كعادته متألقا.. وكعادته قائدا ومعلما.. لقن الجميع درسا في الوطنية.. فرغم التحذير، والتهديد، والوعيد.. ورغم التجاهل الإعلامي المتعمد.. ورغم اتهامهم بالخيانة وتكدير السلم والأمن العام.. إلا ان الشعب المصري العظيم متمثلا في شبابه الطاهر النقي الأبي خرج تعبيرا عن رأيه.. تأكيدا علي حقه في حرية الرأي.. رافضا قرار ترسيم الحدود مع الشقيقة السعودية.. مطالبا بالرجوع في القرار.. وعدم التفريط في شبر واحد من أرضنا، التي مات من أجلها خيرة شباب البلد في حرب أكتوبر 73.. لجأ المتظاهرون إلي نقابة الصحفيين.. أعلم أنه طبقا للدستور والقانون لا يجوز تنظيم وقفات أو مظاهرات الا بتصريح مسبق.. أعلم أن هناك من كان يحاول الاندساس وسط الشباب الطاهر البرئ.. لكن الدستور نفسه يكفل حرية الرأي والتعبير.. الوضع غير ملائم.. فالشباب غاضب، بل هناك من يغلي.. من يقارن بين النظام الحالي وبين الأنظمة السابقة.. فرغم فساد بعضها الا أنها لم تفرط في عرضها.. لم تفرط في أرضها.. الشعب بشبابه ورجاله المخلصين نجحوا في توصيل رسالتهم للقيادة السياسية والعالم كله.. لكن.. سقط الإعلام.. رسب إعلام التوجيهات والتعليمات.. سقط وفشل في حق المواطن عليه بنقل الحدث بصدق وحيادية.. فبعيد عن تبعية الجزيرتين لمصر.. الا أننا امام معضلة كبري.. هناك من ينقل الأوضاع بطريقة خاطئة.. من يصر علي دخول الشعب في خصومة مع النظام.. هناك تصرف خاطئ في قضيتين متتاليتين.. قضية الشاب الإيطالي «جوليو ريجيني» وقضية جزيرتي «تيران وصنافير» .. في الوقت الذي ضرب فيه رجال الأمن بالقاهرة بإشراف اللواء خالد عبد العال مساعد وزير الداخلية لأمن العاصمة واللواء المخضرم هشام العراقي مساعد الوزير لمباحث القاهرة مثلا رائعا في ضبط النفس وكيفية التعامل مع المتظاهرين الأمر الذي أدي إلي انصراف جميع المحتجين أمام نقابة الصحفيين عقب المفاوضات بينهم وبين رجال الأمن.. الكرة الآن في ملعب نواب البرلمان.. في ملعب من اختارهم الشعب ليمثلهم.. فهل يكونوا علي قدر التمثيل والثقة برفض قرار ترسيم الحدود وتهدئة الرأي العام.. يا سادة.. الوضع خطير.. علينا قراءة التاريخ جيدا.. ففي عام 2004 خرج العشرات من حركة كفاية والوطنية للتغيير للتظاهر ضد التوريث ولم تكن مدعومة بدولة «السوشيال ميديا».. الوقت يمر سريعا.. والشباب غاضب.. وهناك من يريد استغلال الأحداث.. وإعادة الفوضي.. عودوا إلي رشدكم يرحمكم الله. [email protected]