في الوقت الذي غابت فيه القنوات التلفزيونية والمواقع الإخبارية عن تغطية تظاهرات «جمعة الأرض هي العرض»، أصبح "السوشيال ميديا" هو الناقل والشاهد الوحيد لما يحدث في الشارع، لاسيما في الوقت الذي اشتعلت فيه بعض الميادين بالتظاهرات لرفض نقل تبعية جزيرتي« تيران وصنافير» للسعودية، حيث أكد البعض أن تغطية «السوشيال ميديا» كانت على قدر الحدث، بل فاقت معظم المواقع الكبرى سواء القومية أو الخاصة. الإعلام والفضائيات تغرد خارج السرب وكانت معظم المواقع المصرية الكبرى سواء القومية أو الخاصة، تجنّبت التغطية الواسعة للأحداث التي شهدتها الميادين المختلفة في القاهرة والجيزة، واكتفت بأخبار قصيرة عن وجود تلك المظاهرات، مع إعطاء مساحة للتصريحات الأمينة حولها، سواء كان ذلك عن طريق مصادر مجهلة، أو تصريحات رسمية، ناهيك عن حال أغلب الفضائيات، التي كان التجاهل سيد الموقف، لاسيما التليفزيون المصري الذي كان يغرد خارج السرب مثلما حدث في 25 يناير 2011. زيارة "السيسي" لجبل الجلالة تصدرت المشهد فيما حظيت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم، خلال تفقده الموقف التنفيذي لمشروع مدينة الجلالة التي تقام أعلى هضبة جبل الجلالة بمنطقة البحر الأحمر بين العين السخنة والزعفرانة باهتمام واسع من بعض القنوات. ويبدو أن حالة التجاهل لتلك المظاهرات كانت متوقعة من قبيل الصحفيين الذين تواجدوا داخل الحشود الشعبية، حيث إن معظمهم حرص على نشر جميع الأخبار، والصور التي قام بجمعها أثناء تغطيته للأحداث، على شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة، وبعض المواقع الذي ساهمت بالنشر دون انصات للقاعدة العامة الذي سادت أكثرية المواقع. مستحيل التعتيم في ظل « السوشيال ميديا» وقال الصحفي «عمرو بدر»، إن « هناك تجاهل إعلامي للتظاهرات الرافضة لنقل تبعية« جزيرتي تيران وصنافير» للسعودية، واصفا الإعلام الحالي ب «الصوت الواحد» الذي يمثل رجال الأعمال ومصالحه مع السلطة والنظام الحاكم. في المقابل رأى «حسن علي»، رئيس قسم الإعلام بجامعة المنيا، أن «التجاهل الإعلامي قرار خاطئ يضر بالرئيس والقضية أكثر مما لو تفاعلوا مع الحدث بشكل طبيعي»، مشيرا إلى أنه في الحقبة الناصرية كان هناك إعلام الصوت الواحد ولكن الآن في ظل القنوات المفتوحة و« السوشيال ميديا » من المستحيل التعتيم على أي حدث أو قضية. وحذر «علي» من تداعيات ما وصفه ب « الاستهتار» في التغطية الإعلامية للتظاهرات، مشيرًا إلى أن الإعلام الغربي لفت إليها في حين غفلة الإعلام المصري وهو ما فقد مصداقيته. "الجزيرة" انضمت لتجاهل الإعلام المصري وجاءت تغطية القناة بصفة عامة للمظاهرات «جمعة الأرض هي العرض» على قناة الجزيرة ضعيفة وافتقدت إلى التغطية المباشرة، كما لم تتصدر المظاهرات صدر نشراتها كما دأبت من قبل، على الرغم من عدائها من النظام المصري. وجاءت أخبار المظاهرات ك«خبر ثان أو ثالث مقتضب » غالبا في نشراتها الرئيسية بعد أخبار القمة الإسلامية دون أي إشارة إلى موضوع جزيرتي «تيران وصنافير »، وهو ما أثار التساؤلات بين البعض : أين الجزيرة؟ في حين فسر بعض النشطاء، والسياسيون، أن عدم البث المباشر لقناة الجزيرة يرجع للعلاقات والاتفاقيات بين السعودية وقطر. انتقادات ل "السيسي" على صعيد أخر، قال «عصام الشريف»، مؤسس الجبهة الحرة للتغيير السلمي، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي تجاهل تظاهرات جمعة الأرض هي العرض، مؤكدًا أنه فقد الكثير، لاسيما ثقة الشعب بشكل عام والنخبة السياسية بشكل خاص، لافتًا إلى أن مصلحة القنوات تقتضي تغطية الأحداث وطرحها على المواطن، لا تعتيمها من أجل سيادة النظام، بحسب وصفه. فيما أكدت الإعلامية «رشا نبيل»، أن مظاهرات جمعة الأرض، أكدت غضب كثير من المصريين من توقيع السيسي اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية، التي ترتب عليها تنازل مصر عن جزيرتي «تيران وصنافير» للسعودية، متابعة: «فيه ناس برضوا قاعدة في بيوتها ورافضين إسناد (تيران وصنافير) للسعودية". وأشارت «نبيل»، إلى أنه كان هناك «تعتيم إعلامي» على تغطية مظاهرات جمعة «الأرض والعرض». وكانت عدد من القوى السياسية والحركات الثورية دعت للتظاهر، مساء أمس الجمعة، تحت شعار «الأرض هي العرض»، وذلك لرفض اتفاقية ترسيم الحدود مع المملكة العربية السعودية التي قضت بنقل تبعية جزيرتي« تيران وصنافير» للمملكة، وذلك خلال زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، للقاهرة الأسبوع الماضي. ومن أبرز القوى التي أعلنت مشاركتها اليوم « حزب مصر القوية، حزب مصر الحرية، حركة الاشتراكيون الثوريون، حركة شباب 6 إبريل، جماعة الإخوان المسلمين، حركة شباب من أجل العدالة والحر».