وكيل تعليم الجيزة: لا تهاون في صيانة المدارس.. وسد العجز قبل الدراسة    وزيرة التضامن تفتتح أحدث حضانة مجهزة بدورات مياه لذوي الهمم بالعاشر من رمضان    «سويلم» يبحث سد العجز في عدد من الوظائف بالري    النائب العام ووزير المالية.. شراكة مؤسسية لدعم الاقتصاد الوطني وصون المال    رئيس مياه الغربية: متابعة جادة للمشروعات الجديدة لخدمة آلاف المواطنين    أخبار متوقعة ليوم الأحد الموافق 14 سبتمبر 2025    زعماء الدول العربية والإسلامية يبحثون غدا بالدوحة التطورات الأخيرة بالمنطقة    كوريا الشمالية تحذر أمريكا: التفاخر بالقوة في المكان الخطأ سيجلب عواقب وخيمة    «بين الاحتفال والتحريض».. تداعيات مقتل تشارلي كيرك تطارد أمريكيين (تقرير)    برنامج علاجي لسيف جعفر في الزمالك    نتائج قرعة الدور التمهيدي الثاني ل كأس مصر موسم 2025- 2026    تعذر وصول منتخب الكونغو الديمقراطية للمشاركة فى بطولة أفريقيا لشباب الطائرة    ضبط 290 قضية مخدرات و68 قطعة سلاح ناري خلال 24 ساعة    مصرع شخص على قضبان السكة الحديد في السويس    المتهم بقتل زوجته فى كرداسة يعترف بإنهاء حياتها بسبب خلافات أسرية.. تفاصيل    ضبط عاطل تعدى على سائق بعصا خشبية في العجوزة    إصابة شخص بطلق ناري في أسوان.. وتكثيف أمني لكشف ملابسات الواقعة    تأجيل محاكمة «موظف» متهم بالاختلاس في المنيا لدور نوفمبر    نوري بيلجي جيلان رئيسًا للجنة تحكيم مسابقة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي    تامر فرج: قدمت دورًا مختلفًا في «أزمة ثقة» ومشهد ضربي لملك زاهر بجد    نور النبوي يستعد لتصوير «كان يا مكان».. ويواصل صعوده نحو نجومية مختلفة    نجوم الفن حاضرون في جنازة أرملة سيد مكاوي.. إسعاد يونس ونادية مصطفى أبرزهم    رسالة صادمة من ريهام سعيد لمنتقديها.. اعرف التفاصيل    متحدث الوزراء: افتتاح المتحف المصري الكبير نوفمبر القادم والتجهيزات تسير وفق الجدول الزمني    بالمجان.. علاج 1374 مواطنا خلال قافلة طبية بإحدى قرى الشرقية    البنك الأهلي يساهم ب60 مليون جنيه لصالح وحدة الإيكمو    رئيس جامعة بني سويف يشدد على سرعة إنجاز المستشفيات الجامعية بشرق النيل    جامعة قناة السويس تُكرم فريق المتطوعين بمركز خدمات الطلاب ذوي الإعاقة    ما تراه ليس كما يبدو.. حكاية ديجافو تتصدر الأعلى مشاهدة على المنصات الرقمية بعد عرضها الأول    مطروح: توزيع حقائب وكتب وزي مدرسي على 2000 من طلاب المدارس من الأولى بالرعاية    للنباتيين.. أطعمة ومصادر غذائية ضرورة لصحة العظام    «حديد عز» تثبت السعر لمدة 3 شهور بعد فرض رسوم على البيليت المستورد (تفاصيل)    «عوض» تتابع استعدادات إبراز البعد البيئي في افتتاح المتحف المصري الكبير    حشود بالآلاف واشتباكات عنيفة مع الشرطة.. أكبر مسيرة لليمين المتطرف فى لندن    "معلومات الوزراء": توقعات بنمو متسارع لسوق الذكاء الاصطناعى بقطاع السياحة العالمى    بعد قرار وزارة المالية.. موعد صرف مرتبات شهر سبتمبر 2025 للموظفين في الدولة    الخشت يفرق بين فلسفة الدين وعلم الكلام: الأول نقدى شامل والثانى دفاعى تقليدى    تعطيل العمل بالقسم القنصلي للسفارة المصرية بالدوحة    فلكيًا.. موعد شهر رمضان 2026 في مصر وأول أيامه    هل يجوز أن أنهى مُصليًا عَن الكلام أثناء الخُطبة؟.. الأزهر للفتوى يجيب    طقس الإمارات اليوم الأحد.. توقعات