الطائفة في تل أبيب،أن الدول الديمقراطية لا تسمح ببقاء زعيم لفترة طويلة كما هو الحال بالنسبة لنتانياهو،فلم يعد لدي الأخير ما يقوله،فتجمدت الأفكار في رأسه،وبات يكرر ما قاله خلال فترات حكمه الثلاثة السابقة،ولم يختلف نتانياهو عن زعيم حزب الليكود الأسبق أرئيل شارون، فكما مال أرئيل إلي اليسار خلال سنواته الأخيرة عبر تأسيسه حزب "كاديما"،يحاول نتانياهو السير علي نفس المسار،عندما أعرب عن استعداده للتحالف مع اليمين المتطرف من جهة،ومن جهة أخري تجاوبه للتحالف مع المعسكر الصهيوني بقيادة اسحق هيرتسوج. وتؤكد الانتقادات إن نتانياهو الذي أنهي فترة حكمه الثالثة،لم يعد يوقع علي ورقة واحدة من أوراق إدارة الدولة العبرية،في إشارة إلي تحكم دوائر سياسية أخري في مقاليد أمور الداخل الإسرائيلي،كما أنه في الوقت الذي تفرض فيه الدوائر الإسرائيلية قيوداً علي إطالة أمد أي مسئول في السلطة،تطلق منصب رئاسة الوزراء بلا قيود،وتسمح لرئيسه بتولي المنصب لأكثر من مرة. وتساءلت الدوائر السياسية في تل أبيب: أي إنجاز حققه نتانياهو خلال ولايته الثالثة؟،أي انفراجة حققها علي مسار عمله السياسي أو الاقتصادي؟،وفي محاولة للرد علي تلك الأسئلة تجيب الدوائر علي نفسها: كل سياسي يصل إلي مرحلة جفاف،لكن نتانياهو يأبي الاعتراف بالوصول إلي تلك المرحلة،صحيح يتميز "بي بي" بالخطب البلاغية،لكنها فارغة من مضمونها،فإلي أي طريق يريد أن يقود إسرائيل مجدداً،لاسيما بعد الصدام غير المبرر مع باراك أوباما،والوضع الاقتصادي الإسرائيلي المتوتر،وموقف أوروبا من قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي،وقضايا أخري باتت حكومة تل أبيب هي الخاسر الأكبر فيها. هيرتسوج يعيش في جلباب أبيه! لم يسلم زعيم المعسكر الصهيوني بزعامة رئيس حزب العمل اسحق هيرتسوج هو الآخر من سيل اتهامات الدوائر الإسرائيلية، التي قالت أنه دخل عالم السياسة فقط، لأنه ابن الرئيس الإسرائيلي الأسبق حاييم هيرتسوج، فقد منح هيرتسوج الابن فرصة لاقتناص إيهود باراك منصب رئاسة الوزراء، بينما اكتفي هو في حينه بالحصول علي أموال إحدي الجهات الداعمة للانتخابات الاسرائيلية. واليوم بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، يحرص هيرتسوج علي خوض المنافسة الانتخابية للحصول علي أموال من منظمات يسارية خارج إسرائيل. الإنجاز الوحيد الذي يمكن أن يتحدث عنه هيرتسوج هو الحصول علي حقيبة العمل والرفاة في حكومة أولمرت، ورغم تلك التجربة الفقيرة في خبرتها، يسعي هيرتسوج للفوز بمقعد رئاسة الوزراء. وبعبارة تعرّض فيها للهجوم الفظ، قالت يديعوت أحرونوت: "الشخص الذي لا يحترم نفسه، هو من يعطي صوته لهيرتسوج"! وبنفس الوتيرة الهجومية، رأت دوائر إسرائيلية، أن تسيفي ليفني حليفة هيرتسوج في قائمة المعسكر الصهيوني الانتخابية، ستكون تميمة الهزيمة النكراء في الانتخابات المرتقبة. بينت دُمية اليمين المتطرف لم يكن نفتالي بينت رئيس حزب "البيت اليهودي", أفضل حظاً من نتنياهو في بورصة مرشحي الانتخابات الإسرائيلية العامة, إذ وصفته دوائر تل أبيب السياسية بالدمية التي يحركها اليمين المتطرف كيفما شاء, وفي تعريفه قالت صحيفة يديعوت أحرونوت, إنه شخصية أصولية الفكر, ويترك نفسه لعبة في أيدي الأحبار اليهود, حتي أن الجماهير الإسرائيلية تدرك تماماً, أن لجنة حاخامات إسرائيل تدير حزب البيت اليهودي من الخارج, لاسيما أنهم عينوه مديراً للجنة, لاستخدامه في الحصول علي الأصوات الليبرالية, وبدون دعم العلمانيين في البيت اليهودي, فسيكون من المستحيل قيام دولة شريعة, وفقاً لوصف لجنة حاخامات إسرائيل. وتهدف الشعارات