في بلادي مصر ينسي الناس بسرعة من كان معهم ، ومن كان ضدهم، وبهذا المنطق يتعامل معنا المتحولون الذين يلعقون بألسنتهم كل من يعتلي كرسي السلطة ، والأيام القريبة الماضية خير دليل علي أن المتحولين دائما يكسبون. فجماعة الإخوان المسلمين - رغم أنني كنت أتعاطف معهم بسبب ما كانوا يتعرضون له من ظلم واضطهاد منذ قيام ثورة يوليو 1952 وحتي سقوط المخلوع في فبراير الماضي - كانت دائما تعقد الصفقات مع النظام السابق .. استفادوا من قربهم من السادات في السيطرة علي الشارع المصري ببسطائه محدودي التعليم والجهلة وفقرائه، كما نجحوا في الحصول علي 88 مقعدا في انتخابات مجلس الشعب 2005، وبالتأكيد لم يكن ذلك بدون علم الحزب الوطني المنحل وقادته حتي في الانتخابات الأخيرة شاركوا في تمثيلية تجهيز المسرح السياسي المصري لعملية التوريث عندما رفضوا هم وحزب الوفد مقاطعة الانتخابات مثل باقي الأحزاب، وفي بداية ثورة يناير 2011 رفضوا هم والسلفيون المشاركة فيها، فقد كانوا يؤيدون المخلوع ، وكانوا يظنون أنه سيقضي علي هذه الثورة في مهدها ، وعندما وجدوا البوصلة تنقلب نحو الثوار انضموا لهم.. وها هم اليوم - الإخوان والسلفيون - يتصدرون المقدمة في الفوز بمقاعد المرحلة الأولي لانتخابات مجلس الشعب.. ولاعزاء للثورة والثوار ودماء الشهداء. حتي المتحولون في الاعلام المقروء والمسموع أصبحوا يتصدرون المشهد.. كانوا ينتقدون الثورة في ببرامج التوك شو بالتليفزيون المصري والقنوات الخاصة، والآن يحملون لواء الثورة .. ومثلهم صحفيو الحزب الوطني المنحل.. لك الله يا مصر .