كنز أثري في مدرسة السلام في أسيوط لم يسمع به أحد، وربما أهالي المحافظة أنفسهم، وتتنوع محتويات ذلك الكنز بين كافة العصور التاريخية لمصر، بينها مومياء كاملة للأميرة «هاتور مت حتب» التي كانت تعيش في أخميم في القرن الثامن قبل الميلاد، و365 من تماثيل الأشاثبي يمثلون عددا من العبيد بعدد أيام السنة، إضافة إلي أدوات تكفين كاملة وبعض الأختام الملكية وتمثال حورس من الحجر البازلت يرجع للعصر البطلمي. ولا يقتصر الكنز علي ذلك، حيث توجد فيه العديد من آثار العصر القبطي منها قطع بشيح من القرن الرابع الميلادي، ونسخة من الكتاب المقدس من القرن السابع عشر، ونسخة من مزامير داود باللغة العبرانية والعديد من العملات المعدنية، إضافة إلي قطع من الآثار الإسلامية منها نسخة مصحف من القرن الثالث الهجري وقطعة من كسوة الكعبة وآلات وترية وأجزاء مثبتة من العصر العثماني، إضافة إلي قطع أثرية من السودان معظمها من الأسلحة. كل هذا الكنز موجود في متحف خاص بالمدرسة التاريخية التي يعود عمرها إلي عام 1875 في بداية التعليم الأجنبي في مصر، وكان بها مدرسة داخلية للبنات حتي غير اسمها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إلي اسم مدرسة العروبة للبنين ثم عاد اليها اسمها الذي هو نفس اسم العديد من الفروع الأخري في المحافظات. أما حكاية الكنز، فقد تم افتتاح متحف بالمدرسة صاحبة الطراز المعماري الخاص والذي أهداه سيد بك خشبة، وكان الرجل وهو من كبار تجار أسيوط مولعا بالآثار، وعمل مع مهندس انجليزي عام 1914 في التنقيب، ولما كان من حقه وفق قوانين هذه الأيام الحصول علي نصف ما عثر عليه، قام بإهداء نصيبه إلي المدرسة بعد أن أقام متحفا في قصره بأسيوط وحضر افتتاحه المندوب السامي البريطاني. وتمر السنوات، ويدخل المتحف في النسيان، رغم مقتنياته الفريدة، وكما يقول لنا أحمد عوض مدير عام آثار وسط الصعيد، فقد ضاق المتحف بما فيه وخاصة من الآثار السودانية التي حصل عليها سيد بك خشبة بعلاقاته الوطيدة مع التجار السودانيين. كما يحتاج المتحف أيضا إلي الترميم، واقامة مخازن مجهزة للآثار حبيسة الأدراج، كما يقول الدكتور محمد أبو رحاب مدرس العمارة والآثار الإسلامية بكلية آداب أسيوط، والذي يدعو أيضا إلي تصميم كتالوج جديد لكل قطع التحف والترويج لذلك. المتحف الذي لا يعلم عنه أحد شيئا، ولم ينس أن يحذر من اختيار المحافظة قصر اللكسان باشا لاقامة متحف لكل آثار المحافظة. ويقول: القصر قريب من النيل وستؤثر الرطوبة سلبا علي الآثار، خاصة وأنه معد للسكن وليس كقاعات للعرض. أسيوط - محمد منير