اليمينية, التي يطلقها نفتالي بينت هنا وهناك إلي الحفاظ علي هويته الراديكالية, بينما تدرك الأكثرية في إسرائيل إن هذا المنهج سيقود إسرائيل إلي مخاطر غير مسبوقة, ولابد من الانفتاح علي تيار سياسي جديد بغض النظر عن تصنيفه, يقي إسرائيل ويلات الخطر التي بات يعترض طريقها في الداخل والخارج. رغم تلك الانتقادات, إلا أن صحيفة جلوبس العبرية تؤكد أن شعبية بينت تقتصر فقط علي شبكات التواصل الاجتماعي الافتراضية, إذ يحتل الأخير نسبة كبيرة من بين المرشحين, ولعل ذلك يعود إلي الكتائب الالكترونية التي كلفها بينت لإدارة حملته الانتخابية علي الشبكة العنكبوتية, لعمله بأن قاعدة عريضة من جماهير الناخبين الإسرائيليين, تتابع عن كثب ما يجري من سجالات مباشرة وغير مباشرة حول المرشحين. ليبرمان تاجر مخدرات محترف! المرشح رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيجدور ليبرمان،حظي بالسخرية الأكبر لدي الجماهير والدوائر السياسية في تل أبيب،إذ طغت قضايا الفساد المتهم فيها علي شعبيته،وجعلته المرشح الأسوء حظاً،لاسيما في ظل تبادل مواقع التواصل الاجتماعي التهكم عليه،فكتبت بعض البوستات عنه: "أفيجدور ليبرمان يفلت دائماً من يد الشرطة كتجار المخدرات المحترفين،فكلما داهمت الشرطة منزله وجدته خالياً من السموم"،في إشارة إلي اتهامه أكثر من مرة في قضية فساد وخروجه منها بريئاً. من تلك المعطيات تشير صحيفة جلوبس العبرية إلي أن وزير الخارجية ليبرمان،يواجه العديد من المواقف المحرجة حينما يدور الحديث في حملاته الانتخابية حول قضايا الداخل الإسرائيلي، وقالت الصحيفة العبرية إن ليبرمان يحتل صدارة قائمة الدبلوماسيين الذين ورطوا إسرائيل في أزمات دبلوماسية مع عدد ليس بالقليل من الدول،لاسيما أنه دائما ما يخطب ود ناخبيه بشعارات حنجورية خالية المضمون،وكان من بينها تعليقه علي رفض الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك زيارة إسرائيل، فرد ليبرمان علي موقفه قائلاً: "إذا لم يرغب في زيارة إسرائيل . لاپيد كاريزما فنية فاشلة الجاهل.. عديم الخبرة, لازمت تلك الصفتين تحركات رئيس حزب "هناك مستقبل" الإسرائيلي يائير لابيد, ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن إحدي المجلات الناطقة بالروسية في إسرائيل تقريراً مطولاً حول لابيد, مشيرة إلي أن إنجازاته خلال توليه حقيبة المالية, اقتصرت علي ارتفاع أسعار "الفوديكا" والخمور, الأكثر من ذلك أنه تحول من مذيع تليفزيوني إلي وزير مالية يفتقر إلي الثقافة الأولية بمهام حقيبته الوزارية, فمنذ اليوم الأول لدخوله أبواب الوزارة, تعهد بتوفير 20 مليار شيكل للميزانية العامة, لكن هذا التعهد وغيره من تعهدات سابقة, لم تتخط حاجز العناوين الصحفية العريضة خالية المضمون. وقالت الصحيفة العبرية أن لابيد فاز في الانتخابات السابقة, وحصل علي حقيبة المالية اعتماداً علي رغبة جماهير الناخبين في التغيير, فضلاً عن كاريزما الفنانين التي تمتع بها لابيد داخل الوسط السياسي, لكن الجماهير في إسرائيل اكتشفت خطأ اختيارها, ولعل ذلك هو ما أبعده عن التحالفات الحزبية سواء المعلنة أو السرية منذ اليوم الأول لإعلان اعتزام نتنياهو إجراء انتخابات مبكرة. ورغم أن عمر حزبه لا يتجاوز سنوات معدودة, إلا أنه حاول التسويق لنزاهته وما وصفه بابتعاده عن الفساد, مستشهداً علي ذلك بنائب وزير المالية السابق "ميكي ليڤي", الذي اشتري علي حد قوله سيارة خاصة متهالكة ب 3000 شيكل, لكن ذلك لم يقنع جمهور الناخبين, الذين كالوا له اتهامات بالسلبية والكذب, وعدم وفائه بالعهود التي قطعها علي نفسه منذ بداية حملته الانتخابية.