عندما تصيبني حالة من الملل أو الحزن ، وشعور بقلة الحيلة تجاه مشاكل خارجة عن نطاق عقلي، ابحث عن كتاب غريب او طريف أقرأه، ولأني في الصيام افقد نصف تركيزي الذهني ونصف قوتي البدنية فلم استطع القيام من مقعدي والوقوف أمام مكتبتي الضخمة لاختيار الكتاب المناسب الذي يأخذني من حالة التجمد النفسي التي اصابتني من هول ما حدث علي الحدود المصرية مع العدو الاسرائيلي وذهاب ضحايا مثل الورد غدرا وهم يتناولون إفطارهم، أخذت أقلب في صفحات الفيس بوك فازداد حزني وقادتني أناملي للبحث عن المدونات الادبية ربما اجد في تصفحها شيئا يخفف مما بداخلي وتوقفت عند مدونة بعنوان " شمس النهار" وأخذتني من حالتي قليلا لخفة دم صاحبها، ولفت نظري كتابته لقصة طريفة أحببت أن الطشها علي حد تعبير المدون كما لطشها هو من صديق له وهذا نصها طبق الاصل: يقول معلم اللغة العربية: في إحدي السنوات كنت ألقي الدرس علي الطلاب أمام اثنين من رجال التوجيه لدي الوزارة، الذين حضروا لتقييمي، وأثناء إلقاء الدرس قاطعه أحد الطلاب قائلاً : يا أستاذ اللغة العربية صعبة جداً!! وما كاد هذا الطالب أن يتم حديثه حتي تكلم كل الطلاب بنفس الكلام وأصبحوا كأنهم حزب معارضة، سكت المعلم قليلاً ثم قال: حسناً لا درس اليوم، وسأستبدل الدرس بلعبة!! فرح الطلبة.. رسم هذا المعلم علي السبورة.. زجاجة ذات عنق ضيق.. ورسم بداخلها دجاجة.. ثم قال: من يستطيع أن يخرج هذه الدجاجة من الزجاجة ؟ بشرط ألا يكسر الزجاجة ولا يقتل الدجاجة !! فبدأت محاولات الطلبة التي باءت بالفشل جميعها..وكذلك الموجهان فقد انسجما مع اللغز.. وحاولا حله ولكن باءت كل المحاولات بالفشل! فصرخ أحد الطلبة من آخر الفصل يائساً: يا أستاذ لا تخرج هذه الدجاجة إلا بكسر الزجاجة أو قتل الدجاجة.. فقال المعلم: لا تستطيع خرق الشروط،، فقال الطالب متهكماً: إذا يا أستاذ قل لمن وضعها بداخل تلك الزجاجة أن يخرجها كما أدخلها.. ضحك الطلبة.. وقطع ضحكتهم صوت المعلم وهو يقول: صحيح.. صحيح.. هذه هي الإجابة!! من وضع الدجاجة في الزجاجة هو وحده من يستطيع إخراجها .. كذلك أنتم!! وضعتم مفهوماً في عقولكم أن اللغة العربية صعبة.. فمهما شرحت لكم وحاولت تبسيطها فلن أفلح إلا إذا أخرجتم هذا المفهوم بأنفسكم دون مساعدة.. كما وضعتموه بأنفسكم دون مساعدة !!يقول المعلم: انتهت الحصة وقد أعجب بي الموجهان كثيراً !! وتفاجأت بتقدم ملحوظ للطلبة في الحصص التي بعدها.. بل وتقبلوها قبولاً سهلاً يسيراً!! هذه هي قصة ذلك المعلم، الطلاب وضعوا دجاجة واحدة في الزجاجة فكم دجاجة وضعنا نحن في حياتنا!؟