اليوم تبدأ مصر مرحلة جديدة في تاريخها السياسي عندما يؤدي الرئيس محمد مرسي اليمين القانونية كأول رئيس مدني منتخب في الجمهورية الثانية التي نتمني ان تبدأ أولي خطواتها في اعادة الامن والاستقرار للوطن الذي عاني من الحرمان كثيرا الي ان استردت الامة وعيها المفقود بثورة 52 يناير المجيدة التي نادت بالحرية والعدالة والعيش والديمقراطية واستجاب لها القدر بعد ليل دامس طويل. واتصور ان الرئيس الجديد محمد مرسي امامه مهام جسيمة مع توليه ادارة شئون الدولة عقب تسلمه لمقاليد الامور من المجلس الاعلي للقوات المسلحة واري ان اول هذه المهام قد حددها هو بنفسه شخصيا في خمسة ملفات عاجلة يعمل علي مواجتها من خلال فترة زمنية تستغرق مائة يوم يشعر بعدها الناس بوجود حلول جذرية في المشاكل الامنية والاحوال المرورية وازمات الوقود ورغيف العيش والقمامة وهي عناوين تلك الملفات التي تأتي علي رأس أولويات العمل التنفيذي في دولاب الدولة بعد ان عاني منها الناس كثيرا رغم المجهودات الضخمة التي بذلتها حكومة الانقاذ الوطني برئاسة الرجل المحترم د. كمال الجنزوري طوال الشهور الستة الماضية. وكمواطن مصري بسيط يعيش ليل نهار بين هموم الناس اقول اننا بحاجة لاطلاق دعوة لكل ابناء الامة علي مختلف انتماءاتهم الفكرية والسياسية برفع شعار الاتحاد والنظام والعمل خلال تلك المرحلة بشرط ان نلتزم به جميعا حتي نساعد الرئيس الجديد في انجاز مهمة المائة يوم الاولي من حكمه بنجاح يدفعه الي الانتقال بالوطن الي مرحلة الهدوء والاستقرار الفعلي علي ارض الواقع فالاعباء كثيرة والتحديات صعبة والآمال متعددة والطموحات ليست لها سقف تتوقف عنده وبالتالي تكون وحدتنا في قوتنا وفي التزامنا بأداء اعمالنا داخل مواقع الإنتاج علي اسس من النظام والانضباط لتعويض ما فات وطي صفحة الماضي الاليم حتي نتفرغ مع رئيسنا لفتح بقية الملفات الاخري في شتي المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. والاتحاد والنظام والعمل ميثاق شرف اخلاقي يضعنا خلال فترة زمنية قصيرة اذا خلصت النوايا بين كبري الامم التي اعادت بناء نفسها عقب تعرضها لازمات وثورات سياسية وشعبية حررتها من قيود الذل والهوان والعبودية والطغيان والديكتاتورية فاصبحت الآن قوي اقليمية وعالمية ودولية تحقق لشعوبها العدالة والرفاهية والعيش الكريم فهل نحن اقل من هؤلاء؟ بالتأكيد نحن لسنا اقل من شعوب العالم التي تعيش الآن في رخاء وتتمتع بالامن والاستقرار والمناخ الديمقراطي الصحي فنحن اصحاب حضارة قديمة حملت للدنيا كلها مشاعل التنوير ولدينا ثروات كثيرة في بلادنا ونتميز بموقع جغرافي فريد واراضينا مليئة بخيرات الله ونمتلك قوة بشرية هائلة وعقولا علمية وبحثية واقتصادية ومالية مبهرة قادرة علي صنع ارادة التغيير والعبور بالامة الي عصر النهضة الحديثة لنحتل المكانة اللائقة بنا كقوة اقليمية في منطقة الشرق الاوسط لا يستهان بها علي الاطلاق. واذا كنا نتمتع بكل هذه المزايا فلماذا لا ننطلق خلف رئيسنا الجديد مؤيدين ومعارضين وقوي سياسة ونخب وزعماء وثوار واصحاب ايدلوجيات عقائدية للعمل علي تحقيق الصحوة الكبري بالاتحاد والنظام والعمل ونبذ الخلافات وتنقية الضمائر وحشد الطاقات ونزع الحقد والكراهية من النفوس والقلوب ونضع الايدي في الايدي متشابكين متحابين لبناء قواعد المجد واركان الدولة المدنية الحديثة وكفانا فوضي وصراخ وعويل ونحيب وليتذكر كل منا دماء وارواح شهدائنا العظام الذين ضحوا بأنفسهم لننعم جميعا بالاجواء الديمقراطية التي لولاها ما عشنا الآن هذه الايام الخالدة التي تحررت فيها مصر من سيطرة رموز الفساد وزبانية جهنم ورءوس الافاعي وشياطين الانس والجن الذين لعنهم الله في كتبه السماوية الثلاث.