د. جابر البلتاجى لو كان هذا الرجل في بلد آخر لصنع له التماثيل تقديرا لقامته الفنية والعلمية الكبيرة، لكنه دخل عش الدبابير محاربا الفساد فأصبح مغضوبا عليه، لابد ان يتم تهميشه وعقابه علي تجرئه علي فتح ملفات الفساد بأكاديمية الفنون وتقديمها للنائب العام، انه الباريتون المصري العام د. جابر البلتاجي أستاذ الغناء الأوبرالي بأكاديمية الفنون، الحاصل علي ميدالية فيردي من إيطاليا 1975 وميدالية البولشوي 2004، ووسام فارس من الرئيس الإيطالي عام 2000، الذي كتب له د. ثروت عكاشة ورقة بخط يده يقول فيها «عندما استمعت إلي صوتك المجلجل يا جابر في حفل الأوبرا القديمة المأسوف عليها، توقعت لك مستقبلاً باهراً في الغناء الأوبرالي، أهداه الله سبحانه وتعالي إياك لمصر وسمعتها الفنية، وأعتبر أن استبعادك عن الغناء، في دار الأوبرا، كارثة فنية لا سيما بعد أن أطلت قامة مصر الفنية بالغناء في مسرح البولشوي وفوزك بميدالية هذا المسرح التليد، وحسبك ما وهبك الله من صوت ذهبي ملائكي وستظل باريتونا مصرياً قحاً خالداً في تاريخ الفن الأوبرالي»، وكتب فيه الراحل الكبير مصطفي أمين فكرة يقول له فيها «انزل يا جابر وغني في الشوارع ان كانت محاربتك للفساد والفاسدين تسد في وجهك الابواب الشرعية لكي تمتع الناس بفنك»، هذا الرجل صاحب القامة والقيمة تحدث لنا بكل مرارة وأسي معبرا عن حزنه لتدهور الثقافة في مصر. بدأ صرخته بأنه طلب مقابلة وزير الثقافة حلمي النمنم منذ 3 شهور، قالوا له في مكتب الوزير «اكتب ما تريد واترك تليفونك وسوف نتصل بك عندما يتم تحديد الميعاد»، يا للمهزلة لمن لا يعرفون قدر الرجل ومكانته العالمية، وأضاف «أخبرني د. أحمد سخسوخ انه التقي الوزير في معرض الكتاب وقال له ما حدث معي فعبر الوزير عن دهشته قائلا «قل له اني اتواجد في مكتبي قبل العاشرة منتظره في هذا الموعد»، ويستطرد قائلا « ذهبت لمكتب الوزير فقيل لي إنه سافر إلي الاقصر، وبعدها إلي بورسعيد، واصلت الاتصال بمكتبه فلا احد يرد». قلت له: «ولماذا كنت تريد مقابلة الوزير»، فقال بمرارة: لكي أكشف له مسلسل الفساد والتخريب والتجريف الثقافي الحادث في اكاديمية الفن ون في عهد رئيس الاكاديمية السابق، لكي أقول له إنني ممنوع من الغناء في الاوبرا بالقرار الغبي الظالم الذي يقول ان من خرج علي المعاش لا يعمل، لكي أقول له ان آخر مشاركة لي مع الاوبرا كانت عام 2009 في ثلاث حفلات بالقاهرة والاسكندرية ودمنهور وفوجئت بعدها بتلميذي رضا الوكيل رئيس الادارة المركزية بالاوبرا في هذا الوقت يعتمد لي 100 جنيه في الحفلة الواحدة. قلت له بالتأكيد هناك موقف غير مفهوم تجاهك لكي يتم معاملتك بهذا الاسلوب المرفوض، فقال: الموقف مفهوم منذ أن كان فاروق حسني وزيرا للثقافة، فقد قدمت ضده بلاغا للنائب العام عن اهدار 8 ملايين يورو في الاكاديمية المصرية بروما، وقدمت بلاغا آخر مدعما بالمستندات عن وقائع تهريب الآثار متورطا فيه الكبار، وواصلت نضالي ضد الفساد وقدمت ملفا كاملا لرئيس الوزراء السابق ابراهيم محلب بكل قرش تم اهداره في اكاديمية الفنون إلي جانب اهدار القيمة العلمية والادارية، وتوسمت فيه خيرا عندما تم ابلاغي بالتحقيق، ورحل محلب عن الوزارة ولم يحدث شيء تجاه الفاسدين ومن اهدروا المال العام. لدي الدكتور جابر البلتاجي من الملفات التي لا تستوعبها مساحة هذا الحوار، فهو مصرٌّ علي ان وزارة الثقافة بؤرة فساد، ولديه قناعة ان فاروق حسني مازال يحرك كل شيء في الوزارة من الخارج وقال انه واجه د. جابر عصفور وزير الثقافة الاسبق بذلك طالبا منه ان يفتح ملف اكاديمية الفنون التي اسسها ثروت عكاشة بتعليمات من الرئيس عبد الناصر وفق رؤية ثقافة استراتيجية اصبحت معدومة، وطلب منه زيارة الاكاديمية التي كان يزورها عكاشة مرتين في الاسبوع ليتوقف علي الانهيار الذي وصلت اليه، وقال ان ما يحدث في دار الاوبرا تدمير شامل للفرق الاوبرالية، حيث لا يتم الاستعانة بخبرات فناني مصر الكبار ويتم استقطاب فنانين من الخارج، واختتم حواره الصارخ بأنه ضحية عصر مبارك، ارتبط بمصر ورفض ان يفارقها، كان من الممكن ان تفتح له دول العالم التي تقدره ابوابها لينعم فيها برغد العيش لكنه لم يفعل لمواصلة كشف وتعرية ومحابة الفساد ما بقي له في العمر بقية! استمعنا لصرخات د. جابر البلتاجي وحق الرد مكفول للفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق لكل ما ورد بشأنه في هذا الحوار.