بعد شائعات عن اعتزامه نفي زعماء اليهود إلي سيبيريا واستعداده لمواجهة ما.. مع أمريكا.. وقعت هذه الأحداث خلال زيارتي لموسكو كان مكان إقامتي في «داتشا» تقع بجوار «كونتسيڤو»، وهي «داتشا» أخري كانت بمثابة السكن الخاص للزعيم السوفيتي الراحل جوزيف ستالين. وكلمة «داتشا» باللغة الروسية تعني المنزل الريفي. وفي هذه الداتشا أقام ستالين خلال فترة الحرب العالمية الثانية، واستضاف فيها كلا من الزعيم البريطاني ونستون تشرشل والزعيم الصيني ماو تسي تونج، كذلك عاش ستالين في هذه الداتشا العقدين الأخيرين من حياته وتوفي فيها يوم الخامس من مارس عام 1953 أي قبل 62 سنة. ورغم ان ستالين كان يقضي الكثير من وقته داخل قصر الكرملين، حيث كانت تتوافر له اماكن للمعيشة بجوار مكتبه، إلا انه كان يفضل الاقامة في «الداتشا» ربما لأن موقعها يتيح إمكانية فرض حراسة مشددة تجعل من الصعب اغتياله، ومع ذلك فقد كان أول من غدر بستالين أقرب الناس إليه ومن داخل أعلي قيادة للبلاد. وهأنذا أجد نفسي وجها لوجه أمام التاريخ يبعث من جديد بكل وقائعه وفصوله الدرامية وثقله التراجيدي وأسراره المذهلة كانت آخر ليلة يقضيها ستالين في هذه الداتشا هي ليلة 28 فبراير - أول مارس. كان ضيوفه هم الزعماء الاربعة الكبار: جورجي مالنكوف ولا ڤرينتي بريا ونيكيتا خروشوب ونيكولاي بولجانين. وظلوا معه حتي الرابعة صباحا. وفي اليوم التالي لم يستيقظ ستالين كعادته، وظلت مجموعة الحراسة تنتظر سماع صوته حتي العاشرة ليلا. وتجرأ أحد الحراس ودخل غرفة ستالين فوجده ممدا علي الارض ولا يستطيع الكلام. اتصل الحراس تليفونيا بالزعماء وبعد 4 ساعات جاء «بريا ليزجر الحارس ويقول له: لماذا تثير الفزع؟ ان الزعيم نائم، فلا تزعجنا ولا تزعج الرفيق ستالين»! حدث ذلك رغم ان الحارس شرح ما شاهده. ومرت 13 ساعة دون ان يتلقي ستالين أية رعاية طبية. وهناك من يعتقد ان «بريا» قام بتجنيد أحد الحراس وطلب منه وضع السم في كأس النبيذ الذي كان يشربه ستالين في تلك الليلة. وتقول «سفيتلانا» ابنة ستالين انه عقب اعلان الاطباء عن وفاة ستالين بنزيف في المخ في مساء يوم 5 مارس، كان «بريا» أول من خرج من الغرفة لكي يخرق الصمت ويرفع صوته عاليا بلهجة الظافر المنتصر «خرو ستاليف السيارة» وكان هذا «الخروستاليف» هو العميل الذي قام «بريا» مسئول الأمن العام بتجنيده.. وطبقا لرواية مولوتوف الذي تولي منصب وزير خارجية الاتحاد السوفيتي بعدها فان «بريا» قال له في وقت لاحق: «لقد قتلته وانقذتكم جميعا»!! ولوحظ انه تم حذف كل إشارة - في التقرير الطبي النهائي- إلي إصابة ستالين بنزيف في المعدة، مما يرجح ان مادة ال «وارفارين» الكيميائية البلورية الشفافة والتي بلا طعم - التي تستخدم كسم للفئران - هي السبب في هذا النزيف وحتي الآن.. لا أحد يعرف كل الحقائق.. فقد دفنت الحقيقة بوفاة كل شهود العيان، وبقي المكان يلفه الصمت والغموض والأشباح. كلمة السر: اللهم احمني من اصدقائي