استقلوا القطار من محطات مختلفة، لكنهم كانوا علي موعد واحد مع الخطر. وبدلا من أن يصل كل منهم الي وجهته فوجئ بالحادث يقطع طريقه، ويحدد له موعدا مع الموت، لكن عناية الله أنقذت أرواحهم، بعد ان أصبحت «الإصابة» في حوادث القطارات أمنية اذا ما قورنت بالموت. «الأخبار» التقت بعدد من المصابين وتابعت معهم تفاصيل الحادث، وأجمعوا علي ان السرعة الطائشة كادت تسرق أرواحهم. يوضح محمد علي «مجند» انه استقل القطار من أسيوط، وبالقرب من قرية الشناوية اهتزت العربات بشدة قبل ان يستمع الركاب لصوت ارتطام مرتفع، ويضيف: تبينا بعد ذلك ان القطار اصطدم بحاجز خرساني .. ويؤكد محمد رزق (35 سنة) الروايات السابقة، فقد ركب القطار من المنيا، ولاحظ انه يسير بسرعة كبيرة، وعند مدخل مدينة بني سويف كان متوقعا ان تقل السرعة لكنها زادت، وبعد 7 كيلو مترات توقف القطار فجأة وانطلق صراخ الركاب في العربة التي كان يستقلها، ويواصل: قمت بالقفز في ترعة الإبراهيمية المجاورة لشريط السكة الحديد، لم أهتم بامتعتي وأوراقي لأن الحفاظ علي حياتي اهم، وعندما خرجت من الترعة شاهدت العزبة الملاصقة للجرار وقد اقتحمت جدار مرتفعا واستقرت قوته.. ويتابع شعبان احمد تمام من محافظة سوهاج: ركبت القطار في طريقي الي القاهرة للبحث عن فرصة عمل، بعد عودتي من دولة ليبيا لفشلي في العمل هناك، وبالقرب من موقع الحادث فوجئنا بانحراف القطار الي الجانب الايسر بعدها سمعنا صوت ارتطام شديد قبل محطة ناصر بمائة متر. وقال خسرت كل الفلوس اللي معايا ومش عارف راحت فين ولا هعمل إيه وربنا يعوض علي.. ويؤكد سعيد أحمد من مركز أبو تشت، ان القطار خرج من محطة بني سويف بسرعة فائقة، وبعدها فوجئ الركاب بحدوث ارتطام شديد، وحدث هياج بين الركاب، وبعضهم قفز من القطار، والباقي اتقلب علي بعضه ووقع الكثير من الركاب وأضاف: سمعنا صوت فرملة كبيرة، وعرفنا بعدها ان القطار كان داخل التخزين، بس تخزين إزاي وهو داخل بالسرعة دي.. وأشار الي انه لم يشعر بأي شيء بعد ذلك الا بعد وصوله مستشفي ناصر المركزي، وتابع: «إحنا ملناش تمن في البلد دي، القطارات متهالكة وغير آدمية، وبنتسرق فيها، لكن كمان نموت بسبب خطأ هايتوه بين المسئولين». ويروي محمود سعيد انه كان قادما من أسيوط للقاهرة، للاتفاق علي شراء أدوات مدرسية، لمكتبته بمركز ديروط واضاف انا رحت المحطة عشان اركب القطار المكيف، لكن ملقتش حجز كالعادة، وفي الوقت ده جه القطار المميز، وركبنا فيه، والقطار كان ماشي بسرعة فائقة وبعد خروجه من محطة بني سويف فوجئنا انه دخل في تحويله التخزين، ولم يهدئ السرعة حتي شعرنا بالارتطام.