بسحب متغيرة وفرصة أمطار محلية    وزارة الداخلية ترفع شعار "الخدمة حق للجميع".. الأحوال المدنية تقدم خدمات سريعة وإنسانية فى قلب الجمهورية الجديدة.. استخرج بطاقة الرقم القومى من بيتك.. وقوافل ومأموريات ومراكز نموذجية لكبار السن وذوى الهمم.. صور    «مدرسة فايلر ويشبه كولر».. شوبير يكشف آخر تطورات مدرب الأهلي الجديد    التعادل مع غزل المحلة يُنقذ جهاز محمد مكي فى المقاولون العرب    «الصحة»: تقديم 86 مليونا خدمة طبية مجانية خلال 60 يوما ضمن حملة «100 يوم صحة»    مصر تخطط لطرح 10 شركات حكومية في البورصة حتى نهاية 2026    «الإفتاء» تواصل عقد مجالسها الإفتائية في المحافظات حول «صلاة الجماعة.. فضائل وأحكام»    الرئيس السيسى يهنئ رئيس جواتيمالا بمناسبة ذكرى يوم الاستقلال    وزير الخارجية الأمريكية: قطر شريك مهم ومفيد على عدة جبهات    خبير في شئون الجماعات الإرهابية: أكاذيب الإخوان تستهدف الاقتصاد عبر التضليل الرقمي    طولان: أنا مدرب منتخب مصر بالصدفة    المدير التنفيذي للأهلي يكشف كواليس قرار الخطيب بالانسحاب من الانتخابات    الهلال الأحمر يدفع ب3200 طن مساعدات إغاثية عبر قافلة زاد العزة ال36 إلى غزة    الدوري الإنجليزي.. موعد مباراة ليفربول ضد بيرنلي والقنوات الناقلة    صحيفة نمساوية: بولندا باتت تدرك حقيقة قدرات الناتو بعد حادثة الطائرات المسيرة    خطوات استخراج البطاقة الشخصية 2025 ب 5 طرق أبرزها عبر الإنترنت    الجيش الصيني يحذر الفلبين ويدعوها لوقف التصعيد في بحر الصين الجنوبي    د.حماد عبدالله يكتب: حينما نصف شخص بأنه "شيطان" !!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



7 دقائق في مراكش

الزمن بمنجزاته لا مسافاته، وعمر الفتي ذكره لا طول مدته، وقيمة المرء ما ينجزه لا ما يعيشه، فعلي مدار يوم ونصف تقريباً قضيناهما في مدينة مراكش المغربية ذات العبق التاريخي لاقينا فيهما كل إكرام وتقدير في روح عربية ونكهة عربية، القوم قومي والأصحاب أصحابي.
لمسنا الأُنس لا الغربة، والأصالة والعراقة مع ما يحفهما من روح عصرية، وإلي جانب ذلك كله كانت الروح المراكشية التي تتلاقي كل التلاقي مع الروح المصرية السهلة السمحة المتفائلة.
وفي إطار هذه المسافة الزمنية كانت هناك سبع دقائق تقريبًا هي المخصصة لكلمتنا في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "حقوق الأقليات الدينية في الديار والمجتمعات الإسلامية"، وفيها أكدنا أننا حضرنا إلي المغرب من مؤسسة التسامح الأزهر الشريف، في بلد التسامح مصر المحروسة، إلي بلد آخر عُرف بالتسامح هو دولة المغرب الشقيقة، مع منتدي أنشئ لأجل التسامح هو منتدي تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة برئاسة الشيخ العلامة / عبد الله بن بيه ورعاية دولة الإمارات العربية الشقيقة، لنلتقي معًا علي مائدة التسامح التي نستقي معينها من ديننا السمح، دين الإنصاف والعدل والتعايش السلمي، والإيمان بالتنوع وقبول الآخر علي ما هو عليه، وإنصافه غاية الإنصاف، فحين خاطب القرآن الكريم المشركين علي لسان نبينا (صلي الله عليه وسلم) ولسان أصحابه، قال : " وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَي هُدًي أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ "، ولم يقل نحن علي هدي وأنتم علي ضلال مبين، فيما يعرف لدي علماء البلاغة بأسلوب الإنصاف.
