ويتواصل الحديث عن مدينة كالجاري النفطية الكندرية. بدأت معالم كالجاري تتضح قرب منتصف العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين.. مباني وسط المدينة- وهي محدودة جدا- ومباني المنتجعات المختلفة التي راحت تأخذ اسماء اقرب ما كان معروفا علي هذه الارض وترتبط إلي حد بعيد جدا بالشخصيات والاحياء التي كانت موجودة قبل دخول المستوطنين الجدد اليها.. وقد حصلت عملية تخطيط كالجاري علي الاعجاب العالمي باسلوب انشائها مما جعلها تحصل علي الدرجة الثانية او الثالثة بين اهم خمس مدن في الدنيا كلها. كذلك في اسلوب حفظ الامن والتخطيط للمواصلات والحدائق والمتنزهات إلي غير هذا. وأصبحت كالجاري مدينة بترول المستقبل قبلة لكل مهندس وشركات البترول في العالم بحيث احتلت هذه الشركات معظم المباني العملاقة في وسط المدينة.. لكن البترول او الاهتمام بالبترول لم يدم طويلا خاصة عندما بدأت اسعار هذا البترول تهبط من 120 دولارا امريكيا للبرميل الواحد إلي ما يقترب وبسرعة من اربعين دولارا فقط. حدث هذا في اواخر سنة 2014 وبداية 2015 مما ضرب الحياة والاعمال في كالجاري ضربة قاسية. وتحولت كالجاري من مدينة مستقطبة للشباب والمهندسين والشركات العاملة في مجالات البترول المختلفة إلي مدينة طاردة لكل هذا.. بدأت البيوت علي ارض كالجاري لا تجد لها مشترين.. بل راحت بيوت كثيرة تعرض للبيع من كل الذين يريدون ان يتحولوا من كالجاري إلي اماكن اخري سواء في كندا او غير كندا بحثا عن اعمال اخري !.. شركات البترول تعلن كل يوم عن توفير المهندسين والعاملين في كل مجالات البترول- والتفكير مرة اخري من قبل هؤلاء المهندسين للبحث عن اتجاهات اخري يستطيعون العمل فيها.. ولا احد يعرف او يستطيع ان يتنبأ بموعد انتهاء ازمة البترول ولا احد حتي يعرف من الذي يحارب من في هذه العملية الاقتصادية المهمة لكل الصناعات في كل الدنيا!.. سقوط رئيس الوزراء حتي ان هذه الازمة فعلا قد اثرت في العملية السياسية في البلاد- نعم ازمة كالجاري - التي جاء منها او يعيش فيها وعلي ارضها رئيس الوزراء «المحافظ» ستيفي هاربر.. والذي لم يستطع او لم يعرف كيف يخطط للأزمة في بلاده - لم يستطع ان يقتصد شيئا من اموال البترول ليوم اسود يجيء.. مما جعل كالجاري تبدأ العيش في ايام حالكة السواد.. قام شباب كندا كلهم- في الشرق او في الغرب او حتي في وسط كندا وشمالها ينادون بضرورة التغيير- وعاشت كندا ايام صراع حزبي شديد علي مدي الاعداد للانتخابات. وبرز الحزب الليبرالي بزعامة جستون ترودو صاحب الثلاثة والاربعين عاما- والذي استطاع ان يستقطب الشباب جميعا من انحاء البلاد ليقفوا خلفه صفا واحدا- حتي جاء وقت الانتخاب- فاذا بترودو يستقطب معظم الاصوات وليضرب هاربر الذي ظل في الحكم عشر سنوات واكثر ضربة قاسية اطاحت به تماما- وتولي رياسة الوزراء الشاب ترودو والذي بدأ بتشكيل وزارة جديدة لحكم كندا اختار لها من كل الطوائف. سواء الرجال او النساء جاء بسيدات من كل المهارات ليشكلن لاول مرة نصف عدد الوزراء في حكومته- كما جاء بكل الاتجاهات. حتي من ابناء كندا الاصليين- وجاء بوزير علي كرسي متحرك- لكنه صاحب افكار.. كل ابناء كندا- يدخلون الوزارة بشكل او بآخر ليعملوا جميعا جنبا إلي جنب ودون تفرقة.. وفي اليوم الذي احتفلت فيه كندا بحكومتها الجديدة- كانت انظار العالم كلها تتجه إلي كالجاري - هذه المدينة الحديثة التي تفجرت في ارضها ابار البترول الرملي والتي اصبحت قبلة للدنيا كلها من ناحية الاحتياطي البترولي العالمي - مرة اخري اتجهت اليها انظار الدنيا عندما اسقطت نظام رئيس الوزراء هاربر- وأتت ب ترودو- لتنظر ماذا يستطيع ان يعمل في مستقبل هذه الدولة- كندا- الدولة الواعدة بعدد ابنائها ال 130 مليون كندي - الذين يمثلون اسلوبا فريدا في العمل بين ابناء الدنيا جميعا. وللحديث بقية!