أنتهت أمس فاعليات قمة دول عدم الانحياز السادسة عشر التي استمرت ليومين متتاليين في العاصمة الايرانية طهران . وقد ركز البيان الختامي للقمة علي عدة نقاط أهمها القضية السورية والقضية الفلسطينية والبرنامج النووي الايراني الي جانب العمل علي تفعيل دور الحركة علي الساحة الدولية خلال المرحلة القادمة. وكان الرئيس محمد مرسي أعلن افتتاح أعمال القمة اول أمس وألقي كلمة مصر أمام الجلسة الافتتاحية حيث حظيت القضية الفلسطينية علي اهتمام كبير في كلمته ، كما شدد علي اهمية تضامن حركة عدم الانحياز مع قضية الشعب السوري ضد النظام القمعي الذي فقد شرعيته هناك . وبعد القائه كلمته سلم الرئيس مرسي رئاسة القمة للرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد التي تتولي بلاده الرئاسة للسنوات الثلاث المقبلة . في الوقت نفسه توالت ردود الفعل حول القمة الاقتتاحية وكلمة الرئيس المصري. في واشنطن حيث وصفت وزارة الخارجية الامريكية تصريحات الرئيس مرسي بشأن ضرورة دعم الشعب السوري في كلمته أمام قمة عدم الانحياز في طهران بالمفيدة جدا.. والواضحة جدا والقوية جدا . وقال باتريك فينتريل المتحدث باسم الخارجية الامريكية ، إن مصر تضع ثقلها بالكامل "لدعم سوريا حرة ومستقلة . وأضاف فينتريل ، أن كلمة الرئيس مرسي "كانت بالفعل قوية وواضحة في طهران لبعض الناس الذين هم بحاجة إلي سماع ذلك هناك. ونحن نشيد بتلك التصريحات.. ونحن نشاطر مصر في الهدف المتعلق بوضع نهاية لنظام الأسد.. ووضع حد لإراقة الدماء.. وانتقال إلي سوريا ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان". في لندن اعتبرت صحيفة ال "جارديان" البريطانية دعوة الرئيس محمد مرسي لعقد حوار عربي تركي إيراني مشترك حول الأزمة السورية وبحث آفاق انتقال سلمي للسلطة داخل سوريا بمثابة تحول محوري تشهده منطقة الشرق الأوسط بالنسبة لموقفها الراهن من الصراع الدائر في سوريا . وذكرت الصحيفة - في تحليل إخباري أن دعوة مرسي بهذا الصدد والتي جددها خلال كلمته أمس أمام قمة عدم الانحياز المنعقدة في العاصمة الإيرانيةطهران قد لقيت ترحيبا جيدا من قبل تركيا وإيران، مشيرة إلي أن الكثير من بلدان المنطقة لديها بالفعل مصالح قوية في إجراء مثل هذا الحوار الذي يعزز من فرص إحراز نجاحات أكثر من أي وقت مضي . وأضافت "لذا فإن حضور الرئيس المصري لقمة عدم الانحياز وتجديده مبادرته حول سوريا قد منح إيران فرصة دبلوماسية هامة استغلتها علي الفور، مشددة علي ضرورة أن يعي الإيرانيون أن تلك هي فرصتهم الأخيرة لتصحيح أخطائهم الاستراتيجية باستمرارهم في دعم نظام الأسد ، علي حد وصف الصحيفة. في باريس تناولت صحيفة (لوموند) خطاب مرسي بقولها "إن الرئيس المصري دافع عن الثورة السورية، والمترجمون بإيران تظاهروا بعدم السماع".. مضيفة "أن المترجمين الفوريين المسئولين عن نقل كلمة الرئيس المصري التي كان ينتظرها العالم إلي اللغة الفارسية في مؤتمر قمة عدم الانحياز طهران ربما عاشوا "كابوسا" أمس حيث كانت الكلمة بمثابة خيبة الأمل بالنسبة للإيرانيين خاصة عندما قال إن الثورة السورية تقوم ضد نظام قمعي". وفي بيروت كما أشاد مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو بالموقف الشجاع والصادق الذي وقفه الرئيس محمد مرسي في مؤتمر عدم الانحياز في طهران. وأكد ان مصر استردت دورها القيادي وهي تقف الي جانب الشعب السوري المجاهد رغبة في ان تعود سوريا دولة ديموقراطية يأتي رئيسها بارادة الشعب السوري وباجماعه مشيرا الي ان الرئيس مرسي الشجاع وضع النقاط علي الحروف وفي قلب طهران وامام هذا الحشد من الدول ليسجل التاريخ ان قائدا عربيا جديدا قد ولد في المنطقة وان دور مصر الريادي قد عاد الي الامة العربية وانه لن يسمح بتدخل الدول الغربية والاجنبية في شئون العالم العربي. وختم الجوزو تصريحه بالقول أن مصر تطل اليوم علي العالم بزعيم جديد سيكون له شأن كبير في تغيير الواقع العربي والاسلامي. وفي تل ابيب وصف وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان قمة دول عدم الانحياز في طهران بأنها "حفلة غباء ورياء". وقال ليبرمان للصحفيين في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية أن "ما يحصل في طهران هو حفلة غباء ورياء لم نشهد مثيلا لها منذ الثلاثينيات". وأضاف "لقد رأينا ممثلي 120 بلدا والأمين العام للأمم المتحدة مجتمعين في طهران لإعطاء شرعية لنظام آيات الله هذا". كما انتقد ليبرمان ما سماه "الديكتاتورية العلنية" لمجلس الأمن الدولي في موضوع العقوبات المفروضة علي طهران بسبب برنامجها النووي المثير للخجل . واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو البلدان المشاركة في قمة دول عدم الانحياز في طهران بدعم النظام الإيراني الذي "ينكر المحرقة" ويريد "إزالة" الدولة العبرية من الوجود.