لم أستغرب عندما وجدت رموزا في الحزب الوطني المنحل وهم ينشرون اعلانات مدفوعة الثمن في الصحف لتهنئة رئيس الجمهورية الجديد محمد مرسي، فهم دائما يبحثون عن مصالحهم، اقتربوا من مبارك ووريثه جمال، وأحاطوا بهما، ليكونوا من رجالهم ومقربيهم، وليستفيدوا من هذا القرب أقصي استفادة، أراض شاسعة بثمن بخس، وصفقات تنتهي بعمولات ورشاوي، وأراض للاستصلاح تتحول لمنتجعات وقصور بالمخالفة للقانون لكن لأنهم لا يشبعون تحولت بوصلتهم للرئيس الجديد، رغم أنهم كانوا يتجنبون الاقتراب منه أو من أي عضو بجماعته قبل الثورة، خوفا من غضبة المخلوع عليهم. كما لم يكن غريبا أن يهرول العديد من رجال الأعمال للانضمام لجمعية »ابدأ« التي أسسها الإخواني حسن مالك، لدرجة أنها تلقت مئات الطلبات خلال الأيام الأخيرة.. ولن يكون مستغربا أن يطلق كثير من رجال الأعمال لحاهم خلال الفترة المقبلة، باعتبار اللحية شعار المرحلة. حتي في بلاط صاحبة الجلالة بدأ المتحولون الذين كانوا يسبحون بحمد مبارك، ويعددون سجايا ابنه جمال، ويتسابقون علي مديح سياسات الحزب الوطني المنحل، ونجاحها في الوصول للطبقات الفقيرة في القري والنجوع، نسي هؤلاء كل شئ، وبدأوا يتحدثون عن انتمائهم للإخوان منذ سنوات، حتي من لم يركع منهم ركعة واحدة لله منذ سنوات أصبح إخوانيا، وتقدم لينال عضوية حزب الحرية والعدالة، بعد أن كان يسعي لعضوية الوطني المنحل أو كان عضوا به، أو كان مسبحا في مقالاته بحمد الحزب وأقطابه.. فربما يحقق له القرب من الاخوان ما لم يحققه له الحزب الوطني. لك الله يا مصر من المنافقين، لأنهم أخطر عليك من الد أعدائك، فالعدو معروف ونأخذ منه الحذر باستمرار، بينما هؤلاء لا يمكن اتقاء مكرهم وشرهم، فهم الآفة التي تدمر أي مجتمع، لأنهم لا يبحثون عن شئ سوي مصلحتهم الشخصية فقط.