صلاح عبد المقصود لا تزال توابع زلزال الحجاب في قطاع الأخبار مستمرة بعد ظهور فاطمة نبيل يوم الاحد الماضي علي الهواء وهي تقدم النشرة مع زميلها جورج رشاد مرتديه الحجاب في سابقه تعد الاولي من نوعها في نشراتنا الاخبارية علي الشاشة الصغيرة منذ انشاء التليفزيون في الستينيات وحتي الآن. وشهدت نشرة التاسعة مساء الثلاثاء الماضي ظهور ثاني قارئات النشرات الاخبارية سارة الشناوي وهي ترتدي الحجاب خلال تقديمها النشرة الجوية.. وخلال هذا الاسبوع يتوالي ظهور مجموعة اخري من المذيعات وهن يرتدين الحجاب في قطاع الاخبار وفي مقدمتهن نيرمين البيطار بجانب مذيعات اخريات يظهرن في النشرات الاخبارية علي شاشة قناة النيل للأخبار ومن خلال برامجها ايضا. وحول ظاهرة ظهور الحجاب في قطاع الاخبار في تقديم النشرات الاخبارية علي الهواء مباشرة يؤكد ابراهيم الصياد رئيس قطاع الاخبار ان اللوائح الادارية لم تتحدث عن ازياء المذيعات ولم تشترط ارتدائهن لزي معين وبالتالي ليس هناك ما يمنع من ظهورش المذيعة المحجبة سواء في البرامج أو في تقديم النشرات ومن غير اللائق ان تحدث كل هذه الضجة ووصفها بمسميات كاذبة تدعي بأننا نخطط لأخونة الاعلام أو ننفذ اجندة اخوانية لحجاب الشاشة فهذا كلام فارغ بدليل ان التليفزيون وتحديدا من خلال شاشة القناة الخامسة شهد ظهور مجموعة من المذيعات المحجبات وعندما تم منعهن جاء قرار المحكمة ليؤكد علي حقهن في ارتداء تلك الازياء فهذه حرية شخصية يكفلها الدستور للمواطنين علي السواء. ويتساءل ابراهيم الصياد عن اسباب هذه الضجة المفتعلة ويقول لماذا لم يتحدث احد عن اخونة قناة الجزيرة الاخبارية عندما ظهرت بعض مذيعات نشرات الاخبار وهن محجبات مثل خديجة بن قنة..وغيرها ولماذا لم تثر كل هذه الضجة عندما ظهرت مقدمات بعض البرامج التليفزيونية علي شاشاتنا المختلفة وهن يرتدين الحجاب ولم نسمع من يقول ان هناك اخونة للاعلام المرئي؟ عين الكاميرا وعلي الجانب الآخر يؤكد عمرو الشناوي مدير عام ادارة المذيعين بقطاع الاخبار والمسئول عن اعداد جدول قراءة النشرات الاخبارية ان القضية ليست في ارتداء المذيعات للحجاب أو عدم ارتدائهن ولكن القضية تتعلق بأهمية الاناقة والثقافة فقط أمام الكاميرا وبالتالي لا يجوز فرض اية قيود علي حرية المذيعة في ارتداء ما تشاء بشرط ان تأتي »طلتها« علي الشاسة في اطار مقبول لا يؤذي العين. . وهو ما أكدته اللجنة التي كان قطاع الاخبار قد شكلها لاختيار المذيعين والمذيعات الجدد وكانت مكونة من الفنان محمود ياسين وكبار الاعلاميين مثل محمود سلطان ونوال يسري وعبدالوهاب قتاية حيث اعتمدوا صلاحية عدد من المذيعين في الظهور علي الشاشة وكان من بين هؤلاء فاطمة نبيل ابنة قطاع الاخبار والتي كانت تعمل في الشئون السياسية واعتمد النتيجة وزير الاعلام الاسبق اسامة هيكل ووضعنا برامج تدريبية للدفع بأصحاب الوجوه الجديدة بأسلوب متدرج في تقديم الاخبار. ويضيف عمرو الشناوي ان فاطمة نبيل جاءتها فرصة للعمل علي قناة مصر 52 فحصلت علي اجازة بدون مرتب للعمل هناك ثم عادت الي بيتها الاصلي بقطاع الاخبار وبإعتبارها