ما حدث في محافظة المنوفية أثناء العيد من حالات تسمم بسبب تلوث المياه مشهد يتكرر منذ سنوات ولن ينتهي إلا بتوفير بيئة صحية نظيفة للمواطن كما ينص ميثاق حقوق الإنسان. هذا الحق الآدمي شغل بال الملياردير الأمريكي الشهير بيل جيتس فقرر أن يساعد البشر علي الحصول علي أبسط حقوقهم الآدمية، فأعلن عن مسابقة لتصميم »تواليت« صحي اقتصادي يستفيد منه 5.2 مليار شخص يعانون من عدم وجود صرف صحي آمن. ورصد جيتس مؤسس شركة »مايكروسوفت« من خلال مؤسسته الخيرية مبلغ 073 مليون دولار للباحثين من مختلف دول العالم لابتكار مرحاض لايعتمد علي مياه نظيفة أو كهرباء أو نظام تعقيم، ولا ينتج عنه ملوثات ويفضل أن يولد طاقة ولا تزيد تكلفة تشغيله عن 5 سنتات يوميا. ولاشك ان ابتكار نظام جديد للصرف الصحي سيؤدي لتحسين نوعية الحياة والحفاظ علي البيئة من التلوث.. كما ان »السيفون« المستخدم حاليا يهدر أطنانا من المياه النظيفة الصالحة للشرب سنويا في الوقت الذي يواجه فيه العالم مشكلة ندرة المياه ويعاني الملايين من تلوثها واختلاطها في الآبار بالصرف الصحي مما يؤدي لحالات التسمم والاصابة بالأمراض. وقد عرض الباحثون أفكارا مبتكرة لتنفيذ المشروع المتوقع خروجه للنور خلال ثلاث سنوات، ومنها تحويل المخلفات الصلبة إلي طاقة أو إعادة تدويرها وتحويلها إلي مواد يمكن الاستفادة منها في تغذية الحيوان أو مياه الري أو استخدام الكيمياء والهندسة للتخلص النهائي من المخلفات. ويكتسب هذا المشروع أهميته ليس لاحترام آدمية الإنسان وحقه في الحياة في بيئة نظيفة فحسب بل لحمايته من الأمراض الناتجة عن الصرف الصحي غير الآمن والتي يعاني منها نصف عدد المحتجزين بالمستشفيات في الدول النامية، كما تتسبب في وفاة 5.1 مليون طفل سنويا نتيجة الاسهال وفقا لتقديرات الأممالمتحدة. ويعتقد العلماء أن كثيرا من هذه الوفيات يمكن تجنبها بتوفير بيئة صحية ومياه شرب آمنة وتحسين الصحة العامة.