وإذا كان موضوع هذا المؤتمر قد جاء تحت عنوان : " حقوق الأقليات الدينية في الديار الإسلامية "، ولم يكن عن حقوق الأقليات المسلمة في الديار غير الإسلامية، أو حتي عن حقوق الأقليات بصفة عامة، فإن ذلك قد أتي للتأكيد علي عظمة ديننا الذي علمنا أقصي درجات التسامح تجاه الآخر، وإنصافه، وبناء جسور الثقة معه، وأن الواجب قبل الحق، وأننا نعطي الآخرين حقوقهم قبل مطالبتهم بحقوقنا أو بالتوازي معها، وبنفسٍ طيبةٍ حتي لو جار بعضهم علي بعض حقوقنا، انطلاقًا من قوله تعالي : "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ، وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ".
وقد أكدت للجميع أننا في مصر المحروسة قد تجاوزنا عقدة الأقلية والأكثرية إلي بناء الدولة المتكافئة، وإعلاء دولة القانون، فكلنا مصريون فحسب، دون أي صفة أخري، ودون أدني تمييز علي أساس الدين، أو العرق، أو اللون، أو الجنس، أو النوع، وهذا هو ديننا، حيث يقول نبينا (صلي الله عليه وسلم) : " كُلُّكُمْ لآدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ"، أما تلك الجماعات الهدامة المتطرفة الرافضة للآخر المتجاسرة علي حقوقه الهاضمة لها أو الرافضة له، فقد أكدت أنها جماعات سياسية صنعت من قبل دول وقوي معروفة للنيل من منطقتنا وتشوية الصورة الحضارية النقية لديننا السمح، وهذه الجماعات لا علاقة لها بالإسلام ولا علاقة للإسلام بها، فنحن أكثر من يكتوي بنارها، ولا ينبغي أن يوسم الضحية بسمات الجلاد، أو يتصف بصفاته الإجرامية.
وفي حضور ممثل الأمين العام للأمم المتحدة أطلقت مبادرتين :
الأولي : ضرورة أن تتبني المؤسسات الدولية وعلي رأسها الأمم المتحدة مبادرة المواطنة المتكافئة في جميع أنحاء العالم، وبلا أي تفرقة أو تمييز أو استثناء، مع العمل علي ترسيخ مبدأ التعايش السلمي وأسس العيش المشترك بين البشر جميعًا، علي أرضية وخلفية إنسانية خالصة، وفي ضوء المشتركات والحقوق الإنسانية التي أجمعت عليها الشرائع السماوية، وأقرتها وأكدتها الأعراف والمواثيق الدولية، وبخاصة في مجالات حقوق الإنسان.
أما المبادرة الأخري : فكانت دعوة إلي الأمم المتحدة أيضًا لاستصدار قرار يجرم ازدراء الأديان، ويؤكد علي عدم المساس بمقدساتها.
مع تأكيدنا أن الإسلام قد كرم الإنسان علي إطلاق آدميته دون النظر إلي دينه أو جنسه أو لونه، حيث يقول الحق سبحانه : "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ"، ولم يقل كرمنا المسلمين وحدهم أو المؤمنين وحدهم أو الموحدين وحدهم، وهذا رسولنا (صلي الله عليه وسلم) يوجه خطابه في حجة الوداع فيخاطب الناس كل الناس، بقوله (صلي الله عليه وسلم) : "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟، قَالُوا : يَوْمٌ حَرَامٌ، قَالَ : فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟، قَالُوا : بَلَدٌ حَرَامٌ، قَالَ : فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا ؟ قَالُوا : شَهْرٌ حَرَامٌ، قَالَ : فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فَأَعَادَهَا مِرَارًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ فَاشْهَدْ".
وقد أمرنا ديننا الحنيف أن نخاطب الناس جميعًا كل الناس بالقول الحسن، فقال سبحانه : "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً"، للناس كل الناس.
علي أننا نؤمل أن تسود هذه السماحة العالم كله، وأن نعمل علي نشرها معًا، وأن يعاملنا الآخرون بمثل أو ببعض ما نعاملهم به ونحمله تجاههم من روح متسامحة، حتي يعم السلام والوئام، ويسود الأمن والأمان، ونحقق معاني الإنسانية السامية، ونستحق جميعًا أن نكون خلفاء لله (عز وجل) في الأرض، وأن نكون أهلا لحمل الأمانة الثقيلة التي عرضت علي الأرض والجبال فأبين أن يحملنها، "وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ".
وإننا لنؤمل أن يكون إعلان مراكش نقطة انطلاق أو نقطة ضوء في ترسيخ أسس العيش المشترك، واحترام آدمية الإنسان وحقوق الأقليات كل الأقليات بلا استثناء ولا تمييز ولا كيل بمكيالين أو بمائة كيل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.