الإهمال يحاصر المسجد الأقدم فى مصر وإفريقيا بعد ان كان مقصدا سياحيا مهما تحول بين ليلة وضحاها لمكان مهجور يقصده اعداد قليلة لأداء الفرائض الخمس، بعد ان أسقطه السائح من خارطة مقاصده السياحية في مصر، وسط تجاهل إعلامي وتخاذل رسمي يتعرض له واحد من الآثار الاسلامية الفريدة.. واختفت مئذنة مسجد «سادات قريش» وسط المباني. أول مسجد وتبقي صرخات أهم وأعرق وأقدم مسجد في مصر وافريقيا.. يقع المسجد في مدينة بلبيس بالشرقية ويعتبر أول مسجد بني في مصر وافريقيا بعد الفتح الإسلامي، وليس مسجد عمرو بن العاص كما هو شائع ورغم مكانته التاريخية البارزة إلا ان الشروخ سيطرت علي جدرانه وساد الخراب ساحاته. فعند المدخل الخلفي المؤدي الي مكان الوضوء تعاني الجدران والاسقف العلوية وتحتاج الي ترميم سريع خوفا من تدهورها في أي وقت، أما عند الباب الرئيسي للمسجد فحدث ولا حرج، فقد اختفت جدرانه من الخارج أمام جحافل الباعة الجائلين الذين «فرشوا» بضائعهم أمامه حتي أصبح المسجد اشبه بزاوية، لا ينتبه أحد لوجوده إلا عند قراءة اللافتة التي وضعت فوق بابه الرئيسي تعلن عن بناء المسجد علي يد عمرو بن العاص سنة 18 هجرية وتجديده في عهد الأمير مصطفي الكاشف سنة 102 هجرية. المئذنة الوحيدة عندما زرناه لم يكن أمامه إلا ثلاثة أفراد فقط ومقيم الشعائر وعامل واحد، كل شيء يعكس الاهمال، سوء نظافة الحمامات ومكان الوضوء يحتاج إلي ترميم وصيانة سريعة والمئذنة الوحيدة حجبتها وزارة الآثار بدعوي ان المنطقة أثرية ولا يمكن من مشاهدتها إلا بالصعود أعلي المنازل المجاورة أو أعلي المسجد كما فعلنا.. وأكد رواد المسجد انه لا يحظي بالرعاية من جانب المسئولين، وأن اصلاح أي شيء يتلف داخله يتم بتبرعات الأهالي.. وأشاروا إلي انهم لم يشاهدوا احدا من السياح منذ سنوات. عبر عبدالحليم غريب صاحب محل ملابس مجاور للمسجد عن استيائه من اهمال وزارتي الآثار والأوقاف لترميمه والاهتمام به، فبعد ان كان منارة للعلم والسياح المسلمين خاصة من ماليزيا والهند وباكستان وبعض الدول العربية الاخري أصبح الآن في حالة يرثي لها.. ويشير الحاج محمد السيد أحد رواد المسجد إلي انه منذ تنكيس جزء من المئذنة قبل فترة، لم يعد هناك أي اهتمام. صحابة الرسول من جانبه أوضح محمد نجم إمام وخطيب المسجد انه يعد علامة بارزة في التاريخ الإسلامي وتمت تسميته في البداية بمسجد الشهداء لأنه شهد وفاة 250 مسلما في المعركة التي دارت بين المسلمين والرومان كان من بينهم 20 من صحابة الرسول تم دفنهم أسفله إلا أنه تم تغيير اسمه إلي «سادات قريش» تكريما لشهداء المسلمين من صحابة الرسول.. واضاف نجم أن هناك مغالطة تاريخية تقول إن أول مسجد بني في مصر هو مسجد عمرو بن العاص بمدينة الفسطاط بالقاهرة مؤكداً أن مسجد «سادات قريش» هو أول مسجد بني في مصر وفي قارة افريقيا. وانتقد نجم قرار وزارة الآثار بغلق الساحة الخلفية للمسجد بزعم وجود آثار بها، وقال إن المسجد أثري ويحتاج إلي التطوير ولكن اهتمامات «الآثار» تتجه إلي مساجد العاصمة فقط.