مصر الجميلة تتمتع بثراء وتنوع ثقافي يجذب القلوب ويخلب العقول، ويظهر ذلك بوضوح في واحة سيوة بقلب الصحراء الغربية، حيث فرضت حالة العزلة التي عاشتها الواحة لسنوات طويلة وطبيعة الصحراء من حولها نوعا مميزا من الملابس التي تشتهر بها. ويقول حمد خالد شعيب الباحث باطلس الفولكلور المصري ان الواحة تعد من أقدم الواحات المصرية ويقطنها 11 قبيلة وفرضت طبيعة الواحة نوعا مميزا لزي النساء، حيث لا تظهر المرأة كثيرا في الحياة العامة، ولا تخرج إلا للضرورة وتلف المرأة السيوية نفسها بثوب رمادي مصنوع من القطن الخفيف بسبب حرارة الشمس الشديدة في فصل الصيف حيث تصل درجة الحرارة الي 45 درجة مئوية وأهم شيء في العباءة التي ترتديها المرأة السيوية الا تظهر أي شيء من جسدها. ويضيف الباحث ان وجه المرأة السيوية يعبر عن ملامح الرضا بحياتها كما انها لاتطلب الكثير ويدلل علي ذلك بأنه عند المطر الذي يسقط نادرا في الشتاء تصعد النساء لاسطح المنازل لترديد الادعية الخاصة راجين ان يخفف الله المطر حتي لا تضر منازلهم المبنية بالكرشيف وهي المونة السيوي الممزوجة بالطين والملح، ويفرض تراث الواحة علي العروس ان تتزين بعمل 99 ضفيرة في شعرها ويصل حد الاتقان الي ان كل ضفيرة تحمل اسما من اسماء الله الحسني وتضع علي شعرها زيت الزيتون وتلونه بالحنة السيوي الشهيرة، وتتميز المرأة السيوية بتزيين ثوب الزفاف الذي لاتوجد به أي أحزمة ويتميز بوجود أغطية الرأس والطرح المشغولة، واقنعة الوجه المليئة بالمشغولات الفضية البيئية، أما ليلة الحنة فهي تبدأ عند العربس ثم يرسل جزءا منها الي العروس. وتمتاز واحة سيوة بخصوصية نحو المرأة حيث تشارك الفتيات حتي سن الثانية عشرة في الاحتفالات كاشفة نصف شعرها بينما لايسمح للمرأة المتزوجة بالخروج للطريق الا اذا غطت كل جسدها ووجهها بعباءة زرقاء تسمي الطرفوط ولا تسير في الطريق الا وهي مستقلة الكاروزة وهي العربة الخشبية التي يجرها الحمار.