كارتة المواقف.. إتاوة ام حق مشروع يعود للدولة؟! «الكارتجية» مجموعة من البلطجية أسسوا دولة خاصة بهم للاستيلاء علي قوت الفقراء بدعوي حمايتهم فلا يوجد سائق ميكروباص لا يضطر إلي دفع الإتاوة لهم تحت مسمي «كارتة» الكارتجية جعلوا كلمتهم نافذة علي الجميع ولا يقدر احد علي مخالفتها لان المصير معروف خناقات قد تمتد إلي تكسير السيارات، حكموا قبضتهم علي المواقف العشوائية والحكومية وفرضوا مبلغ جنيه عند كل «نقلة» أو كل مشوار ليجمعوا مبلغ 500 جنيه في 12 ساعة فقط. يعمل في الموقف اثنان من البلطجية ليصبح كل موقف يحصل منه ألف جنيه في اليوم ليبلغ الاجمالي الشهري 30 الف جنيه في ظل قبضة امنية متراخية «الأخبار» قامت بجولة علي عدة مواقف لكي ترصد سلوكيات مافيا الكارتجية وكيف يفرضون الإتاوة علي الجميع دون اعتراض؟ والمشاكل التي يتعرض لها السائقون، وما يترتب عليها من مشاكل للركاب وتعطيل مصالحهم.. وعرضنا القضية علي المسئولين بجهاز السرفيس بالقاهرة والادارة العامة للمرور. البداية كانت من موقف الجيزة وأول مشهد تشاهده عندما تضع قدميك في الموقف يلفت انتباهك شخص ب «شبشب» متهالك وفي يده سيجارة يشير للسائق بالتوقف ويمد يديه في وجهه مطالبا بالمعلوم وفي محاولة يائسة من السائق يخرج علبة السجائر من «التابلوه» ليخرج منها واحدة حتي يؤجل إعطاءه المبلغ إلي الدورة «الجاية» ولكن يصبح الحال مأساويا اذا اصر الكارتجي علي المعلوم حيث يتم استخدام الأسلحة البيضاء والخرطوش إذا تطور المشهد إلي خلافات حال سائقي الميكروباص الذين يعانون من «الإتاوة»، أو ما يطلقون عليها «الكارتة» حمل احمد محمود «سائق» علي الطريق الدائري الداخلية بأنها السبب في تمكين البلطجية من العبث بالأرواح والممتلكات وقال إنه يدفع تقريبا 30 جنيها يوميا لأشخاص لا يعرف هويتهم يطالبونه بمبلغ معين من الجنيهات ولا يملك إلا أن يعطيه لهم لان الرفض معناه خناقات وقد يتطور الامر إلي ماهو اسوأ. آلة حادة ويضيف زميله أحمد السيد بأنه يحتفظ في سيارته بآلة حادة تحسبا لمقاومة هؤلاء إذا تجرأوا عليه وقال إنه لا يفقد شعوره بالخوف وهو يسير بالركاب علي الدائري، ولكنه يضطر هو الآخر لدفع الإتاوة حتي لا يتم السطو علي السيارة وإتلاف محتوياتها فضلا عن روحه التي لا يملك غيرها.. وأضاف محمود الجندي - مهندس- أنه تضرر كثيرا من أحوال مواقف الميكروباصات ولم يكن في وسعه سوي تبليغ قسم شرطة إمبابة عن هؤلاء الاشخاص تضامنا منه مع السائقين ولم يجد أي رد فعل علي شكواه. انتقلنا إلي موقف حلوان فالوضع لم يتغير كثيراً.. البلطجة وفرض الاتاوات تسيطر علي المشهد هذا ما اكده أحمد محمد سائق الميكروباص في موقف حدائق حلوان قائلا : اخرج من بيتي الساعة 6 صباحاً، أقضي وقتاً علي الطريق أكثر مما اقضيه في بيتي، لدي الكثير من المشكلات