أكد الأزهر الشريف أن أبناء مصر نسيج واحد لا يجب أن تؤثر فيه أفعال بعض ممَّن لا يحكِّمون عقولهم عند نشوب خلافات قد تحدث بين أفراد الأسرة الواحدة. وأوضح أن ما تناولته وسائل الإعلام من تعرض مواطنة مسنة للاعتداء عليها بالضرب والإهانة بإحدي القري بمدينة أبوقرقاص بمحافظة المنيا علي إثر مشاجرة وقعت بين أسرتين من أبناء القرية إحداهما مسلمة والأخري مسيحية أمر مرفوض تماما مهما كان سبب الاعتداء، وإنه يثق بأن الجهات المعنية ستقوم بالتحقيق في الواقعة. من ناحية أخري تواصل عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف مع اللواء محافظ المنيا للوقوف علي أحداث هذه الواقعة، ووجه أعضاء بيت العائلة المصرية بالمحافظة بسرعة التوجه إلي محل الواقعة علي أن يمثل الوفد أعضاء من الأزهر الشريف والكنيسة المصرية، محذرا من محاولات البعض استغلال هذا الحادث لإشعال الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد، مع ضرورة الالتزام بوحدة الصف وإعمال القانون وتفويت الفرصة علي أولئك المتربصين بأمن وطننا واستقراره. ودعا البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية إلي ضبط النفس والتزام العقل والحكمة والسلام الاجتماعي والعيش المشترك وغلق الطريق علي كل من يحاول المتاجرة بأحداث المنيا لاشعال الفتنة. وقال البابا: انه يتابع خلال وجوده حاليا في النمسا عن كثب ما تعرضت له سيدة مسيحية في المنيا ويطمئن علي حالتها الصحية والنفسية. وأكد البابا في بيان له أمس انه يتابع أيضا احوال المتضررين في الأحداث الأخيرة والخسائر التي لحقت بهم. وقال البابا انه يتابع الأمر عن كثب مع القيادات الأمنية والسياسية حيث وعدوه بتتبع الجناة وتسليمهم للعدالة، مشيرا إلي ان مسئولي الدولة أكدوا له أن السيدة المعتدي عليها مصرية وصيانة شرفها واجب ومسئولية الجميع. من ناحية اخري أكد الدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الانجيلية بمصر في بيان له أنه يتابع مع القيادات الكنسية الاحداث الأخيرة. وأكد اللواء طارق نصر محافظ المنيا علي عدم قبول أية تجاوزات أو سلوكيات غير مسئولة تقع من المسلمين ضد أشقائهم المسيحيين، لافتا أن الدولة لن تقبل بحدوث مثل هذه التجاوزات أو التقاعس عن تنفيذ القانون، مشددا علي انه سيتم محاسبة المقصرين والمخالفين للقانون. وطالب المحافظ الحاضرين بضرورة احتواء الأزمة وتهيئة الأجواء لإزالة اي خلاف بين الأشقاء المسلمين والمسيحيين بالقرية. والتقي الأنبا مكاريوس أسقف المنيا مع سعاد، سيدة المنيا المسنة التي تعرضت للإهانة وقيام بعض الأهالي بتعريتها في قرية الكرم وهي أم الشاب المسيحي المتهم بعلاقة مع فتاة مسلمة. وقالت سعاد وهي تغالب دموعها وتطل من عينيها نظرة أسي وأسف، أن الغوغاء قاموا باخراجها من منزلها ثم تجريدها من ملابسها وجرها في الشارع والتعدي عليها بالضرب الوحشي ثم طرحها أرضاً لتحبو وتختبيء تحت عربة صغيرة حيت ألقت سيدة فاضلة ثياباً فوقها فارتدتها بسرعة وتحاملت علي نفسها لتهرب من الغوغاء وتستقل وسيلة مواصلات إلي المدينة، وأضافت سعاد أنها حاولت التكتم علي ما حدث شأنها في ذلك شأن اللائي يتعرضن للاغتصاب أو التحرش غير أنها لم تحتمل أن تغالب الشعور بالقهر والذل أكثر من ثلاثة أيام لتنتفض في شجاعة لتذهب إلي مركز الشرطة وتدلي بأقوالها في محضر. وأكدت ان آثار الضرب المبرح ما تزال ظاهرة علي جسدها- أنها لم تر السيدة التي سترتها كما أنها لا تعرف كيف نجت من الموت، كما نفت أن تكون قد تعرضت للإغتصاب، وأضافت أنها لم تخطيء في شيء ولذلك فقد تحلت بالشجاعة وسجلت كل ما تعرضت له، وأشارت إلي أنه في ذات اليوم الذي تعرضت فيه لذلك وهو الجمعة الماضية كانت قد توجهت برفقة زوجها لمركز الشرطة لتحرير محضر بعد إكتشاف سرقة بيتهما غير أن المسئول هناك قام بتهديدهما وطردهما وبعد ذلك بأربع ساعات هجموا عليها وقاموا بسحلها، وختمت حديثها والدموع تطفر من عينيها بأنها تحتمل ذلك بشكر وأنها تغفر لمن أساء إليها وإن كانت تثق في أن الله سينتقم لها في الوقت المناسب. من ناحية اخري قررت لجنة حقوق الانسان بمجلس النواب برئاسة محمد انور السادات تشكيل لجنة لتقصي الحقائق لزيارة محافظة المنيا لإعداد تقرير عاجل حول الاحداث.