تعد محافظة أسيوط صاحبة أول وأقدم حضارة في تاريخ البشرية؛ حيث تعتبر الآثار الموجودة بدير تاسا أقدم حضارة لما قبل التاريخ، وصاحبة أول كنيسة دشنتها العائلة المقدسة أثناء رحلتها إلى مصر؛ هربًا من بطش الرومان، وهي كنيسة السيدة العذراء مريم بالدير المحرق بالقوصية «شمال أسيوط». من جانبه قال الدكتور أحمد عوض، الخبير الأثري، مدير عام هيئة الآثار بأسيوط ووسط الصعيد: محافظة أسيوط يوجد بها أكثر من 50 موقعًا أثريًا تمثل تاريخ مصر عبر العصور المختلفة من الفرعوني والقبطي والإسلامي والحديث، ورغم ذلك لا يوجد بها متحف قومي يخضع لوزارة الآثار. وأشار «عوض»، إلى أن قصر ألكسان باشا الذي صدرت قرارات منذ سنوات، بتحويله إلى متحف يضم آثار المحافظة، ما زال ينتظر رحمة المسئولين للإفراج عنه - حسب وصفه. وقال الدكتور أحمد عوض: إن افتتاح المتحف القومي الأثري لقصر ألكسان يحتاج إلى 5 ملايين جنيه، وإن الوزارة لم توفر ذلك المبلغ بعد. وأضاف الدكتور عماد إدريس، بقسم الآثار بكلية الآداب في جامعة أسيوط، أن المحافظة يوجد بها مخزن متحفي بقرية شطب، ويجمع آلاف القطع الأثرية داخله، ولا يتم فتحه إلا للمختصين من علماء الآثار وأعضاء هيئة التدريس. ويعد قصر ألكسان باشا الموجود بمدينة أسيوط، تحفة فنية معمارية وقيمة حضارية للمحافظة، تم إنشاؤه عام 1910 م، على مساحة تبلغ 7000 متر مربع، والأرض المقام عليها هي ملك للدولة، وتتبع القصر حديقة خاصة به تطل على نهر النيل بأسيوط، فهو يقع بشارع كورنيش النيل بالقرب من مبنى ديوان عام محافظة أسيوط. وشارك في بناء القصر فنانون أوربيون من جنسيات مختلفة منهم الفرنسيون والإيطاليون والإنجليز، ما أكسبه تنوعًا فنيًا وجماليًا وحضاريًا بين معالم أسيوط المختلفة، وهو يتكون من طابقين، وتضم واجهاته زخارف متميزة على الطراز الإغريقي، ويحيط بشبابيك القصر كرانيش بارزة، ولكن القصر تحول الآن إلى بيت للأشباح وتملأ جوانبه بيوت العنكبوت، وتحولت حديقته الخضراء إلى أرض يابسة جرداء بعد صدور عدة قرارات بتحويله إلى متحف أثري منذ ما يزيد على عامين وبعد أن تسلمته شرطة الآثار. وكان محافظ أسيوط السابق اللواء إبراهيم حماد، وجه خطابات لوزارة الآثار لترميم عدد من المناطق الأثرية بالمحافظة، وصدر منذ أعوام قرار المجلس الأعلى للآثار بتسجيل قصر ألكسان باشا ضمن الآثار الإسلامية، وتم تخصيص 18 مليون جنيه لتحويله إلى متحف قومي لمحافظة أسيوط، شاهد على ملامح عصر كامل تميز بالإبداع والرقي الحضاري، لكن بقيت تلك القرارات داخل الأدراج المغلقة، ولم يتم ترميم القصر أو تحويله إلى متحف قومي أثري يوضح تاريخ المحافظة، وتم الاكتفاء بتعيين حارس من قبل وزارة الآثار لحراسته. وقام مجلس الوزراء بنزع ملكيته من الورثة من أجل المنفعة العامة، ورغم ذلك لم يتخذ أي قرار على أرض الواقع لافتتاحه كمتحف أثري أمام الزوار، ورغم حضور وزير الآثار محمد إبراهيم وقتئذ والإعلان عن تحويله إلى متحف، لكن لم تترجم هذه التصريحات إلى أفعال. متحف الآثار المصرية ويقع متحف الآثار المصرية داخل محيط مدرسة السلام الخاصة بمدينة أسيوط التي كانت تعرف بكلية الأمريكان، التي أسسها جون هوك «اسكتلندي الجنسية»، عام 1865 بجوار ترعة الإبراهيمية، وانتقلت باقي الأقسام إليها في موقعها الحالي بداية من القرن العشرين وهي تقع بجوار ميدان الحرب والسلام أمام مجمع محاكم المحافظة في موقع متميز لا يبعد كيلومترًا واحدًا عن قصر ألكسان باشا. ويرجع تاريخ متحف مدرسة السلام لما يقرب من 100 عام، وأهدى خشبة باشا العديد من القطع الأثرية للمدرسة الملكية ومنح العديد من محتوياته كهبة أثرية منذ أيام الملكية حسب ما قاله الدكتور عماد إدريس، والمتحف مقام على أرض ذات ملكية خاصة. ويتكون المتحف من حفائر اكتشفها العلماء الأجانب من بداية القرن العشرين وعدد كبير من القطع الأثرية وهي 400 قطعة وآثار من العصر الفرعوني من أمثالها أوان فخارية بأحجام مختلفة وتماثيل لبعض الآلهة الفرعونية وأوعية لحفظ أحشاء الموتى ومومياء لسيدة وأخرى لرجل، وآثار من العصر القبطي عبارة عن نسيج قبطي من القرن الرابع الميلادي، وشواهد قبورية باللغة القبطية وبعض الأيقونات من العصر القبطي.