أحسب أن الوقت قد حان الآن كي نعدل من المنظور التقليدي الذي ننظر به، نحن عموم الناس وخاصتهم، إلي زيارات الرئيس السيسي للعالم الخارجي، وخاصة إلي الدول المتقدمة والأخري المنطلقة علي طريق النمو والتقدم بسرعة الصواريخ العابرة للقارات،...، والتي منها علي سبيل المثال وليس الحصر اليابان وكوريا الجنوبية وأيضا الصينوالهند. وقد ذكرت هذه الدول بالذات نظرا لما كان بيننا وبينهم من تقارب وتشابه نسبي، علي المستوي الاقتصادي والاجتماعي والتصنيف الدولي منذ زمن ليس بالبعيد،...، وما طرأ علي ذلك من متغيرات خلال السنوات القليلة الماضية، باعدت بيننا وبينهم وجعلت هناك فارقا ومساحة ليست بالقليلة، علي المستوي الاقتصادي والتكنولوجي والتقدم العلمي والوفرة الإنتاجية،..، وذلك يعود إلي أن هذه الدول انطلقت علي طريق التقدم والنمو، بينما توقفنا نحن لأسباب عدة. كما ذكرتها أيضا علي اعتبار أن جولة الرئيس السيسي الأخيرة والتي مازلنا نعيش أجواءها وننظر في نتائجها شملت اليابان وكوريا الجنوبية، وقبلها كان الرئيس الصيني في القاهرة علي رأس وفد كبير، كما كانت الهند محطة زيارة من الرئيس السيسي منذ شهور، وهي بالقطع محل صداقة واهتمام مصري قديم ومتجدد. والعادة التي درجنا عليها في النظر لهذه الزيارات، هي قصر الاهتمام والتركيز علي ما يعلن عنه من اتفاقيات وتعاقدات، وما يتم التوقيع عليه من مشروعات أو قروض أو مساعدات اقتصادية،...، وهذا شيء جيد ولا يجب التقليل منه علي المستوي الرسمي، ولكنه ليس كافيا علي المستوي الشعبي العام والخاص علي الإطلاق. ولكن بجوار ذلك وإضافة إليه هناك أمر مهم لابد أن ننتبه إليه كشعب ولابد أن ننظر إليه بكل الجدية، نحن عموم المصريين وخاصتهم،...، وهو ادراك أن هذه الدول تقدمت وتلك الشعوب انطلقت علي طريق النمو والحداثة والقوة الاقتصادية والتكنولوجية، بالعمل والمزيد من العمل، والالتزام المنضبط والجاد بالمسئولية الوطنية والقيم الاجتماعية والأخلاقية،...، وهذا هو المنظور الذي يجب أن ننظر به إلي هذه الدول حتي نفهم أسباب تقدمها ونموها،..، لعلنا نسير علي نفس النهج ونسلك نفس الطريق حتي نستطيع بناء مصر الحديثة.