حلال المشاكل والعقد علي شاشة التلفزيون.. ليس خبيرا او متخصصاً في علم النفس والاجتماع او حتي رجل دين.. وربما لم يواجه مشكلة حقيقية كبيرة في حياته.. بل هو نجم سينمائي او مذيع فضائي.. وبالنسبة لهم تعطيهم الشهرة الحق في اعطاء النصائح والارشادات معتمدين علي ثقة الناس.. ولكن الشهرة وحب الناس لا يكفيان لتتحول الممثلة سماح انور او المذيع احمد عبدون وغيرهم الي حلال المشاكل.. هذا ما اكدته د. انشاد عز الدين استاذ علم الاجتماع بكلية الاداب جامعة المنوفية.. وقالت مع احترامي لكل خبرته في الاعلام ولكن هذه البرامج لا تتعدي تأثيرها فضفضة اصحاب المشاكل دون قدرة حقيقية علي حلها، فليس لديه العلم او التقنيات التي تساعده علي حل مشاكل الناس الا اذا كان يلجأ لاساتذة علم النفس والاجتماع قبل ان يرد علي اصحاب المشاكل.. وتضيف انه قد يعتمد اصحاب هذه البرامج علي خبرتهم الحياتية ولكن هذه الخبرة لا تكفي ليكونوا مستشارين لجمهورهم.. فهذا العمل له شروط وعلم يدرس واولها ان يكون متفرغا، ومتطوعا ولا ينحصر في تحقيق اهداف مادية.. وان يكون متخصصا في علم النفس او الاجتماع بجانب القدرة علي الاستماع واحتواء اصحاب المشاكل دون ان يبدي اي حكم علي صاحب المشكلة حتي يشجعه علي الكلام.. وتري د. انشاد ان هذه البرامج هدفها الربح المادي فقط والاقبال عليها مؤشر قوي علي مدي الاحباط وشعور الناس بالاغتراب داخل مجتمعاتهم لدرجة انهم يبحثون عن أي شخص ليتكلموا معه.. أما الناقدة د.عزة احمد هيكل فقد اتهمت هذا النوع من البرامج بانه يهدد الاسرة العربية لانه يفضح الخلافات الشخصية بين العائلة الواحدة علي الهواء مباشرة.. وهذا يرجع للثقة في الممثل او المذيع الذي يظهر امامهم لاوقات طويلة علي الشاشة.. واصبحوا يتعاملون مع التليفزيون علي انه فرد من العائلة. وتفسر د.عزة الاقبال علي هذه البرامج بان طبيعة المجتمعات الشرقية المتحفظة فيها نوع من الكتمان ويخجل افرادها من الذهاب الي الطبيب النفسي ويفضل الاتصال التليفوني الذي يعطي الفرصة لصاحب المشكلة لتفادي المواجهة او اكتشاف امره، فهو يستطيع عدم اعطاء اسمه الحقيقي او الكذب في بعض تفاصيل المشكلة بعيدا عن الاسئلة العميقة والبحث الذي يقوم به الطبيب النفسي.. اولا لان صاحب البرنامج ليست لديه الخبرة الكافية كما ان الوقت المخصص له لا يتعدي عدة دقائق لا تكفي ابدا لحل مشكلة او فهم كل ابعادها.. وتؤكد ان الاعلام الفضائي نسي دوره تماما واصبح كل اهتمامه أن يقبل عليه الناس من اجل الاعلانات والمكالمات التليفونية أما د.سامي عبد العزيز رئيس قسم العلاقات العامة بكلية الاعلام جامعة القاهرة فيؤكد ان هذه البرامج لا تتعدي كونها تجارة بمشاكل الناس اعتمادا علي اسماء النجوم.. وهو امر خارج عن اخلاقيات العمل الاعلامي.. فقد نسيت الفضائيات ان هناك مسئولية اجتماعية عليها تجاه مشاهديها، ابسطها هي الا تضللهم.. وقد اتفهم ان يتم استعمال النجم كعنصر يجذب المشاهدين للبرنامج ليقوم الخبراء بعد ذلك بالقيام بدورهم في حل المشاكل.. اما ان يعتبر النجم نفسه قادرا علي حل المشاكل واعطاء النصائح، فهو دور غير مفهوم مهنيا.