الشراء العشوائي الذي يسبق شهر رمضان الكريم وخلال النصف الأول منه وراء ارتفاع أسعار السلع التي يكثر الاقبال عليها خلال الشهر الفضيل. والتجار يجدون في هذا الشهر وغيره من المناسبات فرصة لرفع الاسعار وتحقيق أعلي نسبة من الأرباح من دون مراعاة لأوضاع وظروف الناس. المتجول في مراكز التسوق والجمعيات ومحال السوبر ماركت قبل رمضان بأيام يشاهد المستهلكين يجرون أرتال العربات المحملة بمختلف أصناف السلع والمواد الغذائية الضرورية وغير الضرورية لدرجة أن أفراد الأسرة الكونة من ثلاثة أو أربعة أشخاص يجر كل واحد منهم عربية محملة وطوابير المستهلكين تمتد عدة أمتار أمام صناديق الدع وكأننا مقبلون علي مجاعة لاسمح الله! هذا المشهد الذي يتكرر كل عام استعدادا لولائم رمضان والذي يكون مصير نصف مكوناتها علي الأقل في صناديق القمامة يرهق كاهل الأسر التي يزداد مصروفها الشهري بنسبة001% في رمضان إن لم يكن أكثر من ذلك علي الرغم من أن الأصل في رمضان تناول القليل من الطعام لتصفية الجسم من السموم وراحة الجهاز الهضمي وأعضاء الجسم والتفرغ للعبادات, إلا أن العكس يحصل, إذ تصاب الغالبية بالتخمة وتزداد الأوزان التجار وتحديدا الذين يتعاملون مع الأصناف الغذائية يستغلون هذه الفرصة السنوية ويتسابقون في رفع الزسعار طالما أن المستهلكين يقبلون علي جميع الأصناف ويشترونها مهما بلغ سعرها, وأحيانا يبتكر التجار الحيل والأساليب الخداعة لاستقطاب المستهلكين ومنها الإعلان عن عروض وهمية يلهث وراءها الجميع. الثقافة الاستهلاكية مازالت دون المستوي المطلوب عند الغالبية من أفراد المجتمع الذي يتحمل في الدرجة الأولي الارتفاع الجنوني للأسعار خلال الشهر الفضيل بما فيها أسعار الخضروات والفواكه وغيرها. فلو قرر كل رب أسرة شراء نصف الكمية المعتادة لاختلفت أمور كثيرة أهمها تحسن ميزانية الأسرة ولجوء التجار إلي خفض الأسعار أو علي الأقل ثبات الأسعار نتيجة قلة الطلب عليها والأهم الحد من السمنة التي يعانيها أكثر من07% من أفراد المجتمع. الاسراف والتبذير اللافتان في رمضان من قبل الاغلبية لامبرر لهما علي الاطلاق, خاصة أن طلبات العيد تحتاج إلي ميزانية لايستهان بها كما أن الأسر مقبلة بعد رمضان علي بداية عام دراسي جديد. والجميع يعرفون احتياجات المدارس والأقساط الدراسية التي تقصم الظهر. فهل نعيد حساباتنا جيدا ونحن علي أبواب رمضان الذي تتبعه مناسبات أخري حتي نستطيع توفير متطلبات أبنائنا بكل يسر بعيدا عن التبذير؟