وفاء الغزالى تكررت المطالبة من الرئيس الدكتور محمد مرسي أن يقطع كل صلة تربطه بالإخوان المسلمين جماعة وحزباً ولم يتأخر في الاستجابة فاستقال فوراً من رئاسة الحزب.. ولكن هل يستطيع أن يبتعد تماما وكليا ليصبح رئيسا لمصر.. وأعتقد أن هناك ثلاث قوي تؤثر في الرئيس وتمنعه من تلبية هذا المطلب . أولها .. شخصية الرئيس نفسه وهل يستطيع أن يخرج من جلده.. وقد نشأ وتكونت أفكاره ومعتقداته السياسية علي فكر الجماعة منذ زمن طويل.. ثم أن الجماعة هي التي رشحته ودعمته وبدونها لم يكن ليحصل علي عدد الأصوات التي حصل عليها. أما القوي الأخري التي تمنع ابتعاد الرئيس عن الجماعة فهي الجماعة ذاتها وببساطة هل يتصور أي ساذج أن تتخلي الجماعة عن أهم إنجازاتها.. إن منصب الرئاسة في مصر هو الأعلي والأهم فهل تتخلي عنه الجماعة من أجل عيون مصر؟ أما القوي الثالثة فهي شعب مصر.. الشعب لن يصدق أبداً أن مرسي يتخلي عن الاخوان حتي لو استطاع ذلك وحتي لو قبلت الجماعة.. وسوف يقف لمرسي بالمرصاد يعلل كل تصرف وكل كلمة ويعيدها إلي مرجعية الاخوان. والسؤال الذي يجب أن يطرحه الناس علي أنفسهم كيف تطلبون من مرسي أن يتخلي عن أفكاره ومبادئه وأنتم قد اخترتموه وتعلمون جيداً أنه واحد منهم.. أتمني أن نتوقف عن هذا المطلب غير الواقعي وغير الممكن تنفيذه.. وكذلك كثير من الطلبات التي يحتشد بها هؤلاء الذين يعتصمون أمام القصر الجمهوري.. اتركوا للرجل فرصة يلتقط فيها أنفاسه ويكفيه أنه ألزم نفسه بخمسة إنجازات سوف يحققها ولم يبق له سوي 39 يوما.. بعدها لن يجد من يدافع عنه سوي الجماعة والحزب. فكيف نطلب منه أن يتخلي عنهم..