وفاء الغزالى ان محاربة غلاء الاسعار وارتفاعها المستمر بشكل جنوني وخاصة بعد تعرض الاقتصاد المصري في الفترة الاخيرة للعديد من الضغوط بعد ثورة 52 يناير يحتاج الي اعادة نظر في كثير من سلوكياتنا الاستهلاكية التي نمارسها في بيوتنا ومناسباتنا المختلفة والتي تصل في كثير من الاحيان الي درجة التبذير والاسراف. الاعتدال في الاستهلاك امر ضروري ومطلوب ولابد ان نعطيه اهتماما وخاصة في هذه الظروف الراهنة التي تشهد تقلبات اقتصادية مخيفة تدفعنا الي التفكير جيدا في نظام استهلاكنا المفرط الذي يستهلك معظم دخلنا حيث ان كثير من مشترياتنا ليس لها حاجة ملحة وبعضها يتلف وتنتهي صلاحيته دون ان نستعمله.. ومشكلة الافراط في الاستهلاك تبدأ من المرأة ومن منزلها فهي التي تستطيع ان تحد من الاسراف غير المبرر لانها تمثل الحكومة المنزلية. وفي رأي الغالبية العظمي من المواطنين وخاصة النساء ساعدوا علي ارتفاع معدلات الطلاق بين المتزوجين من الشباب لانهم غير قادرين علي مواجهة متطلبات حياتهم الجديدة بسبب ان الكثير من المتزوجات اللاتي يردن تلبية كل متطلباتهن دون النظر لقدرة زوجها المالية او راتبه الذي يتقاضاه. وعلينا ان نعي ان جيل اليوم غير جيل الأمس وان المتغيرات التي يعشها تختلف عما كان عليه في عهد الأباء والاجداد.. جيل اليوم يعيش بمفاهيم مختلفة ولو حاولنا ان نخاطب جيل اليوم بما تعودنا عليه فلن يفهمونا.. علينا ان نخاطبهم بنفس أدواتهم.. لقد اصبحت لمواقع التواصل الاجتماعي سطوة كبيرة علي عقول الشباب وتفكيرهم. وايضا مهم جدا التوعية الفعلية عن طريق وسائل الاعلام المختلفة والمدارس والمساجد للحد من الاستهلاك غير المبرر والتبذير وهذا هو دور المستهلك. اما دور الجهات الرقابية فيتمثل في تفعيل قوانين حماية المستهلك وهي للأسف لا تعمل.. والحد من الاحتكار وان تقوم الحكومة بتقوية وتنشيط الجمعيات الاستهلاكية بما لها من دور واضح وفعال في ضبط الاسعار وتوفير ما يعجز عن تقديمه القطاع الخاص.