قد اجتازت اختبارات قبول المذيعين الجدد في الظهور علي شاشة الاخبار ولم يعد هناك ما يمنع ظهورها ومن معها من المذيعين الاخرين اصحاب الحجاب. وبالتالي سوف تشهد الفترة المقبلة عدة اسماء اخري وفي مقدمتهن نيرمين البيطار وقد تلقيت من مذيعة كبيرة تقرأ النشرات الاخبارية حاليا رغبتها في الظهور بالحجاب فقلت لها ليس هناك ما يمنع ذلك بشرط عمل تيست.. أمام الكاميرا فإذا كان هناك »طلة « شيك ومميزة فأهلا وسهلا لان عين الكاميرا هي الباب الملكي للعبور الي قلوب وعقول الناس من المشاهدين بجانب اتقان بقية المفردات الاخري للعمل الاعلامي من اجادة اللغة العربية وسلامة النطق ومخارج الالفاظ والتمتع بمستوي ثقافي كبير الي آخره من العوامل الاخري المتعلقة بالشكل والمضمون. سقطت القيود ويلتقط اطراف الحديث مرة اخري ابراهيم الصياد رئيس قطاع الاخبار ويقول ان قطاع الاخبار بعد ثورة 52 يناير يسلك مفهوما جديدا في الشكل والمضمون والمحتوي ولم يعد هناك قيود تحد من الحريات خاصة بعد انتهي عصر اعلام الفرد واصبح الاعلام يعبر عن الدولة والناس ولم تعد هناك مصطلحات التعليمات او الاوامر والتوجيهات الفوقية أو الحجب والإقصاء وهذا كان واضحا في قطاع الاخبار بكل اداراته وفي قناة النيل ايضا فهناك نيرمين خليل التي ظهرت في برنامج »صباح جديد« التي سبق للنظام السابق منعها من الظهور بالحجاب لعدة سنوات ثم هناك المراسلات المحجبات اللاتي نجحن في اداء عملهن بصورة كبيرة مثل مندوبه رئاسة الجمهورية لمياء موافي ومندوبه التقارير الاخبارية سوزان مصطفي ونحن سعداء بهن حيث حظينا بقبول في الشارع المصري ونحن انعكاسا لهذا الشارع الذي نعمل من اجله ونعبر عنه ولا يمكن ان ننفصل عن نبض الجماهير فقد سقطت القيود الي الابد ولن نعود الي الوراء. وبظهور مذيعات الاخبار بالحجاب يسدل الستار علي قضية شغلت الرأي العام لعدة سنوات ماضية خلال النظام السياسي الفاسد السابق حيث كان القهر والاستبداد والظلم وكبت الحريات العامة والشخصية.. وهو الامر الذي سبق ان حسمته الاحكام القضائية واقرته لصالح اصحاب الحجاب وبدأت بشائره مع ظهور مذيعات شهيرات محجبات يقدمن برامج كثيره ناجحه مثل ايناس عبدالله وانوار كمال ومها مدحت ومني الوكيل وايمان نبيل ونيفين الجندي وغيرهن علي شاشة القنوات الاقليمية حيث اصبح الطريق ممهدا امام ظهور اجيال جديدة قادرة علي العطاء وتتمتع بالموهبه في ممارسة عملها الاعلامي علي اسس مهنية تهتم بالمحتوي والمضمون وليس بالمظهر البراق فقط وليتنا نتمسك فالفكر المستنير في مناقشة كل قضايانا المصيرية ونتوقف ولو قليلا عن الثرثرة في قضايا تافهة وغير مفيدة في عملنا الاعلامي فالحجاب حرية شخصية تخص الانسان في علاقته بربه ولا تعطي للآخرين حق التدخل فيها. ورش تدريبية وعلمت ان صلاح عبدالمقصود وزير الاعلام سوف يهتم خلال المرحلة المقبلة بورش التدريب التي تنمي قدرات العاملين بالعمل الاخباري لتطوير كل البرامج والنشرات السياسية المرئية والمسموعة خاصة مع بدء تشغيل ستوديو »5« الجديد والمخصص لقطاع الاخبار والذي يتم افتتاحه قبل نهاية العام .