رفض رئيس الوزراء الفرنسي «مانويل فالس» مبدأ وضع نظام لحصص دائمة لتوزيع اللاجئين عبر أوروبا مما يضع باريس علي خلاف مع ألمانيا قبل قمة مقررة الخميس القادم لمناقشة أزمة الهجرة في الاتحاد الأوروبي. وقال فالس علي هامش مؤتمر الأمن في ميونيخبألمانيا إن فرنسا ستلتزم بتعهدها بقبول 30 ألف لاجيء من بين 160 ألف لاجيء وافقت الدول الأوروبية علي تقاسمهم فيما بينها ولكنها لن تقبل أعدادا إضافية. وقال إن فرنسا تسلمت 80 ألف طلب لجوء العام الماضي وهي تواجه صعوبات بشأن تطرف الشبان وارتفاع معدل البطالة. ومن المتوقع أن تحث المستشارة الألمانية «انجيلا ميركل» الشركاء الأوروبيين علي قبول اللاجئين خلال اجتماع يعقد الخميس. ونقل تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية عن محللين أن ميركل تبدو غير قادرة علي فرض سياستها في مجال الهجرة، وذلك إثر تخلي فرنسا عنها بينما تبدي دول أوروبا الشرقية تحديًّا لها. وعلي الصعيد الداخلي، تواجه المستشارة تراجعاً في استطلاعات الرأي ومعارضة متزايدة لسياستها التي فتحت أبواب ألمانيا لأكثر من مليون طالب لجوء عام 2015. وفي مواجهة ذلك وعدت ميركل الألمان بحل أوروبي لخفض تدفق اللاجئين عبر فرض حصص إلزامية لتوزيع المهاجرين علي دول الاتحاد الأوروبي. لكن مع اقتراب موعد قمة القادة الأوروبيين في بروكسل، بات حلفاؤها في هذا الاقتراح قليلون. وتواجه ميركل معارضة في أوروبا الشرقية. وإزاء عجزها عن تشكيل إجماع أوروبي، أعلنت المستشارة أن مجموعة من الدول «المتطوعة» يمكن أن توافق علي تقاسم المزيد من اللاجئين، مقابل تشديد أنقرة مكافحتها لمهربي البشر. وستجتمع هذه الدول التي لم تحددها المستشارة مع تركيا علي هامش القمة. وفي علامة أخري علي الانقسامات الأوروبية العميقة بشأن تدفق المهاجرين واللاجئين قال روبرت فيكو رئيس وزراء سلوفاكيا إن ألمانيا احتجت علي خطط زعماء دول شرق أوروبا لمساعدة مقدونيا وبلغاريا علي إغلاق حدودهما مع اليونان التي تعد نقطة دخول مهاجرين كثيرين إلي الاتحاد الأوروبي. ووصف رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف السياسة الألمانية ب»الغباء». علي صعيد أخر، قالت مصادر إعلامية ألمانية استناداً لبيانات المركز التعاوني للاستراتجيات وتحليلات مكافحة الهجرة غير الشرعية أن ما لا يقل عن ألفي عراقي غادروا ألمانيا بشكل طوعي بسبب تذمرهم وعدم تحقق ما وعدهم به المهربون. ويحتل العراق المرتبة الثالثة بين الدول التي يتوجه منها مهاجرون إلي ألمانيا، بعد سوريا وأفغانستان.