محمد أحمد ضبعون تدور هذه الأيام سجالات كثيرة وآراء متنوعة عن ضرورة مجانية التعليم من المهد الي اللحد وقد اختلفت الآراء فمنهم من قال لا للتعليم المجاني وقال كثير من العلماء والمفكرين الذين يعلمون تكلفة التعليم ويربطون بين إتاحة فرص التعليم ونوعية المتعلمين بان التعليم يمكن ان يكون جزئيا مجانا في المرحلة الإلزامية اما التعليم الجامعي فيكون مدفوع الأجر وبين هؤلاء وهؤلاء يجب ان نعرف معطيات مصر وظروفها الاجتماعية والثقافية والامكانات المتاحة لدينا وذلك للوصول لأفضل وأسرع الحلول لإتاحة فرص التعليم للجميع والتعليم مدي الحياة بالنوعية والجودة العالمية ويتم ذلك من خلال الآتي: أولا: تحديد القادر علي دفع تكاليف تعليم أولاده وتحديد غير القادر داخل المجتمع المصري وربط مصادر تمويل التعليم بإتاحة التعلم للجميع . ثانيا: الفصل التام بين مقدم الخدمة التعليمية سواء المدرسة أو المعهد أو الجامعة وبين من يتحمل تكاليف العملية التعليمية فمقدم الخدمة يجب ويتحتم عليه ان يأخذ جميع تكاليف الخدمة كاملة وغير منقوصة حتي يكون ملزما امام المجتمع بالتطوير والتحديث وتنفيذ استراتيجية التعليم والبحث العلمي في مصر وهذه النقطة هي المشكلة الكبري لنا في مصر لأن متلقي الخدمة يطلب خدمة متميزة رغم ان مقدم هذه الخدمة لا يملك الصرف عليها لذلك فان القادر ماديا يجب عليه تسديد فاتورة التعليم أما غير القادر فان صندوق التعليم لغير القادرين يتحمل سداد فاتورة التعليم نيابة عنه ويتم ذلك عن طريق المنح للمتفوقين أو القروض المشروطة لغيرهم أو بأي طريقة يتم الحوار المجتمعي عليها. لا يوجد دولة في العالم المتقدم تقوم بالصرف علي التعليم أو البحث العلمي بدون مقابل سواء من المجتمع أو الافراد وفي ذات الوقت يستطيع غير القادر علي التعليم بسداد التكاليف حينما يستطيع بأي طريقة إنسانية.ونتساءل كيف يكون مصدر التمويل لغير القادرين وهنا نقترح انشاء »صندوق تمويل التعليم« لغير القادرين ومن هذا المنطلق تكمن فكرة نجاح هذا الاقتراح ويفترض ان يتم علي النحو التالي: المنح والهبات والأوقاف للأشخاص أو الهيئات او الشركات أو جزء من زكاة المال او الصدقات .رسوم بقانون علي الشركات والهيئات وكل من يستفيد من تشغيل الخريجين من مصر .رسوم بقانون علي مرتبات كل من يستفيد من منح أو قروض صندوق التعليم لغير القادرين . إذا اردنا لمصر ان تنهض من كبوتها وتكون في مصاف الدول المتقدمة علينا ان نضع التعليم بحق في القاطرة التي تقودنا وعلينا ان نفكر جميعا صغيرا وكبيرا بان يكون الابداع والتخطيط الاستراتيجي هو حياتنا.