أهمها السولار، وهذا ما اتفق عليه كل السائقين تقريبا، وأيضا «الإتاوة» أو» الكارتة» حيث يكون هناك شاب في ال 25 من العمر، لايسمح هو وأخواته لأحد بالمرور دون دفع الإتاوة، وتقدر يوميا بخمسة جنيهات، أو جنيه واحد علي كل « طلعة»علي حد تعبيره وأضاف أنه اتفق من قبل هو وكل من في «الموقف»، علي الإبلاغ عنهم ولكنهم فيما بعد يترددون خشية انتقام هذا الشاب، حيث سبق ان قام هذا الشاب ومن معه بالتعدي علي بالضرب وأشار إلي أن بعض السائقين يتجهون لرفع تكلفة الأجرة علي الركاب لكي يقوموا بتعويض ما يأخذه البلطجية في «الموقف»وهو ما يدخلهم في الكثير من المناوشات مع الركاب، «نعمل إيه غصب عننا لازم نعوض اللي خده البلطجي في الإتاوة».. واتفق معه محمد شعبان سائق بموقف حدائق حلوان، مؤكدا أيضا أن «الإتاوة» هي أكبر مشكلاتهم حيث سبق وأن قام كل السائقين بعمل إضراب لمدة يوم للتخلص من هذا الوضع، ولكن كل شيء كما هو ولم يتغير شيء، لذلك قرروا رفع الأجرة علي الركاب، وعلي المتضرر اللجوء إلي القضاء أو التظاهر. عبد المنعم رياض وإلي موقف عبد المنعم رياض خط القناطر الخيرية حيث سطوة الكارتجية الذين يعملون تحت سمع الحكومة وعلي مرأي من رجال الشرطة اضاف محمد السيد، سائق بموقف عبد المنعم رياض، إنه لا يوجد موقف خال من أخذ «الإتاوة» والبلطجية ولا يستطيع أحد أن يمر دون دفع الإتاوة، وعلي كل سائق أن يدفع 4 جنيهات علي كل الوردية وربما أكثر، وإذا رفض أحد الدفع يمنع من العمل داخل الموقف، ولا يستطيع أحد أن يعترض علي هذا لأن بحوزتهم أسلحة. ضغوط شديدة وقال علي رضا- سائق - هناك كثير من الضغوط الواقعة علي عاتقي، بدءا من أسرتي التي تحتاج إلي المال لسد احتياجاتها، مرورًا ببلطجية الموقف الذين يفرضون عليّ الإتاوات، ولا أستطيع أن أرفض حتي لا أتعرض إلي الخطر. وقال أحمد محمد - سائق - إنه رغم العلاقة السيئة بين السائقين والشرطة فإن غيابهم عن الشارع جعل الأمور أصعب بالنسبة لكل السائقين، وتمني عودة الشرطة إلي الشارع؛ لحمايتهم من البلطجة وسرقة أموالهم، وأحيانا سيارتهم. كارته مجمعة اكد اللواء عمرو جمجوم المدير التنفيذي لمشروع السرفيس بمحافظة القاهرة ان نظام الدفاتر والبونات «تم الغاؤها» و لا يمكن العودة مرة أخري لنظام البونات، نظرا للتلاعب الذي كان يتم من خلال هذا النظام حيث كان موظفو البونات يستوقفون السيارات لدفع البون. وقال العقيد مصطفي ابراهيم رئيس غرفة العلميات بالادارة العامة للمرور ان مشروع السرفيس هو المسئول عن الكارتة مضيفا انه تم استخراج «الكارتة المجمعة» للسواقين للقضاء علي تلك المشاكل موضحا انه علي السائقين الذين يتعرضون لسطو الكارتجية ان يتوجهوا إلي اقرب ضابط متواجد في الشارع او اقسام الشرطة للابلاغ عنهم ليتم اتخاذ الاجراءات القانونية ضد هؤلاء الأشخاص.