في طفولتي كنت اقرأ قصص سلسلة المكتبة الخضراء،"الاميرة والأقزام السبعة و"ذات الرداء الأحمر و"عقلة الاصبع "و"عروس البحر ".. وفي كل حكاية كنت اتخيل اني بطلتها وعندما صارت احلامي اكثر واقعية كنت اتخيل نفسي في بطولات اكثر ثورية وتمرد علي المألوف.. في هذه الايام تذكرت حكاية عروس البحر "اريل " صاحبة الصوت الساحر التي كانت تعيش في أعماق البحر السحيقة حياة سعيدة مع والدها ملك البحار، ولكنها كانت تريد ان تري العالم خارج البحار وطلبت ذلك من والدها الذي قال لها : إن عالم البشر عالم شرير وخطير جدا. ورغم تحذيرات والدها صعدت إلي سطح البحر ورأت لأول مرة مخلوقات من بني البشر، كانوا يغنون ويرقصون بمناسبة عيد ميلاد الأمير .ثم فجأة هبت عاصفة قوية حطمت السفينة وسقط كل من فيها في الماء واستطاع الجميع النجاة ما عدا الأمير الذي غاص في مياه البحر وأسرعت عروس البحر لنجدته وسحبته إلي الشاطئ بمساعدة صديقها النورس وأخذت تغني له بصوتها الساحر إلي أن بدأ يفتح عينيه فأسرعت وغاصت في مياه البحر خوفا من أن يراها بعد أن وقعت في غرامه، وتصورت أن الساحرة الشريرة يمكن ان تساعدها في لقاء الأمير!! فطلبت مساعدتها ولكن الشريرة قالت لها : أساعدك بشرط أن أحصل علي صوتك الجميل ووافقت عروس البحر ان تفقد صوتها مقابل أن تري الامير مرة ثانية، وتمتمت الساحرة ببعض الكلمات السحرية فقدت علي اثرها عروس البحر صوتها الجميل .وخرجت علي الشاطئ بأقدام ادمية لكن بلا صوت! وظل الامير يبحث عن منقذته الي ان رآها ملقاة علي الشاطئ، و حاول ان يكلمها ولكنها لم تستطع التحدث معه، بدأ يشك في أمرها لأنه يعرف تماما أن الفتاة التي أنقذته كانت تملك صوتا جميلا، وفي نفس الوقت حولت الشريرة نفسها إلي فتاة جميلة ووضعت علي صدرها قلادة مسجل عليها صوت عروس البحر، وصارت تتحدث بنفس الصوت وقالت للأمير: أنها هي التي أنقذته من الموت فقرر الأمير أن يتزوجها، سمع النورس ما حدث بين الشريرة والأمير فقرر أن يساعد (اريل) بمهاجمة حفل الزواج، وبالفعل هجمت الطيور علي الضيوف وهجموا علي الساحرة حتي سقطت منها القلادة وانكسرت وخرج منها صوت (اريل) وعاد إليها ونادت الأمير بصوتها الجميل وعرفها.. وتزوجها.. وفرحت كطفلة تؤمن بالنهايات السعيدة. يا تري هل يمكن ان يعود كل صوت جميل الي أصحابه الاصليين.؟