أجواء من الركود التجاري تخيم على أسواق قطاع غزة، التي بدت شبه خاوية من سلع وأصناف شهر رمضان الكريم، كما انخفضت أعداد رواد السوق في دليل على ما آل اليه مستوى التدهور الاقتصادي. ورغم ذلك تشهد أسواق القطاع ارتفاعا غير مسبوق في أسعار السلع نتيجة شحها. سليم أبو عاصي ينتظر الحصول على مساعدات غذائية تقدمها جمعيات محلية ومنظمات دولية لإعانته وعائلته المكونة من 12 فردا خلال شهر رمضان. وبعد ساعات من التجول والتنقل بين الجمعيات الخيرية، عاد أبو عاصي - وهو في الأربعينيات من عمره - خالي الوفاض، ولم يحصل على "كوبون مساعدة" أو أكثر تضمن توفير ما يلزم عائلته من سلع وأصناف غذائية خلال الشهر الفضيل. وقال مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية إن الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة أسفر عن كارثة إنسانية عميقة، ترى انعكاساتها على الحياة اليومية للشعب الفلسطيني في غزة، وأوضح تقرير أصدره المكتب أن الشعب الفلسطيني في غزة يشعر أنه محاصر جسمانيا وثقافيا وفكريا وحتى عاطفيا منذ عام 2007. أبو تامر العشي - صاحب متجر في سوق الزاوية الشعبي وسط غزة - قال إن الوضع يزداد قتامة عاما بعد آخر، مشيرا إلى أن إقبال الزبائن على محله يتزايد مع اقتراب رمضان، لكن معدلاته تبقي في حدها الأدنى. وأضاف أنه حتى الزبائن الذين كانوا عادة يقبلون على شراء السلع الرمضانية أصبحوا يكتفون بأولويات الأصناف وبكميات منخفضة أملا في تلقي مساعدات خيرية تعينهم على تخطي مصاعب الشهر. ويصادف بدء شهر رمضان هذا العام مع بداية العام الدراسي في قطاع غزة، الأمر الذي فاقم من مصاعب سكانه المثقلين بالأعباء الاقتصادية. فاطمة - التي اكتفت بذكر اسمها الأول – أكدت أن زوجها وهو موظف حكومي يعاني الأمرين لمواجهة متطلبات شهر رمضان من جهة وشراء لوازم العام الدراسي لأبنائه ال5 من جهة أخرى. وأضافت بنبرات حزينة "لقد أفقدتنا وأبناءنا الأوضاع الاقتصادية بهجة رمضان وفرحة العام الدراسي الجديد، فنحن مضطرون لاستقبالهما بأي حال!". التاجر حسين عليان – ودكانه شبه فارغ من السلع والمواد الغذائية - وافق زبونته الرأي، وقال إن "رمضان هذا العام يحل وكل شيء بالنسبة لنا على غير ما يرام .. الوضع يزداد سوء فقد انخفضت مبيعاتنا إلى أكثر من النصف". من جهته، قال رئيس الغرفة التجارية في غزة محمود اليازجي إن أسعار السلع وصلت إلى أعلى معدل لها وبشكل خيالي نتيجة نقص مستلزمات شهر رمضان التي يكون الطلب عليها خلال الفترة الحالية مرتفعا بشكل كبير. وأضاف أن الغرفة التجارية خاطبت كافة الجهات المعنية والمؤسسات الدولية بهذا الخصوص في مسعى لإدخال كافة أنواع البضائع الممنوع دخولها للمستوردين الذين تكبدوا خسائر فادحة خلال فترة حصار القطاع.